أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الواقع التركي ما بين سيناريوهات انقلاب العسكر وحراك الشعب














المزيد.....

الواقع التركي ما بين سيناريوهات انقلاب العسكر وحراك الشعب


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 5232 - 2016 / 7 / 23 - 03:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برغم ما قيل عن أسباب انقلاب العسكر والمسببات، على أنها أردوغانية التدبير، لتصفية حسابات عالقة مع كفئه من السياسيين، داخل وخارج تركيا؛ ما يعطي انطباعاً أن ثمة لعبة يلعبها مع الغرب ضد المنطقة، وما يجب أن نفكر به، ما حدث بينه وبين إسرائيل، والتدريب العسكري التركي المشترك على أرض تركيا خلال الأسابيع الماضية، كيف لا، وهو أول من رقص على الربيع العربي، وأبدى حلماً بالسيطرة على الدول العربية بعد الربيع، مثله مثل الغرب وروسيا وإسرائيل، فليس كل ما يلمع ذهباً. أو انه سيناريو تأديبي من قبل أمريكا، لتثبيت الخطوط الحمر التي يجب الانتباه إليها عند رسم أية سياسة، أو القيام بأية لعبة، أو تحول في الشرق الأوسط الجديد وشمال أفريقيا، مع أعداء أو أصدقاء أمريكا، في هذه البقعة المشتعلة من العالم. أو انه انتقام روسي لما آلت إليه الأحداث، بعد دخول روسيا الحرب ضد الإرهاب في المنطقة، وبالتحديد وقوفها مع الأسد وسياساته الرعناء تجاه شعبه. ولكن يبقى المشهد التركي مثار التحليل والتعقيب والعبر، ومثار تساؤلات استفهامية عديدة، بين مؤيد من قبل شريحة معينة من الشعب ضد نظام أردوغان وسياساته في المنطقة، وضد العدالة والتنمية ومناصريها في عموم تركيا، وبين رافض لعملية الانقلاب العسكري المباغت التي لم تكن وفق المعايير الاحترافية، ففشل في استقطاب دعم عسكري أوسع، كما لم يحظ بالدعم السياسي أو بدعم الشعب، لأن تركيا شهدت في السابق ما يكفي من الانقلابات، لذلك لم تكن راغبة في تكرار تلك الصعوبات، وأن نظامها السياسي قطع شوطاً كبيراً نحو تثبيت أركانه، وقد ينظر إلى محاولة الانقلاب العسكري كمشكلة في بُنية النظام وسلامة الدولة.
لسيناريو الانقلاب احتمالات؛ أولها أن ينجح الانقلابيون، وترجع تركيا إلى زمن حكم العسكر الكامل، بحسب النموذج المصري. أو تقع مواجهات وفوضى تدخل هذه الدولة الكبيرة إقليمياً على خط الزلازل، وتنضم إلى العراق وسوريا وغيرهما من الدول، فتتسع المخاطر على كل دول المنطقة. والاحتمال الآخر هو فشل الانقلاب، وهو ما صار للأسباب التي ذكرتها في البداية، وأن التكهن بتغيير هذا الموقع الحساس للدولة التركية، وإدخالها في أتون اضطرابات الفوضى، التي لن تسمح بها القوى الدولية في المنطقة، لأن تركيا تتمتع بثقل التوازن الإقليمي. فعلى السياسي؛ أن يُدرك قواعد الحركة على المسرح السياسي الدولي.
تتوالى سيل الاحتمالات لتصل إلى خروج جزء من الجيش كعملية تمثيلية، لها سيناريو دقيق تم تنفيذه؛ ما جعل الخطوط العريضة المدروسة في لعبة الانقلاب تحقق مجموعة من الأهداف؛ منها إيقاف غرور أردوغان، وإظهار ضعف شعبيته في المجتمع التركي حتى يفهم حلفاؤه وأعداؤه؛ أين يقف أردوغان من السياسة العالمية، مع إظهار ضعف القدرات العسكرية للجيوش العربية والتركية، في القيام بأية محاولة ضد نظام الحكم التابع للمارد الأمريكي، وهي رسالة لكل من يريد التمرد على سياسات الإدارة الأمريكية، وبعث الخوف في نفوس من تجرؤوا على ذلك، لأن أردوغان سقط سياسياً وأمنياً وشعبياً، فلو لا أمريكا وقوات المارينز والطيران الأمريكي؛ لكان أردوغان اليوم لاجئاً في إحدى الدول، هذا إذا قبلت لجوءه أية دولة.
هل أدركتم فضل وجود قاعدة أمريكية - مثل قاعدة (آنجرليك) في تركيا - في أي بلد آخر؟
من جهة أخرى وبحسب رأيي المتواضع، فإن الانقلاب ليس طبخة سريعة على طريقة تحضير الشاي الأخضر، بل هو خطة مدبرة، ولكن كانت أمامها خطة أدق وأعمق وأشمل، وتحت الطلب. فخلال ساعتين تم إحباط كل شيء، وبطرق عنيفة وغريبة وباختفاء رئيس البلاد، في حين كان هو الآمر والناهي.
هناك من يرى أن أردوغان رائد التجربة الإسلامية الحديثة، ويمنح تصرفاته كامل الشرعية، كما فعل الشيخ (القرضاوي) والدكتور (علي القره داغي) وغيرهما من علماء الأمة، ومنهم من يرى أن أردوغان لديه جيش قوي، وأزمات مع الجيران، فيكون من الطبيعي أن يتعرض لمثل هذه الهزات الأمنية، وبهذا لحجم الكبير. كل هذه التصورات والتحليلات أظهرت أبعاداً خفية في المزاج الشعبي العام؛ ليظهر أن الجماهير غير الديمقراطية، والتي تعيش على ثقافتها وأفكارها ومشاعرها الغيبية، من السهل التلاعب بحاضرها ومستقبلها، كما حدث ويحدث في الدول العربية والإسلامية، والتي تحتضن الإرهاب بشتى صوره، وأخص بالذكر بلدي العراق. وهذا أكبر دليل على أن الشعوب في الوطن العربي؛ تواصل المسير على نفس الطريق المغلق، فالتاريخ سيحكم عليه بالانقراض، كما الحال في نموذج (العرب السُنة) لأنهم يصنعون الثورة من أجل أن يؤسسوا دولة، ولكنهم لا يعرفون أن الأهم هو أن يكونوا شعباً يملك دولة، وليس شعباً تملكه الدولة.
اختلفت الرؤى بعض الشيء في النموذج التركي، وأثبت الواقع - ولو لبرهة من الزمن - أن الشعب التركي لا يريد الفوضى، ويفهم أهمية وضرورة الهوية الوطنية، ولا يغامر بغيرها، فعلى أساس هذه القاعدة - باعتقادي - فشل الانقلاب واندحر، ولكن هل يتعظ أردوغان من فشل الانقلاب - لو قلناه مجازاً - ويراجع نفسه وحكومته وحزبه الحاكم تجاه القضية العادلة لشعوب تركيا، ومنها قضية الشعب الكردي؟! وكيف سيعيد أردوغان الديمقراطية التركية إلى طريقها الصائب، بعد أن ترنحت تحت أقدامه، ويقود شعبه نحو الأفضل؟ وهل سيراعي حدود الجيرة، على أساس عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد، مهما كان وضعه الإقليمي أو ثقافته أو دينه؟
الأيام ستجيب على ما ستؤول إليه الأحداث مستقبلاً في تركيا، وكيف ستؤثر على رؤية أردوغان للعالم من حوله... وللحديث بقية.
-------------------



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطيتهم قتلت إنسانيتهم
- شباب الأمة وتداعيات اللجوء والاغتراب
- كامب ديفيد منتجع التسكع السياسي للخليجيين
- الغرب وتجارة الشبهات


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الواقع التركي ما بين سيناريوهات انقلاب العسكر وحراك الشعب