أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!















المزيد.....

لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1614 - 2006 / 7 / 17 - 11:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما هي "مهمَّة الساعة" في الحرب التي تدور رحاها في لبنان بين إسرائيل وحزب الله، وغير المتكافئة (لمصلحة آلة الحرب الإسرائيلية) في قوَّتها التدميرية على وجه الخصوص؟ إنها أنْ يأتي حزب الله بمفاجأة عسكرية كبيرة من المفاجآت التي وعد بها، فالحجم الهائل من الدمار الذي ألحقته الطائرات والسفن الحربية الإسرائيلية بالبنية التحتية المدنية للبنان، مع المجزرة الوحشية البشعة التي اقترفتها إسرائيل في حق مدنيين لبنانيين أرغمتهم على النزوح من بلدتهم (مروحين) في جنوب لبنان، يتحدى حزب الله أن يفي بوعده، أي أن يأتي بمفاجأة عسكرية كبيرة تمنع العدوان الإسرائيلي من أن يحوِّل تلك النتائج الميدانية المترتبة عليه إلى مَصْدَر ضعف للقوِّة السياسية والشعبية (اللبنانية والفلسطينية والعربية) التي يتمتع به الحزب، وقائده على وجه الخصوص الشيخ حسن نصر الله، فالقوَّة التدميرية الهائلة لهذا العدوان تَسْتَنْفِد سريعا الـتأثير السياسي والمعنوي الإيجابي (على كِبَرِه) الذي تُخلِّفه في نفوس اللبنانيين والعرب الأعمال العسكرية البطولية والمتقَنة التي يقوم بها الحزب، والتي كان آخرها ضرب البارجة "أحاي حانيت".

إذا كان لدى حزب الله من الوسائل والأسلحة الدفاعية، كالصواريخ المضادة للطائرات، ما يمكِّنه من تقليل حجم الدمار الذي تلحقه الطائرات الحربية الإسرائيلية بالبنية التحتية المدنية فلْيشرع يستعمله. وإذا كان لديه من صواريخ أرض ـ أرض، وغيرها من الأسلحة الهجومية، ما يمكِّنه من إلحاق خسائر بشرية ومادية ومعنوية فادحة بإسرائيل فلْيشرع يستعمله، فإسرائيل يجب أن تتكبد من تلك الخسائر ما يمنع الحرب من أن تتمخَّض عن نتائج سياسية تجيء مصداقا لقولهم إنَّ العمل العسكري الذي قام به حزب الله، والذي قرَّرت إسرائيل جعله إشعالا لفتيل الحرب، كان "مغامرة غير محسوبة" العواقب.

لقد اختارت إسرائيل "الثمن الباهظ" اسما للحرب التي شنتها على حزب الله والتي كانت تُعِد العدة لها مذ تأكد لها وللولايات المتحدة فشل جهودهما وضغوطهما الدبلوماسية والسياسية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559 على أيدي لبنانية.

إنَّ الهدف السياسي ـ الاستراتيجي النهائي لهذه الحرب هو تنفيذ ذاك القرار بما يتَّفق مع التفسير الإسرائيلي له، فالتوقُّع الذي يراد لنتائج الحرب أن توافقه هو تمكين قوى لبنانية "كامنة" الآن من الظهور لاحقا وفرض مشيئتها السياسية (التي هي جزء من مشيئة الولايات المتحدة وإسرائيل) على حزب الله بعد، وبفضل، إلحاق هزيمة عسكرية به، وجعل لبنان يدفع ثمنا باهظا من بنيته التحتية واقتصاده ومنشآته الحيوية.

حزب الله نجح، حتى الآن، في ردع إسرائيل عن شن حرب برية تسمح لها بالسيطرة العسكرية على جنوب لبنان بعد تدمير القوَّة العسكرية للحزب هناك، فمقاتلو الحزب مع صواريخهم وأسلحتهم الأخرى أقاموا لهم مواقع عسكرية وقتالية محصَّنة يقع معظمها وأهمها في خارج المناطق الآهلة، لعلَّهم يدرأون عن المدنيين مخاطر الحرب.

إسرائيل اختبرت قدرتها على خوض الحرب البرية في جنوب لبنان فتأكَّد لها أنَّ الحرب تلك من الصعوبة بمكان، وأنها يمكن أن تكون مَصْدَر انتصارات عسكرية مهمة لحزب الله.

إنها الآن تسعى في إرغام السكان على النزوح في اتجاه شمال نهر الليطاني حتى تتَّخِذ التدمير وسيلة للسيطرة العسكرية على مناطق جنوبية، ولتجعل عودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم ومدنهم مشروطة بخروج مقاتلي الحزب من مواقعهم الحصينة، ومغادرتهم الجنوب إلى شمال نهر الليطاني، مع اقتران ذلك بتجريد الحزب من ترسانته الصاروخية، ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل، أي على طول "الخط الأزرق".

الحزب مدعو الآن، أو من الآن وصاعدا، إلى أن يُوجِّه إلى إسرائيل ضربات عسكرية نوعية، تسمح نتائجها الميدانية بالتوصُّل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، يذهب بهدف تنفيذ القرار الرقم 1559، ويؤدي إلى تبادل للأسرى يلبِّي المطالب التي أعلنها حزب الله من قبل، ويذلل العقبات من طريق إخراج إسرائيل من مزارع شبعا.

لا ضرر في أن يتلقى حزب الله مزيدا من الأسلحة (المتطوِّر منها على وجه الخصوص) والذخائر من سورية، أو من إيران عبر سورية؛ ولكنَّ الضرر يقع إذا ما سمح الحزب لنفسه بأن يتحوَّل إلى ورقة في أيدي لاعبين إقليميين، فحزب الله، إذا كان قادرا، أو ظل قادرا، على المضي قدما في قتال تخسر فيه إسرائيل بشريا وماديا ومعنويا، ينبغي له أن يرفض كل مسعى سوري أو إيراني لوقف القتال في سبيل أن ينجح ذوو المساعي تلك في عقد صفقات سياسية واستراتيجية رابحة مع الولايات المتحدة.

وإذا كان للعرب ولسورية ولإيران أن يقفوا من الحرب موقفا صائبا فإنَّ عليهم أن يقفوا الموقف الذي يسمح لهم بإظهار ما لديهم من قوة في إرغام إسرائيل على الوقف الفوري وغير المشروط لعدوانها على لبنان، أو في منعها من قطف الثمار السياسية التي تريد لحربها أن تأتي بها.

إنَّ البنية التحتية في سورية أو إيران ليست بأكثر قدسية من البنية التحتية في لبنان وقطاع غزة. ويُفْتَرَض أنها تحظى بحماية عسكرية أقوى وأفضل كثيرا، وكثيرا جدا.

وليس لديَّ من شك في أنَّ جيش الدفاع الإسرائيلي سيُقهَر إذا ما انضمت سورية إلى القتال مع حزب الله، وإذا ما أظهرت قدرة سياسية وعسكرية على أن تقاتل في طريقة حزب الله، فعبارات وشعارات "التضامن" المعهودة ما عادت بـ "الموقف" الذي ينتمي إلى العالم الواقعي للسياسة؛ وقد حان للقائلين بها أن يدركوا أنها غدت ذخيرة لمزيد من الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين واللبنانيين.

أما وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا ليَسْتَجْمِعوا مزيدا من أسباب القوَّة السياسية لآلة الحرب الإسرائيلية في لبنان وقطاع غزة فكان ينبغي لهم أن يتوفَّروا على صنع قرار يسمح للدول العربية بـ "إماتة" الحرب الإسرائيلية، فـ "السلام"، الذي اتَّخذوه خيارا استراتيجيا لا يُشركون به، مات مذ جعلوه أعزلاً، , وإنْ أبوا الاعتراف بموته قبل دفنه.

ما أدهشني ليس اجتماعهم و"قراراتهم"، وإنما رؤية موتى يتوعَّدون بدفن ميِّتهم الغالي وهو "السلام" الذي ما عاد عليهم إلا بمزيد من الحروب الإسرائيلية.

لقد أدهشني المشهد في القاهرة، فموتى يحملون على أكتافهم نعش السلام؛ ولكن ليس إلى القبر، وإنما إلى مجلس الأمن الدولي لعلَّه يحيي عظام السلام وهي رميم.. وكلٌّ منهم يحمل في يمينه كتاب "مبادرة السلام العربية" لعل إله مجلس الأمن يجزيهم خيرا، ويتصدَّق عليهم بسلام يستر بعضا من عوراتهم.

مَن انتظر منَّا فإنَّما كان يَنتظر أنْ يرى "قرارا" له فعل الرصاصة في رأس الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة فإذا به يراهم يتلهون عن ذلك بنعي وفاة ليس "السلام"، وإنما "عملية السلام" كما عرفناها حتى الآن، فنعي وفاة السلام لا يقدر عليه غير إسرائيل!

وإذا كان لي أن اتَّهم أحدا بالقيام بـ "مغامرة غير محسوبة" العواقب فإنني أتَّهم وزراء الخارجية العرب الذين "قرَّروا" بما ينزل على إسرائيل بردا وسلاما، وينزل علينا جمرا وحربا، وكأنهم لم ينعوا وفاة "عملية السلام" إلا ليعلنوا ويؤكِّدوا أنَّ "الاستسلام" ما زال حيَّا يُرزق!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!
- خبر -صعقني-!
- إما -صمت- وإما -توسُّط-!
- هل هذه -حرب-؟!
- من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!
- كم أحسدك يا شاليت!
- -التسيير- و-التخيير- بين الدين والعِلْم!
- إرهاب التوجيهية!
- من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!
- قُلْ لي كم لدينا من الديمقراطيين أقول لك كم لدينا من الديمقر ...
- -حماس- في حوار -الناسخ والمنسوخ-!
- الملف الذي فتحه -النواب الأربعة-!
- -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!
- خطة اولمرت لتفكيك -القنبلة الديمغرافية


المزيد.....




- جامع الشيخ زايد الكبير.. أبرز الحقائق عنه
- بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها.. خريطة توضح المنطقة الحدود ...
- مراسم تنصيب بوتين رئيسا لروسيا لولاية جديدة (مباشر)
- ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تريد روسيا إجراء تدريبا ...
- مصادر مصرية تكشف لـRT حقيقة إغلاق معبر رفح بالكتل الخرسانية ...
- الصين تنجح بإطلاق صاروخ فضائي جديد صديق للبيئة
- -يديعوت أحرونوت-: مصر قد تقلص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائي ...
- ريابكوف يفسر سبب دعوة الدول غير الصديقة لحضور مراسم تنصيب بو ...
- نجل زوجة قائد الجيش الأوكراني يقود مسيرة النصر السوفيتي في أ ...
- تحرير ما لا يقل عن 107 مهاجرين من الأسر جنوب شرقي ليبيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!