أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الفن رسالة إنسانية ودعوة للتسامح ونبذ التطرف














المزيد.....

الفن رسالة إنسانية ودعوة للتسامح ونبذ التطرف


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 22:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عُرِف عن الفن الملتزم وفروعه أنه لغة الشعوب الجميلة، ووسيلة فاعلة لخلق السعادة والبهجة والتقارب بينها، وركيزة مهمة لإشاعة ثقافة التعاون والتوافق، وحركة سلمية لنبذ العنف والتطرف في العالم. فوفق هذا المفهوم الإنساني؛ يكون الفنان استثناءً جميلاً لكل أشكال القبح من حوله. وعلى النقيض من ذلك، نرى هذه الأيام كيف أن الفن الهابط الرخيص قد تحول إلى شماعة للكثير من الانحرافات والخروقات اللا إنسانية، ليكون بهذا التحول الشيطاني عن مفهوم الفن السامي انحرافاً مرعباً وخطيراً لمكانته في المجتمع الإنساني المتمدن، كصحيفة (شارلي ابيدو) التي تصدر في عاصمة الفن والثقافة (باريس) مهد العلمانية البناءة التي أرستها الثورة الفرنسية؛ والتي من بنودها احترام معتقدات الجميع، ونبذ الاعتداء على المعتقدات الدينية والعرقية للآخرين.
من هذا المنطلق الإنساني للقانون الفرنسي فأن صحيفة شارلي ابيدو لا تتمتع بالكياسة والاحترام الواجبين لقوانين بلدها (فرنسا) لأنها ساخرة هابطة في موضوعاتها؛ من رسوم، تقارير، مهاترات ونكات غير وقورة وغير ملتزمة بالحدود الدنيا من الأدب. فنشرت العديد من الرسوم الساخرة عن السيد (المسيح) عليه الصلاة والسلام، على الرغم من أنها تصدر في دولة معظم سكانها من الأخوة المسيحيين، بل وطالت ديانات أخرى ومنها الإسلام ورسول الإسلام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فأثارت حفيظة وغضب المسلمين حول العالم. وللأمانة والتاريخ؛ وصف عقلاء القوم هذه الأفعال على أنها تحفيز على (التحرش الديني)، ودعوة للكراهية والعنف، لأن الإساءة تجاه الأنبياء؛ وبكل الأعراف والقيم، ليست حرية رأي، بل دعوة ضمنية للعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية، وتبرير واهٍ لحماية حرية التعبير؛ لأن هذا فهم قاهر للفرق بين الحق الإنساني في الحرية، والجريمة في حق الإنسانية باسم حماية الحريات.
باسم الإنسانية وتضامناً مع عقلاء العالم؛ نحذر بشدة من خطورة تمادي هذه الصحيفة الهابطة في ممارساتها العنصرية وتطرفها باسم الحرية، لأن الحرية ليست مطلقة؛ خاصة إذا كانت تلك الموضوعات والرسوم تحض على الكراهية والإرهاب الثقافي والفكري، لأنه تحدٍ صارخ لكل المعتقدات الدينية، ونذكـِّر الجميع أنه لا مجال قط لإقحام الرموز الدينية التي تمس معتقدات ليست فقط للمسلمين بل لكل أتباع الديانات السماوية، وغيرها في قضايا خلافية أياً كانت أنواعها أو أطرافها.
في هذا الصدد يرشدنا الإسلام الحنيف إلى خـُلِق رفيع، وتصرف إنساني نجيب، حيث يقول البارئ عز وجل (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) كذلك نهانا الله تعالى عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة، فكيف برسل الله وأنبياه صلوات الله عليهم.
ليعلم الجميع أن غيرتنا لا تنحصر فقط على نبينا محمد صل الله عليه وسلم، بل تشمل الأنبياء والرسل كافة دون فرق، وهذه الغيرة والخلق الرفيع الذي زخر به الإسلام هو من موجبات الإيمان وتمامه، إذ يقول الله تعالى: (... لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ...)؛ زنحن ندرك تماماً أن الهدف من وراء هذا الاستفزازِ تأجيجَ مشاعر الكراهية والبغضاء، وإحداث عنصرية دينية بغيضة.
إن المجتمعات في الوقت الراهن في ظروف انفلات التطرف الديني، وصعود الأفكار العنصرية والشوفينية، فهي ليست بحاجة إلى سكب المزيد من الزيت على النار المشتعلة، بل العكس من ذلك، هي بحاجة إلى من يعمل ويشارك في إخماد هذه التوترات المفتعلة والمفبركة، والمساهمة الفاعلة والجدية في لجم صعود هذه الأفكار المسمومة غير الإنسانية؛ التي تغذي التطرف، وتزرع بذور الإرهاب الأسود.
لا يصح إلا الصحيح؛ فبرغم بروز تلك الصحيفة كرمز دولي لحرية التعبير، جلب الأمر معه جانباً من الانتقاد اللاذع لأسلوبها المستفز المثير للجدل، حيث طالبها عقلاء العالم وأمناؤه من مختلف الديانات والثقافات؛ باحترام معتقدات الآخرين، وهذه الدعوة العالمية إنما هي انتصار للحق؛ قال تعالى: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) وهو تحول إنساني جميل إلى مبدأ التسامح الذي يلغي الكراهية، ويمحو الحقد والغضب في النفوس الثائرة... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معسكر الانبطاح العربي وبطولات السلام الوهمية
- (بيروت... شيما) ما بين التضليل والحقيقة المفقودة
- آيا صوفيا... ايقونة سلام ما بين الشرق والغرب
- قرار ضم (الضفة) ترجمة عملية لصفقة القرن الخيانية
- الحوار الإستراتيجي وصاية أميريكية جديدة على العراق
- ترامب مُنَظِّر العنصرية، وزاهق روح الإنسانية
- اليوم وغداً يا قفاص العصر (ترامب)
- الصلاة من أجل الإنسانية
- في ظل جائحة كورونا؛ العالم إلى أين؟
- العدوى العاطفية سبيلا لتعزيز الطاقة الايجابية في حياتنا
- (كورونا) والرهاب الصيني المفتعل أمريكياً
- ترامب (قفاص) القرن وطبّاخ الصفقات المشبوهة
- انهيار سلطة الصدفة الكارتونية في العراق
- مقتل (البغدادي) وسذاجة العقلية السياسية الأمريكية
- العراق ينتفض في وجه الفساد
- لعبة التصنيفات، سياسة لتركيع الأحرار
- التلميع الإعلامي ما بين النفاق الاجتماعي وتضليل الرأي الجمعي
- الاستقالة دليل على حفظ الأمانة وحب الوطن
- الأخوة والتعايش السلمي مطلب كل المجتمعات المتحضرة
- (فارا) لعبة مخابراتية لابتزاز الاعلام وتفريغ محتواه المهني


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الفن رسالة إنسانية ودعوة للتسامح ونبذ التطرف