أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - شباب الأمة وتداعيات اللجوء والاغتراب














المزيد.....

شباب الأمة وتداعيات اللجوء والاغتراب


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العالم الإسلامي، وتحديداً بلدان الربيع العربي، تطورات متسارعة؛ كالنار في الهشيم، وتداعيات خطيرة تجعل الأرض والعِرض في مهب الريح؛ بسبب انهيار المنظومة الأمنية فيه، وتفكك النسيج الاجتماعي، بفعل سطوة قاداتنا وحكامنا المتنازعين دوماً على السلطة والجاه والمال، وتداعٍ اقتصادي خطير ينذر بالإفلاس، حتى عجزوا عن توفير لقمة العيش الكريم الآمن، والمستقبل الزاهر لشبابنا. فأي نظام أو قانون تتشدقون به أنتم؟ وأي ولاة أمر أنتم؟
يا سادة يا كرام، الآلاف من أطفالنا؛ فلذات أكبادنا في أوروبا يبيتون في الشوارع بلا طعام، وبلا مأوى، والعشرات منهم يموتون غرقا في عرض البحر؛ غير مأسوف عليهم، وحرائرنا اللواتي حملنا أمانة شرفهن، وشبابنا قادة المستقبل، ودعامة حياتنا في السلم والحرب يطوفون أمام العالم عراة حفاة، يتسولون المرور عبر البوابات الأوروبية؛ مخذولين ومنحطي الكرامة، يأكلون طعامهم من صناديق المزابل الأوروبية، وما رافق ذلك من معاناة إنسانية من غرق في عرض البحر، وملاحقة من قبل الشرطة المجرّية بأساليب غير حضارية، وغير مدنية، من عنف وضرب وركل وإعاقة، واستخداماً لألفاظ مسيئة بحقهم بلا تحفظ، ناهيكم عما واجهتهم من أهوال في طريق رحلتهم.
إنها كارثة بلا حدود، والسبب إشاعة الهرج والمرج، فصار البقاء في البلد يعني الموت، والفقر تحت مستوى 30% وتفشي الجوع، والمرض والبطالة، والفساد المستشري كالسرطان في جسم الدولة إن صحت تسميتها (دولة)، حتى انعدم أبسط مقومات الحياة التي تليق بشبابنا؛ ما أسهم في توجيه خيارات الشباب للهرب من أرض الوطن مكرهين، لأن الأوضاع كانت تسوء يوماً بعد آخر.
لقد تراءى للشباب، من كثرة الحيف والظلم الذي لحق بهم بلا هوادة، أن أوروبا هي خزين أموال، وأنها أرض الأحلام، والجنة الأبدية... فالقهر أكل العقل والتفكير فيهم، من أن القارة الأوربية - وهذا ما أثبتتها التجارب - لم تكن فعلاً إنسانية، ولم تراع الديمقراطية الحقيقية في التعامل مع الآخر المختلف... ويسألون لماذا يتطرف الشباب المسلم؟
إننا أمة، ولكن لا تساعد بعضها حتى لو كان لديها مال قارون، أما حكوماتنا فتصب الزيت على النار، حينما ينتزع عنصر الأمل من حياة شبابنا، فهذه المأساة الإنسانية يتحملها العالم أجمع عندما سمح بتطور المشكلة بدون حل... خاصة الأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط.
على الجميع تحمل العواقب؛ لأن اللاجئين يمثلون اختباراً صعباً لقدرة الدول الإسلامية قبل الأوربية، فيقع على عاتقهم التحرك بعقلانية، لمواجهة أزمات اللاجئين الذين لا ذنب لهم فيما يحدث في بلدانهم من حرب ضروس، دفعتهم مرغمين لترك الوطن، ولكن جُل دول العالم خذلت أبسط حقوق الإنسان، وأثبت النظام العالمي، والعالم الإسلامي فشلهما في الحفاظ على كرامة الإنسان.
برغم كل تلك التداعيات الخطيرة، نسأل ليكتب التاريخ لأجيالنا القادمة... لماذا لم تحافظ البلدان الإسلامية المستقرة أمنياً واقتصادياً على شبابنا المسلم؟ وتفتح أبوابها.. أليسوا هم أولى باللاجئين من بريطانيا وفرنسا والمانيا ونمسا؟ أولم يرَ حكامنا أنهم في قفص الاتهام عندما صبوا الزيت على نار الأزمة، حينما تورطوا في مخططات تفتيت هذه الأمة، وتقسيمها على أسس طائفية، تحت ذرائع شتى، لتصعيد أعمال العنف والقتل والتهجير؟ فلنصرخ بقوة في وجه حكامنا الذين ماتت ضمائرهم؛ ليكفوا شرهم وعنادهم الشيطاني الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه.
نعم نحن من أوصلنا أنفسنا إلى هذه الحالة المأساوية أمام العالم، حين عادينا بعضنا الآخر... حينما حارب بعضنا الآخر... حينما أفسدنا بقصد أوطاننا، بلا وازع من ضمير.
أنتم أيها القادة... أيها السياسيون، طرف قوي في المشكلة، ومثلكم حكام دول الخليج العربي، عندما أغلقوا حدودهم بوجه اللاجئين العُزّل من أبناء عمومتهم.. وتركوهم يواجهون زوارق الموت مع أطفالهم.
ظهر الحق فالكل يدعم خياراته دون تفكير أو حساب لمستقبل البلدان الشقيقة المتضررة، فالشعوب العربية عانت ولا تزال تعاني القهر والإذلال والتشريد والموت، بسبب تفرّدكم بالسلطة دون الشعب، برغم ثورات الربيع العربي التي أثبت الواقع فشلها الذريع في إنقاذ الأمة، من مارد الديكتاتوريات المقيتة. فأقترح؛ وهذا أضعف الإيمان، ومن باب العقاب من جنس العمل، أن يوضع هؤلاء القادة والحكام والسياسيون المتجبرون والمتنفذون، في قوارب شبيهة بقوارب الموت التي أغرقت الآلاف، ليلاقوا ذات المصير، والأفضل أن نذهب إلى أصل المشكلة، للإسراع بإيجاد حلول ناجعة، لأنهاء بؤر النزاع؛ كي لا يضطر شبابنا المظلومون إلى تحمل مخاطر الاغتراب واللجوء، التي حصدت وتحصد أرواحهم النبيلة بغير وجه حق، وليسأل الشباب أنفسهم ما ثمن الهروب من الوطن؟ غير الإهانة والأشغال الشاقة المنحطة، التي لا تلائم الشباب المسلم الغيور؛ أبناء العراق العظيم... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامب ديفيد منتجع التسكع السياسي للخليجيين
- الغرب وتجارة الشبهات


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - شباب الأمة وتداعيات اللجوء والاغتراب