أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!














المزيد.....

سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 01:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سلاح يدعى "المطالب الانتقالية"!
السياسة عِلم وفن؛ وإنَّ خير ما ينجبانه، عند اقترانهما الذي لا بد منه، هو ذاك النمط من المطالب السياسية المسمَّى "المطلب الانتقالي". وهذا المطلب ليس للتلبية والتحقُّق، فأهميته السياسية العملية إنما تكمن في كونه جِسرا نَعْبُر من خلاله إلى الهدف النهائي. ومن الخواص الجوهرية لـ "المطلب الانتقالي" أن يكون "سهلا ممتنِعا"، فهو صغير بسيط بريء، يحظى قبوله بإجماع، أو بشبه إجماع، يُظْهِر صاحبه على أنه معتدِل مرن؛ ولكن يتعذَّر على الخصم قبوله حتى إذا رفضه، ولا مناص له من رفضه، استنفد "المطلب" أغراضه، وتذلَّلت، بالتالي، عقبة كبيرة من الطريق المؤدِّية إلى الهدف النهائي.

"حزب الله" لم يُعْلِن، وليس مدعوا إلى أن يُعْلِن، أنَّ احتفاظه بسلاحه، وبكل ما يمكِّنه من أن يظل قوة مقاومة إلى أن تنتفي أسبابها "العميقة"، هو الهدف الأهم الذي ينبغي له بلوغه عبر خوضه للحرب التي شنتها إسرائيل عليه، أو الولايات المتحدة عبر آلة الحرب الإسرائيلية. "حزب الله" اليوم يوشك أن يُلْحِق هزيمة عسكرية ـ سياسية ـ إستراتيجية بإسرائيل على أن تُفْهَم هزيمتها فهما "نسبيا"، فإصابة الجيش الإسرائيلي بالعجز عن الإتيان بنتائج عسكرية ميدانية يمكن استثمارها سياسيا بما يسمح بإنجاز الهدف المشترَك الأعظم، والذي للولايات المتحدة حصة الأسد منه هذه المرَّة.

هذا العجز سيُتَرْجَم بـ "تنازل إسرائيلي" يَسْتَهْدِف، في المقام الأول، إفقاد "حزب الله" مبرِّر احتفاظه بالسلاح، واستمساكه بالمقاومة شكلا أو نمطا لوجوده السياسي، أو تعريته من قسم كبير من غطائه اللبناني الشعبي والسياسي إذا ما أصرَّ على رفض الاستخذاء للبند الخاص به من قرار مجلس الأمن الرقم 1559.

وقوام هذا "التنازل" إفراج إسرائيل عن كل الأسرى اللبنانيين لديها، وإنهاء احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وتخليها عن مطلب، أو شرط، التجريد "الفوري" لـ "الحزب" من سلاحه، على أن يقترن هذا التخلي بقرار يُصْدِرَه مجلس الأمن الدولي، يُلْزِم "الحزب"، وتلتزم بموجبه حكومة السنيورة التي هي في قَلْبها حكومة قوى الرابع عشر من آذار، إبعاد مقاتليه وأسلحتهم وكل ما يمت بصلة إلى وجوده العسكري والقتالي إلى شمال نهر الليطاني، وربما إلى شمال نهر الأولي.

ومع تفريغ المنطقة الجنوبية تلك من مقاتلي وأسلحة "حزب الله"، تنتشر القوة الدولية "القتالية" الجديدة، بموجب قرار مجلس الأمن الجديد، حتى "الخط الأزرق"، الذي يُعدَّل بما يسمح بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وإنْ لم يؤدِّ هذا الإنهاء إلى بسط فوري للسيادة اللبنانية على المزارع والتلال.

ولسوف تَحتضن تلك القوة الدولية قوة للجيش اللبناني، وتقوم بتأهيلها بما يمكِّنها من أن تُنفِّذ بالتعاون معها البند الخاص بـ "حزب الله" من قرار مجلس الأمن الرقم 1559 بدءاً بمناطق الجنوب اللبناني. وهذا التعاون سنرى نسخة منه على طول حدود لبنان مع سورية بدعوى منع وصول أسلحة وصواريخ وذخيرة إلى "حزب الله" من سورية، أو عبر الأراضي السورية.

هنا تكمن أهمية أن يصوغ "حزب الله" في ذكاء "مطالب انتقالية" من قبيل أن يتضمن قرار مجلس الأمن المرتقب بندا يُلْزِم إسرائيل التوقُّف عن كل خرق لسيادة لبنان، جوا وبحرا وأرضا، ويلتزم "المجلس" بموجبه أن يقف من كل اعتداء إسرائيلي على لبنان مستقبلا موقفا يستند إلى "الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة، كما يلتزم رفض التوطين حلا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. ومن قبيل أن تعوِّض إسرائيل والولايات المتحدة لبنان كل ما ألحقته به آلة الحرب الإسرائيلية من خسائر، وأن تنتشر القوة الدولية على جانبي الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع رفض انتشارها على حدود لبنان مع سورية، وأن يتولى الجيش اللبناني فحسب السيطرة على كل منطقة في الجنوب يُنهي "حزب الله" وجوده العسكري فيها، على أن يتدرج هذا الجيش في بسط سيطرته.

و"المطالب الانتقالية"، كما قلنا، إنما تكمن أهميتها السياسية العملية ليس في تحقُّقها وإنما في تذليلها العقبات من الطريق المؤدِّية إلى الهدف الأعظم وهو أن يظل "حزب الله" محتفظا بإنجازه الأهم وهو المقاومة، وجودا وسلاحا، فهنا، وهنا فحسب، يكمن المعنى الأهم للنصر. وهنا، وهنا فحسب، لا يعود "النصر" من النمط الذي يربح فيه لبنان شبعا ليخسر ذاته!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!
- بعض من السمات الجديدة للصراع
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!