أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!














المزيد.....

فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 09:58
المحور: المجتمع المدني
    


الرياضة، أعني لعبة كرة القدم على وجه الخصوص، تزداد تَسَيُّساً بينما السياسة في كل مكان في زماننا الحاضر تضيق أكثر فأكثر بـ "الروح الرياضية" حتى أنها تكاد تتحوَّل، أو تحوَّلت فعلا، إلى مَدْخل وطريق إلى حرب الكل ضد الكل؛ ولعل خير وأحدث دليل على ذلك هو أعمال القتل الطائفية ـ الدينية التي شهدها حي الجهاد غرب بغداد بالتزامن مع المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم. وأحسب أن المتقاتلين في ذلك الحي، وفي العراق على وجه العموم، قد اتَّحدوا في هوية عالمية وإنسانية كبرى إذا انحاز بعضهم، الذي يشمل شيعة وسنة من عرب العراق، إلى المنتخَب الإيطالي، وبعضهم، إلى المنتخَب الفرنسي، وفي التوحُّد ذاته، فـ "الروح الأممية" التي أصبحت أثرا بعد عين في عالم السياسية ما زالت تؤكِّد وجودها وحضورها في عالم الرياضة على الرغم من أن السياسية تكمن في دوافع الانحياز الرياضي.

أنا شخصيا لستُ من عشَّاق ومحبِّي لعبة كرة القدم، وأجهل كثيرا من أصولها وقواعدها وقوانينها، فالعلاقة بين "الكرة" و"القدم" لا تستهويني؛ ولكنني اضطُّرِرتُ إلى متابعة ومشاهدة بعض من جولات الصراع العالمي، بالكرة، في سبيل الفوز بالكأس الذهبية.

اهتممتُ كثيرا بمشاهدة اللعبة التي انتهت بهزيمة فريق "المارينز" الرياضي، فإلحاق هزيمة، ولو رياضية، بالقوة الإمبريالية العظمى في العالم أمر يسعدني ويقع موقعا حسنا في نفسي، مع أنني استحق التوبيخ لموقفي العاطفي ـ السياسي هذا؛ ولكن الولايات المتحدة هي التي انتهجت سياسة جعلتنا نكرهها حتى رياضيا. ولكنني سرعان ما عَقْلَنتُ انفعالي، فالولايات المتحدة لا يضيرها أن تخسر في لعبة كرة القدم ما دامت تُحكم قبضتها على الكرة الأرضية!

كان عليَّ أن أنحاز إلى هذا الفريق أو ذاك، ففكَّرتُ في "المعايير" التي بما يتَّفق معها يأتي انحيازي، فلم أجِد غير الحب أو الكره السياسي معيارا "صالحا" و"سليما". وبحسب هذا المعيار، قرَّرتُ الانحياز إلى المنتخَب الألماني، متمنيا له الفوز بالكأس الذهبية من أعماق قلبي (السياسي) ففوزه، على ما حسبت، يُغيظ العدى في فلسطين؛ ولكنه خذلني وهُزِم هزيمة لا يستحقها، فصببتُ جام غضبي على "الحظ" الذي لو انحاز مثلي إلى المنتخَب الألماني لفاز!

ومع خروج ألمانيا تصعَّب خياري واستعصى، فهل أنحاز، ولا بد لكَ من الانحياز، إلى المنتخَب الفرنسي ضد المنتخَب الإيطالي، أم أنحاز إلى المنتخَب الإيطالي ضد المنتخَب الفرنسي؟ لقد ظللتُ في حيرة من أمري حتى بدء المباراة النهائية؛ وكم تمنيت أن تكون المباراة النهائية بين خصمين غير هذين الخصمين. قلتُ فرنسا تستحق التأييد، فموقفها السياسي العام، وموقفها من غزو الولايات المتحدة للعراق على وجه الخصوص، يستحقان أن أقف مع منتخَبها؛ ثم أن في منتَخبها العربي زيدان، وأفارقة. وفوز منتخَبها يمكن أن يُذيق اليمين العنصري الفرنسي طعم الهزيمة. ولكن فرنسا لم تظل على استقامتها السياسية تلك في قضايا سياسية عربية أُخرى. أمَّا إيطاليا فلها في نفسي وفي مشاعري السياسية مكانة لا تقل أهمية، إن لم تزد، عن فرنسا، ولو أن برلسكوني شوَّه صورتها السياسية عندي. في آخر المطاف، وبعد طول تردد، حسمتُ أمري وانحزتُ إلى المنتخَب الإيطالي، ففرحتُ وسعدتُ، ولكن ليس كثيرا، إذ فاز بكاس العالم.

ثم خرجتُ من منزلي لقضاء حاجة، فإذا فرحتي وسعادتي تتبددان وتتلاشيان، فمشهد الجماهير الغفيرة وهي تُعبِّر في شوارع عمان عن فرحتها وسعادتها، متلفعة بعلم إيطاليا، أحزنني وآلمني كثيرا، فنسيتُ الرياضة، وعدتُ إلى السياسة؛ وكم تمنيت للسياسة أن تعرف من "الروح الرياضية" قدر ما عرفته الرياضة من "الروح السياسية"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!
- خبر -صعقني-!
- إما -صمت- وإما -توسُّط-!
- هل هذه -حرب-؟!
- من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!
- كم أحسدك يا شاليت!
- -التسيير- و-التخيير- بين الدين والعِلْم!
- إرهاب التوجيهية!
- من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!
- قُلْ لي كم لدينا من الديمقراطيين أقول لك كم لدينا من الديمقر ...
- -حماس- في حوار -الناسخ والمنسوخ-!
- الملف الذي فتحه -النواب الأربعة-!
- -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!
- خطة اولمرت لتفكيك -القنبلة الديمغرافية


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!