أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!














المزيد.....

إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 05:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كل الجهود والمساعي (والضغوط) الدبلوماسية والسياسية، مع ما يُكشَف ويُنشَر من خطط وحلول ومقترحات وأفكار، لم تثمر بعد، ولن تثمر إلا بعد توصُّل آلة الحرب الإسرائيلية إلى إنجاز عسكري كبير، حاسم، ويعتد به، فـ "حزب الله" ما زال محتفظا بقوته العسكرية الكاملة تقريبا، وبسيطرته الكاملة تقريبا على الأرض في الجنوب اللبناني، وفي جنوب نهر الليطاني على وجه الخصوص، ولم يفقد سوى 16 مقاتلا على الرغم من ضراوة الحرب الجوية، التي نجحت في صنع كارثة إنسانية كبرى، والقتال البري، الذي لم يحتل فيه الجيش الإسرائيلي غير قرية "مارون الراس" وبعض المواضع في جوارها. قيادته العسكرية والسياسية تدير القتال وكأنها في بروج مشيدة. حتى قاذفات الصواريخ، التي تُضْرَب مخابئها الحصينة تَستأنف، توَّاً، عملها. الحرب عن بُعد، على ضراوتها، فشلت عسكريا وسياسيا، ولم تنجح إلا في قتل المدنيين، وتدمير البنية التحتية المدنية، وجعل الكارثة الإنسانية تحدق بلبنان، الذي زارته رايس لـ "تُعْلِن دعمها لشعبه"!

وهذا الفشل هو ما اضطر إسرائيل إلى الزج بجيشها في حرب برية شرعت نتائجها الميدانية تذهب بما توقَّعت من أهداف عسكرية ـ سياسية، فقيادة جيشها خُدِع وضلَّ، فخَدَع وأضلَّ الحكومة التي، في حربها على "حزب الله"، تجاوزت نقطة اللاعودة، مُوْقِعةً نفسها بين مطرقة القيادة العسكرية التي تأبى أن تعترف بفشلها وسندان إدارة الرئيس بوش التي تريد للحرب أن تستمر وتعنف أكثر حتى ينضج "الحل السياسي" الذي تريد. وهي تصوغ موقفها الدبلوماسي على النحو الآتي: نريد وقفا فوريا وعاجلا لإطلاق النار على أن يكون دائما. أمَّا معنى "دائما" فهو أن تستمر الحرب وتعنف حتى تأتي بنتائج ميدانية تسمح للحل السياسي الذي تريد، والذي تدعوه "الشرق الأوسط الجديد"، بأن يصبح حقيقة واقعة.

إنَّهم ينتظرون الآن رؤية النتائج الميدانية التي سيتمخَّض عنها استعمال "القنابل الذكية" التي قررت الولايات المتحدة تسريع تسليمها إلى إسرائيل، والتي هي قذائف صاروخية (نحو 100 قنبلة) يمكنها اختراق مواقع ومخابئ حصينة تحت الأرض حتى مسافة 40 مترا.

أمَّا إذا فشلت تلك القنابل، وغرق الجيش الإسرائيلي، وازداد غرقا، في المستنقع اللبناني الجنوبي، فإنَّ إسرائيل، عندئذٍ، ستطلب النصر ولو في سورية، بدعوى أن استمرار وصول الأسلحة والصواريخ والذخيرة إلى "حزب الله"، من سورية، أو عبر أراضيها، هو ما جعل الحرب تطول وتشتد صعوبة. ولقد أعلنت إسرائيل (وتوقَّعْنا ذلك من قبل) أنها تريد للقوة الدولية الجديدة أن تنتشر، أيضا، على حدود لبنان مع سورية حتى تمنع السلاح والذخيرة عن "حزب الله". وينبغي لنا أن نفهم ذلك على أنه إعداد وتهيئة لوجود عسكري إسرائيلي هناك، فمنطق نشر القوة الدولية الجديدة يقوم على "التسليم والاستلام". ونشرها (بعد الاتفاق على تأليفها، وعلى طبيعتها وخواصها ودورها وصلاحياتها) يستلزم جعل "حزب الله" في وضع عسكري ـ سياسي لا يمكِّنه من رفض قرار، أو اتفاق، وقف إطلاق النار، فالقوة تلك لن تأتي للمشاركة في الحرب، وإنما لجعل إسرائيل بمنأى عن أي خطر عسكري، في المستقبل، مَصْدره الأراضي اللبنانية، ولتمكين الجيش اللبناني، بعد جعله جيشا لقوى الرابع عشر من آذار، وتقويته بالتالي، من بسط سيطرته على طول الخط الأزرق، الذي قد يُعدَّل بما يلبي بعض المطالب الإسرائيلية، وبما يمكِّن من الادعاء بأن لا أرض لبنانية تحتلها إسرائيل.

لقد هيَّأ "حزب الله" للعرب فرصةً لتغيير واقع الهزيمة الذي يعيشون؛ ولكن، هل يغتنمونها؟ هل يجرؤون على الانتصار؟ أتمنى أن يذهب جواب الواقع بتوقُّعي!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!
- بعض من السمات الجديدة للصراع
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!
- خبر -صعقني-!
- إما -صمت- وإما -توسُّط-!
- هل هذه -حرب-؟!
- من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!
- كم أحسدك يا شاليت!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!