أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - لهذا السبب ينبغي لإسرائيل استئناف الحرب!














المزيد.....

لهذا السبب ينبغي لإسرائيل استئناف الحرب!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 03:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إسرائيل هي الآن، أو من الآن وصاعدا، غير راضية عن نفسها، فإنَّ شيئا مهمَّا وكبيرا من أعز ما تملك من قوتها الاستراتيجية، ومن تفوُّقها الاستراتيجي، قد فُقِدَ، في حربها الأخيرة على "حزب الله"، والتي لم يُنْهها قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، إذ دعا إلى "الوقف الكامل للأعمال القتالية"، مُحْتَفِظا لاستئناف الحرب بكثير من الأسباب والدواعي والمبرِّرات والذرائع.

لقد اعتادت إسرائيل أن تقيس قوتها الاستراتيجية، وتفوُّقها الاستراتيجي على العرب، أو على أعدائها الواقعيين أو المحتملين منهم، بالمقياسين الآتيين: اقتناع "العدو العربي" بعجزه عن اتخاذ "العنف" حقلا يستثمر فيه "رأسماله السياسي"، فـ "العنف العربي"، ومهما استمر واشتد، يجب ألا يتمخَّض عن النتائج السياسية التي يريدها العرب، ولو كان التفاوض السياسي هو الطريق إلى ذلك. وطالما أكَّدت إسرائيل وأوضحت أن عقيدتها الاستراتيجية (العسكرية ـ السياسية) تقوم في جوهرها على إقناع، واقتناع، "العدو العربي" بأنَّه لن يتمكَّن أبدا من أن يقطف ثمارا سياسية من الحرب وأعمال العنف على وجه العموم. وتُصوِّر إسرائيل أي ضعف يمكن أن تُظْهِره لجهة استمساكها بهذا الجوهر من عقيدتها الاستراتيجية على أنه بداية النهاية للدولة اليهودية، التي، عن اضطرار فحسب، يمكن أن يجنح العرب للسلم معها. أما المقياس الثاني فهو "الردع".. ردع "العدو العربي" عن القيام بأي عمل عسكري كبير ضدها، فإذا وقع عمل كهذا جاء الرد العسكري الإسرائيلي العقابي والانتقامي بنتائج تردع "العدو العربي"، مستقبلا، عن القيام بما تجرَّأ على القيام به، فـ "الثَمَن" الذي ينبغي لإسرائيل أن تُجْبِِر "العدو العربي" على دفعه يجب أن يكون باهظا، فلا يجرؤ حتى على التفكير في أن يكرِّره.

ثلاثة أشياء في لبنان، وفي جنوبه على وجه الخصوص، هي التي زلزلت إسرائيل بدءا بعقيدتها الاستراتيجية، وهي: "التحصين"، و"السرِّية"، و"قوة الدافع القتالي". وبفضل تلك الأشياء الثلاثة، نجح "حزب الله" في الاحتفاظ بالقسم الأكبر من ترسانته الصاروخية مع تأثيرها الذي عرفته إسرائيل، وفي منع سلاح الجو الإسرائيلي من أن يأتي للجيش الإسرائيلي بنصر عسكري "جوي" يكفيه شر الحرب البرية، وفي جعل صواريخه المضادة للدروع قوة منع لاحتلال إسرائيلي يُعتد به.

ولكم أن تتصوَّروا الحال العسكرية لإسرائيل لو كان "حزب الله" يملك من الوسائل والأسلحة ما يمكِّنه من أن يدرأ كثيرا من المخاطر العسكرية الإسرائيلية عن البنية التحتية المدنية للبنان، أو لو كان يملك في ترسانته الصاروخية صواريخ أشد فتكا وتدميرا، وأبعد مدى، وأكثر دقة في إصابة الهدف.

"الحرب عن بُعْد" غير مجدية، وقد باءت بالفشل. بهذه النتيجة التي انتهت إليها الحرب سدَّد "حزب الله" ضربة قوية إلى ركن من أهم أركان العقيدة الإستراتيجية الإسرائيلية. وبتحصينه لـ "ترسانته الصاروخية"، ونشره لها، سرَّا، في أماكن كثيرة من العمق الجغرافي والبشري للبنان، ولجنوبه على وجه الخصوص، أكره الجيش الإسرائيلي على فعل ما هو خير لمقاتلي "الحزب"، وهو الدخول في المستنقع اللبناني، أو في المصيدة اللبنانية، عبر الحرب البرية، التي بها، وفيها، لا بد لميزان القوى العسكري من أن يتغيَّر في اتجاه هزيمة عسكرية إسرائيلية.

كل تلك النتائج الميدانية التي تنطوي على معانٍ استراتيجية، شدَّدت الحاجة لدى إسرائيل إلى ما يشبه الهدنة، التي فيها، وعبر تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بما يفيدها ويضر "حزب الله"، ستحاول الإفادة من "ميزان القوى السياسي" الذي ترجح كفتها فيه كثيرا على كفة "حزب الله"، في تحقيق ما فشلت في تحقيقه بالحرب من أهداف سياسية لعلَّ النصر العسكري الذي أحرزه "حزب الله" يتحوَّل إلى هزيمة سياسية له.

على أنَّ هذه "المحاولة" وتلك "الهدنة" لن تفهمهما إسرائيل على أنهما نهاية لحربها على "حزب الله"، فاستعادة ما فُقِدَ من قوة إسرائيل الاستراتيجية، ومن تفوقها الاستراتيجي، هي الهدف الذي لا يعلوه هدف، والذي من أجله لا مفر لها من أن تعد العدة لاستئناف الحرب، التي قبل استئنافها، وقبل إنجازها الهدف ذاك، لن تجنح إسرائيل للتفاوض السياسي مع الفلسطينيين، وغير الفلسطينيين، ولن تفكِّر حتى في تنفيذ أي حل منفرد في الضفة الغربية.

وأحسب أن استئنافها الحتمي للحرب على "حزب الله" حتى تحيي في جيشها صفة الجيش الذي لا يُقهر مشروط أيضا بمعرفة المآل الذي سيؤول إليه النزاع النووي مع إيران. إنَّ مقدارا هائلا، وهائلا جدا، من العنف يختزنه قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي هو الحرب وقد تحجَّبت بالدبلوماسية، مفردات وعبارات!




#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض يطلب تفسيرا!
- -الأخلاق النووية- للولايات المتحدة!
- رياح الحرب ذاتها تتجه نحو إيران!
- غيض من فيض الدروس!
- -الدولة الأمْنِيَّة-.. قانون -الرعب المتبادَل-!
- لغز الموت!
- حزيران الذي انتهى في تموز!
- نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!
- الاحتلال -الفارغ-!
- هذا القرار يجب أن يسقط!
- -أنا- و-الآخر-!
- دبلوماسية لإطالة زمن الحرب!
- لم يحضروا وإنَّما احتضروا!
- يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!
- -القدرية- في حياتنا اليومية
- لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - لهذا السبب ينبغي لإسرائيل استئناف الحرب!