أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الإعلام الموجه وصناعة الغباء المجتمعي














المزيد.....

الإعلام الموجه وصناعة الغباء المجتمعي


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 5728 - 2017 / 12 / 15 - 01:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحرزت أغلب وسائل الإعلام العراقية والعربية طفرات نوعية ومهنية كبيرة في العمل الإعلامي والصحفي؛ بسبب معايشاتها اليومية الميدانية للمتغيرات المتسارعة، والأحداث المستجدة، على الساحتين العربية والعالمية، وما لتلك الأحداث من تداعيات حرجة. كإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للمنطقة، وتقسيمها على أساس عرقي وطائفي، حتى برز إلى جنب الإعلام المهني والوطني، إعلام موجه خبيث؛ لزرع الغباء في المجتمع، باستغلال تلك الأحداث والمتغيرات الإقليمية والدولية، ووضعها في إطار يدعم القضية التي يريدها بطريقة (التوظيف الإعلامي السلبي)؛ لإيصال صورة مسمومة، توهم المجتمع بأنه قادر على تغيير معادلات القوة، وقلب موازين الخير والشر، لكونه سلطة رابعة ومدافعة عن تطلعات المجتمع. لكن الواقع كشف زيف تلك الادعاءات، وأظهر للعيان حقيقة ذلك الإعلام كونه قوة خبيثة تتفنن في وضع خيارات وهمية تقيد تفكير المجتمع، وتسوق الأكاذيب، وتعمق الاستخفاف بعقول الناس؛ بفرض اختيارات لا إرادة للمجتمع فيها، سوى القبول والرضوخ دون الشعور بسلبياتها، باستخدام فن (التأطير الإعلامي)، واتقان الإعلام الغربي الموجه، بما فيه ماكنة الإعلام الصهيوني، ومن كان على شاكلته من الإعلام العربي؛ بجدارة فائقة.
هذا الفن الإعلامي الخطير، واستخدمه بمهارة عالية في فترة الترويج الباطل للكيان المسخ (إسرائيل)، ولعقود خلت حتى انتقل المجتمع، ودون الوعي من عدم الاعتراف بإسرائيل إلى رحلة متقدمة أخرى، أخطر من سابقتها، وهي ان القدس ليست عاصمة لإسرائيل في حين ان القدس هي مقياس الأمة، وعاصمة قلوب المسلمين، ورمز تعايش الأديان والامم، وزاد (ترامب) الطين بلة، عندما أقدم على إنجاز (صفقة القرن) متحديا مشاعر الملايين من المسلمين، ومتجاوزا كل الخطوط الحمر بإعلان اعترافه بأن (القدس عاصمة لاسرائيل)، بينما إسرائيل هي صنيعة فرضها العالم غدراً وعدواناً على الأمة الاسلامية.
يعد (التأطير الإعلامي) من أقوى الأساليب في التوظيف الإعلامي باستخدام حيل العقل، والتأثير على الآخر بطريقة الإيحاء، فيكون الإعلام بذلك معركة العقل للوصول إلى الأهداف سواء أ كانت نبيلة أو غير نبيلة، ولكن المجتمع وحده من يدفع ضريبة إعلامه عندما يتخلى الإعلام عنه، ويحوك له الدسائس، ويكون طرفاً في الأزمة، وسبباً لترسيخ التطرف في المزاج العام، والغباء في التفكير المجتمعي.
بهذا الأسلوب الماكر ينجح الإعلام الموجه في خطابه المتطرف، القائم على التمييز والتحريض السلبي على الكراهية، وتأجيج التوترات، وترويج الأكاذيب لقلب الحقائق كي يجعل من الجريمة فضيلة، ويبررالقتل وهتك الأعراض، وتشريد الآلاف، وجعل الدين وأحاديث (المصطفى) صلى الله عليه وسلم، مطية بيد الحكام والمتنفذين باسم الدفاع عن الوطن (الوطنية).
في ظل هذا الإعلام الموجه والمأجور، وبقاء تلك الثلة السيئة من أدعياء الصحافة والإعلام في المقدمة؛ يبقى ذلك الوجه الكالح للإعلام منبراً للاستفزازيين، وبوقاً لأجندات تخريبية؛ لتدمير البلاد والعباد، لأن كل خيار خاطئ في تسويق القصص الإخبارية، والترويج غير الصحيح عبر التقارير الصحفية لأحداث مفبركة؛ هو طريق آخر لزرع الغباء في المجتمع.
هذا هوالاستقطاب الإعلامي الشرير لتأطير الخطاب التحريضي، وتوجيهه عدائياً للقيام بهجمات إعلامية، لا تنفك تتفاعل ضد ما هو صحيح وخيّر وعقلاني في المجتمع. هكذا يزرعون جهلاً مبطناً بالغباء، كي يحصد المجتمع برغم أنفه إرهابا وتطرفاً وتفرقة.
فكلما زاد وعي المجتمع، أو اتسعت مساحة علمه ومعرفته، استطاع وبثبات؛ أن يفلت من تلك الأطر الشيطانية، وينتقل إلى مزاج عام؛ خطه الفرح والمحبة والتفاؤل،وليكن شعارنا (بالأداء لا بالأسماء نقود وطننا الحبيب)، لأن من يضع الإطار سيتحكم بالنتائج.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطرٌ أصابت الأمة في قلبها
- يا (أبا رغال) إرفع عنك القناع
- مايقولون الا غرورا
- أخوةٌ أم مواجهة؟
- (ترامب) يقرع طبول حرب سُنيّة شيعية
- امراء التطرف يتصدرون المشهد السياسي الاوربي
- مشكلات الشباب والمستقبل المجهول
- (داعش) يجمعنا والمحبة تقوينا والأخوة تنصرنا
- كذب الكذب عقوبة الجبناء
- دور المراة في حل النزاعات وبناء السلام والتوافقات
- محاربة الفساد فريضة وضرورة وطنية
- داعش؛ فرانكشتاين أمريكي بامتياز
- الواقع التركي ما بين سيناريوهات انقلاب العسكر وحراك الشعب
- ديمقراطيتهم قتلت إنسانيتهم
- شباب الأمة وتداعيات اللجوء والاغتراب
- كامب ديفيد منتجع التسكع السياسي للخليجيين
- الغرب وتجارة الشبهات


المزيد.....




- تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ- ...
- الولايات المتحدة ترفض بيانا قويا لمجموعة السبع حول أوكرانيا ...
- ترامب يمنح -تيك توك- مهلة جديدة 90 يوما لتجنب الحظر في الولا ...
- قصف متبادل بين إيران وإسرائيل وتحذير لسكان منطقتين بطهران وت ...
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها من أجل تخليص ...
- الحرس الثوري: بداية نهاية أسطورة الدفاع للجيش الصهيوني.. سيط ...
- رئيس الإمارات يعرب لنظيره الإيراني عن تضامن بلاده مع طهران
- -تلغراف-: الصين أرسلت سرا طائرات نقل إلى إيران
- زعيم كوريا الشمالية يؤكد دعم بلاده لروسيا خلال لقائه مع شويغ ...
- صاروخ -فتاح-.. رسالة إيرانية تفوق سرعة الصوت تهز إسرائيل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الإعلام الموجه وصناعة الغباء المجتمعي