أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!














المزيد.....

الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 07:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


أيُّهما فُقِدَ قبل الآخر، "الحل" أم "الشريك الفلسطيني"؟ "الحل" هو الذي فُقِد أولا، فما عاد لإسرائيل من حاجة إلى الحل النهائي "القديم"، وإلى أن تُفاوِض الفلسطينيين، بالتالي، في أمره. ومع انتفاء تلك الحاجة، ظهرت لدى إسرائيل، واشتدت، الحاجة إلى حل نهائي "جديد" يقوم على المزاوجة بين "الحلول المنفردة" و"الحرب". أما الهدف الكامن في تلك المزاوجة فهو إنتاج شريك فلسطيني لها في إنجاز الحل النهائي "الجديد"، الذي، في جوهره وأساسه، يتَّخذ "رسالة الضمانات" مرجعية له، والذي هو "كل السياسة الإسرائيلية"، التي تضرب الفلسطينيين بـ "الحلول المنفردة" تارة، وبـ "الحرب" طورا؛ وليس القول بالفصل بين الضرب بهذه اليد العسكرية والضرب بتلك اليد الدبلوماسية سوى الوهم بعينه، فإسرائيل، في عهد شارون ـ اولمرت الذي في جانب منه تضافرت على خلقه عوامل دولية وعربية وإقليمية، تطلب مزيدا من الحرب من أجل الحلول المنفردة، وتطلب مزيدا من الحلول المنفردة من أجل الحرب؛ ولن تتوقَّف عن طلب هذا وذاك حتى ترى شريكا فلسطينيا لها في الحل النهائي "الجديد" الذي هو "خريطة الطريق" بعد مسخها بـ "رسالة الضمانات".

لو كان ممكنا من وجهة نظر السياسة العملية والواقعية، في الوقت الحاضر، الفصل بين "الحلول المنفردة" و"الحرب" لرأيْنا جهدا دوليا يُبذَل في سبيل "حل دولي انتقالي مؤقَّت طويل الأجل"، يقوم على نشر قوة دولية في قطاع غزة، وفي تلك المدن والمناطق من الضفة الغربية التي يمكن ويجب أن يخرج منها المستوطنون والجنود الإسرائيليون، والتي تعدل في مساحتها نصف الضفة الغربية، وتعدل، ديمغرافيا، الجزء الأعظم من فلسطينيي الضفة، فما الذي يمنع مجلس الأمن الدولي من أن يقوم هو بالمزاوجة بين "الحلول المنفردة" و"الوقف الطويل الأجل لكل أعمال العنف" بين الجانبين غير المستعدين بعد، وبما يكفي، لحل نهائي عبر التفاوض السياسي؟!

ما الذي يمنعه من أن يُضمِّن تلك "المزاوجة الدولية" نشرا لقوة دولية حيث خرج المستوطنون والجنود الإسرائيليون، فيمنع، بالتالي، كل خرق لاتفاق الهدنة طويلة الأجل، وكل استئناف للاحتلال الإسرائيلي؟!

وما الذي يمنعه من أن يساعد الفلسطينيين بما يجعل تلك المناطق والمدن الفلسطينية "الحرَّة" مزدهرة اقتصاديا وديمقراطيا، تنشأ فيها وتنمو سيادة قومية فلسطينية حقيقية، برا وبحرا وجوا، وفي المعابر الحدودية على وجه الخصوص؟!

لو قام مجلس الأمن الدولي بذلك، قبل (ومن أجل) التوصُّل إلى حل نهائي عبر التفاوض السياسي، لانتفت الحاجة إلى "حلول وهمية" من قبيل أن تلبِّي "حماس"، حكومة وحركة، ما يسمى "المطالب والشروط الثلاثة للمجتمع الدولي"، أو أن تَدْخُل رئاسة السلطة الفلسطينية في حرب لا هوادة فيها على "الإرهاب" و"الإرهابيين". لو قام بذلك لأصبح ممكنا من وجهة نظر السياسة العملية والواقعية التأسيس لسيادة أمنية فلسطينية شرعية واحدة، وللمزاوجة بين التفاوض السياسي، توصُّلا إلى حل نهائي، وبين تطوير الفلسطينيين لمقاومة سياسية، سلمية، ديمقراطية، شعبية، منظَّمة وطويلة الأجل لكل حل نهائي تقتضيه المصالح الإسرائيلية فحسب.

ما يمنعه من كل ذلك إنما هو تَوافُق الولايات المتحدة وإسرائيل على بقاء واستمرار تلك المزاوجة بين "الحلول المنفردة" و"الحرب" حتى تأتي بشريك فلسطيني يفاوِض إسرائيل في حل نهائي قوامه "خريطة الطريق" التي مسختها "رسالة الضمانات"؛ وقضية شاليت لا يمكن فهمها على حقيقتها إلا في هذا السياق، فليس الإفراج عن شاليت وإنما أسر الفلسطينيين في حل نهائي كذاك هو هدف الحرب الإسرائيلية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!
- خبر -صعقني-!
- إما -صمت- وإما -توسُّط-!
- هل هذه -حرب-؟!
- من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!
- كم أحسدك يا شاليت!
- -التسيير- و-التخيير- بين الدين والعِلْم!
- إرهاب التوجيهية!
- من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!
- قُلْ لي كم لدينا من الديمقراطيين أقول لك كم لدينا من الديمقر ...
- -حماس- في حوار -الناسخ والمنسوخ-!
- الملف الذي فتحه -النواب الأربعة-!
- -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!
- خطة اولمرت لتفكيك -القنبلة الديمغرافية


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!