أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الاحتلال -الفارغ-!














المزيد.....

الاحتلال -الفارغ-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 05:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في ربع الساعة الأخير من حرب شنتها في الثاني عشر من تموز المنصرم وقد تَدْخُل اليوم مرحلة "الوقف الكامل للأعمال الحربية" بحسب قرار مجلس الأمن الرقم 1701، تستطيع إسرائيل أن تُنْزِل من الجو عشرات الآلاف من جنودها لـ "تحتل" مواقع ومناطق وأماكن "فارغة" بين "الخط الأزرق" ونهر الليطاني. وتستطيع، ولكن في صعوبة أكثر أو في سهولة أقل، فعل الشيء ذاته برَّاً، فثمة منافذ برية ومواقع ومناطق وأماكن بين "الخط" و"النهر" يمكن عبورها والتقدُّم فيها و"احتلالها" بقليل من العناء والمشقة والخسائر. إنَّها تستطيع التوسُّع في هذا "الاحتلال" الذي ليس باحتلال، والذي ما كان لها أن تجرؤ عليه إلا في ربع الساعة الأخير ذاك، فهذا الزمن من الحرب هو الذي يسمح لمغامرتها العسكرية تلك بأن تكون "مأمونة العواقب". وفي عملها العسكري "البطولي" هذا إنَّما تشبه شخصا أدْخَل نفسه بنفسه في فناء منزل واسع تلتهم النيران أطرافه؛ ولكنه لم يقم بـ "مغامرته" تلك إلا بعدما هُرعت أفواج الإطفائية لإخماد الحريق، فـ "بطولته" لا معنى لها؛ لأنه كان يعلم علم اليقين أن الحريق سيُخْمَد قبل أن يصل إليه. هذا هو الاحتلال "الفارغ" لأماكن "فارغة" في زمن "فارغ" لا يفكِّر فيه ويَقْدم عليه إلا مَنْ له "فؤاد فارغ" كفؤاد أم موسى!

إسرائيل خبيرة في "الاحتلال"، وينبغي لها أن تعرف خيرا من سواها معنى "الاحتلال"؛ ولكن "حزب الله" نجح في جعلها تحاول "احتلالا" يشبه ظلا فَقَدَ جسمه. ما المعنى "الحقيقي" لنجاح إسرائيل في احتلال المنطقة ما بين "الخط الأزرق" ونهر الليطاني؟ معناه إنما هو جعل تلك المنطقة "منطقة آمنة".. آمنة لجيشها فيها، وآمنة لمنطقة الشمال الإسرائيلي، فلا صواريخ ولا قذائف تُطلق على تلك المنطقة من الأراضي اللبنانية. معناه إنَّما هو أن يسيطر جيشها على المدن والقرى (في "المنطقة الآمنة") من داخلها ومن خارجها، أي أن يقضي قضاء مبرما على الوجود العسكري لـ "حزب الله". وبعد أن تنجح في إقامة تلك "المنطقة الأمنية"، يمكنها أن تَخْرج منها، وأن تعيد جيشها إلى ما وراء "الخط الأزرق"، على النحو المذكور في القرار "الدولي"، فتُسلِّم، بالتدريج، "المنطقة الأمنية" إلى قوة "اليونيفيل" الجديدة قبل ومن أجل أن تسلِّمها القوة تلك إلى الجيش اللبناني.

وغني عن البيان أن الاحتلال الإسرائيلي في معناه الحقيقي هذا لا وجود له حتى في الشريط الحدودي من جنوب لبنان، فجيش الاحتلال الإسرائيلي في "الشريط"، وفي مواقع ومناطق وأماكن أخرى "فارغة" تقع جنوب نهر الليطاني، إنَّما هو، في معانٍ عديدة، يَخْضَعُ لـ "احتلال"؛ ذلك لأنه، باحتلاله لتلك المواقع والمناطق والأماكن "الفارغة"، أو "شبه الفارغة"، أوقع نفسه بنفسه في القبضة العسكرية لـ "حزب الله". هذا الجيش لم يؤسِّس له ولدولته "منطقة أمنية" في جنوب لبنان، وإنَّما "مصيدة أمنية"، فجنوده يُقْتلون، وأسلحته تُدمَّر، يوميا هناك، من غير أن يتمكَّن من منع "حزب الله" من أن يُمطِر بصواريخه، يوميا، شمال إسرائيل.

"الأعمال الحربية" قد تتوقف بالكامل عمَّا قريب. وقوة "اليونيفيل" الجديدة المختلفة (في عديدها، وعتادها، ومهماتها، وموضع عملها) قد تتألف عمَّا قريب. ولكن ماذا بعد ذلك؟ يُفْتَرَض أن يُسلِّم الجيش الإسرائيلي، بالتدريج، المواقع التي يحتلها إلى تلك القوة لتقوم بتسليمها إلى الجيش اللبناني. وقبل أن يبدأ "التسليم الأول"، و"التسليم الثاني"، قد تَظْهَر عقبتان كبيرتان، فإسرائيل قد تقول، عندئذٍ، إنها تريد أوَّلا الإفراج غير المشروط عن جندييها الأسيرين لدى "حزب الله" الذي لا يمكنه أن يتخلى عن مبدأ "الإفراج المتبادل والمتزامن" من غير أن يهب إسرائيل نصرا سياسيا ومعنويا لا تستحقه ميدانيا. وقد تقول، أيضا، إنَّ الجيش اللبناني ومعه قوة "اليونيفيل" الجديدة لم يُنْجِز بعد، أو بما يكفي، مهمة إفراغ منطقة ما بين "الخط الأزرق" ونهر الليطاني من "حزب الله"، أسلحةً ومقاتلين. إذا رفض "حزب الله"، ومن حقه أن يرفض، هذا وذاك، فإنَّ الجيش الإسرائيلي يمكن أن يظل في مواقعه، أي أن الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن يستمر ويبقى. في هذه الحال، لا يستطيع "حزب الله" أن يقبل واقع "احتلال بلا مقاومة"، فإذا استأنف مقاومته العسكرية فإنَّ أصحاب القرار "الدولي" سيتَّهمونه، عندئذٍ، بخرق قرار "الوقف الكامل للأعمال الحربية"، وسيدعون، بالتالي، إلى إصدار قرار "دولي" جديد يستند، هذه المرة، إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

إنَّ حكومة السنيورة مدعوة أولا إلى أن تؤيِّد "حزب الله" في رفضه الإفراج غير المشروط عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لديه، ومدعوة، من ثم، إلى أن تحفظ لـ "حزب الله" قدرته العسكرية جنوب نهر الليطاني، فما زال لبنان يحتاج إليها في تحرير أرضه وحماية سيادته واستقلاله. وبما يتَّفق مع هذا، من حيث الجوهر والأساس، تُعلِن حكومة السنيورة أن سيادتها العسكرية والأمنية، وبالتعاون مع قوة "اليونيفيل" الجديدة، قد غدت تشمل الجنوب، وينبغي لإسرائيل، بالتالي، أن تعيد جيشها إلى ما وراء "الخط الأزرق". نقول ذلك لأن "المسافة السياسية" الفاصلة بين "الوقف الكامل للأعمال الحربية" و"الوقف الدائم لإطلاق النار" قد يتعذَّر اجتيازها من غير مزيد من الحرب.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا القرار يجب أن يسقط!
- -أنا- و-الآخر-!
- دبلوماسية لإطالة زمن الحرب!
- لم يحضروا وإنَّما احتضروا!
- يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!
- -القدرية- في حياتنا اليومية
- لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الاحتلال -الفارغ-!