أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!














المزيد.....

حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 10:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


نار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة تكفي، أي أصبحت تكفي، لطبخ حل دبلوماسي تفاوضي لمشكلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت؛ ومع ذلك تتباطأ حكومة اولمرت في إعطاء موافقتها على اتفاق أُنْجِز كله تقريبا، محتوى وشكلا. وتعليل ذلك أن النار الإسرائيلية ليست كافية بعد لطبخ حلول لمشكلات أُخرى تفي بالغرض الذي من أجله أشعلت إسرائيل الحرب، والذي ما زال يحرِّضها على القيام بمزيد من أعمال القتل والتدمير.

واستكمالا للتعليل نقول إن حكومة اولمرت ربما لم تتخلَ بعد عن سعيها لـ "تحرير" شاليت بعمل عسكري "بطولي" من غير أن يتسبب بمصرعه على ما يكتنف ذلك من مخاطر وصعوبات جمَّة.

وتعتقد حكومة اولمرت أن لآسري شاليت مصلحة في الحفاظ على حياته، فذوو الأسرى الفلسطينيين يريدون الإبقاء عليه حيَّا لعل تبادُل الأسرى يغدو ممكنا؛ وقتله على أيدي آسريه سيؤدي إلى عمل انتقامي إسرائيلي كبير يذهب ضحيته قادة كبار من "حماس" كمثل هنية، فتتحوَّل الحرب، في أهدافها المعلَنة، عن هدف البحث عن شاليت من أجل "تحريره" إلى هدف الانتقام من قاتليه، مع أن كلا الهدفين ليس سوى ذريعة للحرب واستمرارها.

قلنا إن الحل الدبلوماسي التفاوضي لمشكلة شاليت هو الآن، أو من الآن وصاعدا، في متناول أيدي الساعين إليه؛ ولا شك في أن التفاوض المباشر بين إسرائيل و"حماس"، في هذا الصدد، ليس بالأمر الذي يمكن أن تتخذه حكومة اولمرت سبيلا، فـ "الوسيط المصري"، في المقام الأول، هو الذي في وسعه إنجاز وتنفيذ اتفاق الحل، الذي يقوم على "التبادُل غير المتزامن"، فشاليت يُخلى سبيله بعد تسليمه إلى الوسيط ذاته، أو إلى "وسيط آخر"؛ ثمَّ يفي اولمرت بوعده الإفراج عن بعض المعتقلين الفلسطينيين.

ولعل هذا ما يفسِّر الإكثار من الكلام الرسمي عن وعد قديم لاولمرت، أي قبل أسر شاليت، بإخلاء سبيل بعض المعتقلين الفلسطينيين، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بدا مهتما بتوضيح وتأكيد أنه وعد بذلك، من قبل، كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك، الذي أعلن، بعد اولمرت، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وعده، في خلال لقائهما الشهر المنصرم، بأن يفرج عن "عدد كبير" من الأسرى الفلسطينيين. أما وزير الداخلية الإسرائيلي روني بار فقال إن اولمرت تحدَّث في خلال لقائه مع الرئيس عباس في الأردن عن احتمال الإفراج عن "الأسيرات، والمرضى، والأطفال"، زاعما أن الهجوم الفلسطيني في الخامس والعشرين من حزيران المنصرم منع حدوث ذلك؛ ولكن حدوثه قد يصبح ممكنا إذا ما عاد الجندي شاليت سالما إلى ذويه.

الحل الدبلوماسي التفاوضي الذي يتوفرون على تفصيله وإنجازه يسمح لإسرائيل بالادعاء بأنها استعادت شاليت سالما من غير أن تلبي شروط ومطالب آسريه، وبأنها لم تُفْرِج عن معتقلين فلسطينيين إلا وفاءً بوعد، في هذا الصدد، من اولمرت للرئيس المصري على وجه الخصوص، وبما يتَّفق مع معاييرها هي في الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين. ويسمح، ذاك الحل، لآسري شاليت بأن يفسِّروا الوفاء بالوعد الإسرائيلي على أنه الشكل الدبلوماسي لتلبية إسرائيل لبعض الشروط والمطالب الفلسطينية في هذا الشأن.

ولكن، متى يحدث ذلك؟ حكومة اولمرت تريد له أن يحدث عندما تتوصَّل إلى استنتاج مؤداه أن النار الإسرائيلية (أعمال القتل والتدمير) قد أنضجت الحل الذي تريد لمشكلة إطلاق الصواريخ والقذائف الفلسطينية من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، فالهدف هو أن تتزامن حل مشكلة شاليت على ذاك النحو مع اتفاق جديد وقوي يُلْزِم الفلسطينيين التوقُّف عن كل عمل عسكري عبر حدود القطاع مع إسرائيل.

إنَّ اولمرت يريد للإسرائيليين أن يفهموا حرب "أمطار الصيف" على أنها الحرب التي جعلت انفصال إسرائيل عن الفلسطينيين في قطاع غزة يعود عليها بالأمن الذي من أجله، ومن أجل أشياء أُخرى، كان "الانفصال".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!
- خبر -صعقني-!
- إما -صمت- وإما -توسُّط-!
- هل هذه -حرب-؟!
- من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!
- كم أحسدك يا شاليت!
- -التسيير- و-التخيير- بين الدين والعِلْم!
- إرهاب التوجيهية!
- من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!
- قُلْ لي كم لدينا من الديمقراطيين أقول لك كم لدينا من الديمقر ...
- -حماس- في حوار -الناسخ والمنسوخ-!
- الملف الذي فتحه -النواب الأربعة-!
- -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!
- خطة اولمرت لتفكيك -القنبلة الديمغرافية


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!