أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الغرب وتجارة الشبهات














المزيد.....

الغرب وتجارة الشبهات


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغرب وتجارة الشبهات
بعث الله محمداً (صلى الله عليه وسلم) رسولاً للعالمين، وجعل شريعته (الإسلام) ناسخة لما قبلها من شرائع، وأوجب على العالمين اتباعه؛ قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، لما حرف الأحبار والرهبان التوراة والإنجيل، بما يتوافق وأهواءهم، فسار على نهجهم خلَفهم في الغرب، ولكن هذه المرة لتحريف الإسلام وضربه من الداخل، وأبرزهم وأشدهم عداوة على الإسلام الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني (جون سورز) الذي أعلن، دون خجل من العالم الإسلامي، أن "الإسلام كدين ليس مهيأً لإحياء وتجديد نفسه، ليواكب قيم القرن الحادي والعشرين"، ووصف المسلمين بـ"المتطرفين"، وأنهم "أقل اندماجا في المجتمع البريطاني"؛ فكان هذا الصوت النكير وما أكثره أمثاله شرارةً حرب بلا هوادة على الإسلام، من قبل الأوربيين، وعلى اختلاف مشاربهم، لتجسيد وترجمة تلك الاستراتيجية الهدامة، وبلا تحفظ لتشخيص الوضع المزري للإسلام كدين، بحسب تشخيصهم وتصورهم المنحرف، وبحجة مساعدة المسلمين لإقامة مشروع تحديث الإسلام، بما يوائم قيم ومتطلبات الحداثة؛ ترجمة وتنفيذاً لمقولة السير (جون سورز) الضال، مطالبين المجتمع الدولي والإقليمي بدعم هذه المبادرة، التي أسموها بـ"الاصلاحية والفريدة" فاستطاعوا بمكرهم ودهائهم حشد المسلمين، بحسب ارادتهم الشيطانية، في منظومة وصفوها بالإسلامية، لتتصدى كما يريدون للمفاهيم المغلوطة في الإسلام، ليبينوا للعالم أن أوربا كيان سياسي قائم على قيم الديمقراطية، فمن هذا المنطلق لا بد من دمقرطة الإسلام وليس أسلمة الإسلام، لتغيير الإسلام من خلال فهم طبيعة منطقتنا، والسعي الدءوب لتشويه فهم علماء الإسلام بنفسهم وبالمسلمين؛ وفق مسمياتهم وتصنيفاتهم التي يقصدون، كالأصوليين والتقليديين والعصرانيين والعلمانيين والديمقراطيين ليكونوا - العلماء - لسان حال الغرب في فهم الإسلام وتأويله وتصديره بخبث إلى معاشر المسلمين، في جميع أنحاء المعمورة، بعدما فشل الغرب بما أوتوا من مكر وكثرة مال وسلاح متطور، لتركيع الأمة الإسلامية بالحديد والنار، فأقاموا الكثير من ورش العمل والمؤتمرات المعدة لهذا الغرض الانحرافي، وتحت عناوين مشاريع تحديث وتطوير الإسلام، بما يوائم قيم ومتطلبات الحداثة في الألفية الثانية من عمر البشرية. وأخطر تلك المؤتمرات؛ المؤتمر المزمع إقامته في فرنسا، بداية العام 2016، لتحديد معالم التفسير التقدمي للإسلام، والمتأصلة - بحسب استراتيجيتهم الخبيثة - جذوره في القرن الحادي والعشرين، فيصير أقربهم من العلماء لهذا الفهم الجديد - الغربي - أثقفهم وأجدرهم بالفتاوى وأفضلهم قبولاً لدى وسائل الإعلام العالمي المعدة لهذا الغرض.
شارك الغرب هذه الإستراتيجية الهدامة والانحراف والتجارة بسلع الشبهات، رؤساء عرب وثلة من علماء باعوا دينهم بدنياهم، من الذين انطلت عليهم اللعبة الغربية في تسويق الشبهات، حتى صاروا يفتون بلا خوف من الله، ففتنوا الناس بحجة حماية صورة الإسلام في العالم، بل وصفوا بعض مناهج الإسلام واجتهادات شيوخنا بقراءة تاريخية مغلوطة للإسلام، وتلك الاجتهادات والفتاوى منزلقات تؤدي إلى تكفير الناس، بل هي - الاجتهادات والفتاوى - نزعات انغلقت على بعض الآراء الفقهية والعقدية، فنجح الغرب بجدارة في تسويق شبهات أشباه العلماء إلى الشرق المسلم، وتصويرها على أنها الحق الذي لا حق غيره، والحكم على من يخالفها من المسلمين بالكفر والخروج عن الملة، فمنح أشباه علماء الإسلام الحقَ للغرب بمهاجمتنا في عقر دارنا، والتصرف كأن عليهم أن يصدوا الغزو الإسلامي عن القارة الأوربية، والخطر المزعوم. فكان بوش وحلفائه أول طلائع المهاجمين على أفغانستان والعراق وغيرهما من الدول الإسلامية؛ ليحولوا الصراعات الدموية بين الحضارات، بعد انسحابهم، إلى صراعات داخل الحضارة الواحدة، كي يقتل بعضهم البعض، كما جرى ويجري في العراق وسوريا ومصر وليبيا. والوصول إلى الخنادق الأخطر، وهي حلقات فصل السنة عن الشيعة، والعرب عن الكورد والتركمان، وإصابة مشروعنا الإسلامي بانتكاسة فكرية، ومجتمعنا وسياسيونا بتمزق سياسي خطير الأمر الذي واكبت تصاعد وتيرة الاستقطاب السياسي الحاد في المنطقة، وعدم الركون إلى نظرية المؤامرة في كل الأمور، وفي كل مفاصل حياتنا، لأن صانعوها أغبياء ويفتقدون الخيال الذي هو بداية كل حلم جديد لعمل جليل.
لذا؛ وجب علينا بلا تردد، أن نستشف المستقبل بعين بصيرة ناقدة، لتفويت الفرصة على أعداء الإسلام؛ قال المصطفى (صلى الله عيه وسلم: "لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين"، كي لا نكون لعبة خشبية بيد أعداء الإسلام والمسلمين، مروجي التطرف والإرهارب الفعلي في العالم، لنقطع بيد من حديد دابر الثقافات الهدامة غير المسؤولة، ومعالجة الانسداد السياسي والاجتماعي الذي اختلقه الغرب بيننا، وأولى المعالجات وأنجعها هي أن نولي العناية بتحصين الشباب، ونشر الوعي الإسلامي السليم؛ الذي يبصر العقول بالمفاهيم الصحيحة للإسلام، ويرشد السلوك نحو فعل الخيرات، واجتناب الشر، بما يعزز في النفوس، وبدرجة قطعية، حرمة مال ودم وعرض المسلمين على المسلمين، وتحميهم من الانزلاق في مهاوي الضلال والإجرام، ومراجعة مهنية مسؤولة للمناهج الموجهة للشباب، وهي مسؤوليات تاريخية تقع على عاتق الوالدين في البيت، والمعلم في مدرسته، والإمام في الجامع، والمثقف والإعلامي في مؤسساتهما، لأن هذه النخبة الخيرة من المجتمع يملكون جزءً من الحقيقة، ومستقلون إلى حد ما عن الإكراهات. فكل محنة منحة يا أمة الإسلام، فتأملوا، وأحسنوا الظن بالله وبالإسلام وبالعلماء العاملين على بصيرة.
الجنة دار الطيبين، والنار دار الخبيثين والشياطين. الله مولانا ولا مولى للكافرين، موتانا في الجنة، وقتلاهم في النار، والله اكبر، والله فوق كيد المعتدين.
وللحديث بقية...


-



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ما هي وجهة نظر ترامب عندما طرح مسألة -تغيير النظام- بإيران؟ ...
- واشنطن تتحسّب لردّ إيراني: هجمات سيبرانية محتملة قد تستهدف م ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- هجمات صاروخية إيرانية مع بدء وقف النار بين إسرائيل وإيران
- الحرب مع إيران تكشف فشل منظومة الحماية المدنية الإسرائيلية
- قتلى إسرائيليون بهجوم إيراني على بئر السبع
- إسرائيل وإيران.. ترامب يشعل الذاكرة بـ-حرب الأيام الـ12-
- بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
- فيديو.. لحظة سقوط صاروخ إيراني في بئر السبع
- وسائل إعلام إيرانية تعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار: -فُرض على ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الغرب وتجارة الشبهات