أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!














المزيد.....

قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 11:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في قانا، رأيْنا "الشرق الأوسط الجديد"، والطريق المؤدِّية إليه. وسمعْنا الرئيس بوش، صانع وموجِّه ومفجِّر "القنبلة الفراغية" وهو يخاطب الجُثث من أطفال قانا قائلا: "من أجل الأطفال نريد السلام الدائم". وعَرَفْنا سلاحا جديدا يُخاض به "امتداد السياسة"، أي الحرب. وهذا السلاح يدعى "المعاناة الإنسانية"، فهذا "الامتداد" ما عاد "الحرب النظيفة"، وإنما "الحرب الوسخة". إنَّ ما يشبه "هيروشيما"، التي تضرب جذورها عميقا في الشريعة التوراتية للحرب، هو الذي غدا امتدادا للسياسة؛ وإنَّ "الجريمة" غدت "الوسيلة" التي يحق لإسرائيل استعمالها في ممارستها لـ "حقها المشروع في الدفاع عن النفس"، وإنْ أصرَّ ممثلو القوة الوحشية العظمى في العالم على أنَّ ما قامت به دولة القذارة التوراتية في قانا ليس من جنس "جرائم الحرب"؛ وإذا كان لا بد من الحديث عن "جريمة" فلا بأس، في شريعتهم، من أن نتَّهم الضحايا من أطفال قانا بأنهم ارتكبوا جريمة في حق أنفسهم إذ لم يمتثلوا لأمر المغادرة الإسرائيلي مع أنَّ جيش الدفاع الإسرائيلي هيَّأ لهم أسباب النزوح الآمن إذ دمَّر الطرقات وحاصرهم بالنار من كل حدب وصوب!

قانا كَتَبَت، أوَّل ما كَتَبَت، بيانين: بيان السنيورة، وبيان بري. أعْلمُ أنْ ليس في الاضطرار فضيلة؛ ومع ذلك أُشيد ببيان السنيورة، فها هو أوَّل عربي من أهل الحُكم عندنا يقول للقابلة ـ القاتلة رايس لا تأتي إليَّ، فلا حديث بيني وبينكِ قبل الوقف الفوري، وغير المشروط، لإطلاق النار، وعودة الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء "الخط الأزرق".

أتمنى، أوَّلا، أن يظل السنيورة عند موقفه البطولي، بحسب مقياس البطولة الرسمية العربية؛ ولكني أتمنى، ثانيا، أي أوَّلا من حيث الأهمية، أن يعلن السنيورة أن "الفوري" في عبارته إنما يعني الآتي: على إسرائيل والولايات المتحدة أن توقفا، الآن أو بعد يوم أو يومين لا أكثر، إطلاق النار على لبنان، شعبا ومقاومة، فإذا انقضت المهلة تلك من غير أن يتوقف إطلاق النار فإنَّ لبنان لن يقبل بعد ذلك، وبسبب ذلك، أي وقف لإطلاق النار.. وأتمنى، ثالثا، أن يطلب لبنان، عبر السنيورة، مغادرة قوَّة الطوارئ الدولية جنوبه فورا، فما الداعي لبقائها؟!

أمَّا بري فبيانه كان يمكن أن يكون مبينا لو أنه شرح وأوضح شروطه الجديدة للإفراج عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى "حزب الله"؛ ولكنه خيرا قال إذ أوضح أنَّ الشروط القديمة كانت من عنده وليس من عند "حزب الله".

المواقف العربية المفقودة كثيرة، وكثيرة جدا. ومنها، مع أنَّ نيلها ليس بالتمني، أن يعلن سعد رفيق الحريري أن دم والده ليس بأغلى من دماء أطفال قانا، وأن يدعو، بالتالي، إلى إغلاق ملف التحقيق الدولي في جريمة اغتيال والده حتى يُفتح ملف التحقيق الدولي في جريمة اغتيال أحباب الله في قانا.

ومنها، الاعتذار إلى الشعب اللبناني ومقاومته عن عبارة "المغامرة غير المحسوبة العواقب"، والتي تضافرت و"القنبلة الفراغية" على ارتكاب جريمة قانا.

ومنها أن تلبس العواصم المعتصمة بحبل الخنوع، الحِداد السياسي، فلا تستقبل رايس وأشباهها، وتقف الوقفة ذاتها التي وقفها السنيورة ولو عن اضطرار.

ومنها أن يخجلوا جميعا من "مواقف الإعراب" التي لا محل لها في "الإعراب السياسي"، فالقيادة تَفْقِد معناها إذا ما ظلت يدها أقصر من لسانها، وإذا ما ظل لسانها لا يعرف من "لغة السياسة" إلا عبارة "نُعْرِب عن.. وعن.."، فـ "الشعور" ليس فعلا إراديا، والإعراب عنه ليس موقفا؛ ولو كان موقفا لتحوَّل العبد إلى سيد عند شعوره بالغضب، وعند إعرابه عنه!

لم يقف العرب من جريمة قانا إلا كل ما يحتاج إليه خَلْق "فرعون" من مواقف، وكل ما يمد المجرم بمزيد من أسباب البقاء، ويشجعه على ارتكاب مزيد من الجرائم، وكأن لا موقف يملكون إلا الموقف الذي يجعل صاحبه شيطانا أخرس!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!
- بعض من السمات الجديدة للصراع
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!
- خبر -صعقني-!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!