أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!














المزيد.....

يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 07:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


توشك الولايات المتحدة، بالتعاون مع فرنسا التي تُحبُّ لبنان حُبَّا لا يمكن تمييزه من الكراهية، أن تلغي بديهية كلاوزفيتس الأولى وهي "الحرب امتداد للسياسة"، فأنتَ عندما تعجز عن إخضاع خصمك لإرادتك السياسية عبر "فن الإقناع"، أي الدبلوماسية، تلجأ إلى "فن الإكراه"، أي الحرب.

إنها توشك، من خلال إقرار مجلس الأمن الدولي لمشروعها قرارها المشترَك مع فرنسا، أن تقوِّض العِلم العسكري الكلاسيكي، فالجوهر النظري لمشروع قرارها إنَّما هو "السياسة امتداد للحرب". لقد عجزت إسرائيل عن إخضاع خصمها، الذي هو "حزب الله"، لإرادتها السياسية عبر "فن الإكراه"، أي الحرب، فلجأت، عبر الولايات المتحدة وفرنسا، إلى إخضاعه عبر آلة الحرب الدبلوماسية والسياسية.

وفي سبيل ذلك، لا بأس من "لعبة لفظية"، يكمن فيها مزيد من الموت والدمار تنشرهما آلة الحرب الإسرائيلية في لبنان، وفي جنوبه على وجه الخصوص، وكأنَّ الحرب تلك تحتاج إلى "قرار دولي" يتخللها، ولا يأتي منهيا لها.

هل يدعو "القرار" إلى "وقف فوري لإطلاق النار" أم إلى "وقف للعمليات الحربية"؟ كان السؤال فاسدا في منطقه؛ ولكن السياسة المنافية للمنطق حملتنا على "التمييز"، أي تمييز هذا الوقف عن ذاك، فجاز، بالتالي، أن نقول إن كل وقف فوري لإطلاق النار يعني وقفا للعمليات الحربية؛ ولكن ليس كل وقف للعمليات الحربية يعني وقفا لإطلاق النار!

الولايات المتحدة بموافقتها على "وقف العمليات الحربية" إنَّما أكدت أنها ما زالت ترفض "وقفا فوريا لإطلاق النار"؛ ذلك لأنْ ليس من معنى لـ "وقف العمليات الحربية" سوى "استمرار الحرب واشتدادها" إلى أن تأتي بنتائج ميدانية تذلِّل العقبات من طريق تنفيذ البنود التالية من "القرار الدولي"، الذي بموجبه تلتزم الحكومة اللبنانية أن تُلْزِم "حزب الله"، بادئ ذي بدء، بالتوقُّف التام عن هجماته العسكرية على آلاف من الجنود الإسرائيليين الذين يحتلون، الآن، مواقع ومناطق لبنانية شمال "الخط الأزرق"، تُضاف إليها مزارع شبعا وتلا كفر شوبا.

إنها هزيمة سياسية أولى يراد لـ "حزب الله" المنتصر عسكريا، في معنى ما، أن يُمنى بها، فإذا رفض واستمر بهجماته العسكرية، عملا بمبدأ "لا احتلال بلا مقاومة"، يُتَّهم دوليا بأنه البادئ بـ "خرق القرار الدولي"، ويُمنح استمرار الحرب الإسرائيلية، بالتالي، مزيدا من الشرعية الدولية.

وجيش الاحتلال الإسرائيلي سيبقى إلى أن تأتي "القوة الدولية"، التي لا تعمل بإمرة الأمم المتحدة، وإنما بـ "تفويض" منها، وبموجب الفصل السابع من ميثاقها. ولكن، متى تأتي؟ عندما لا يبقى في منطقة جنوب الليطاني من سلاح غير "سلاح الشرعية اللبنانية"، وسلاح قوة "اليونيفيل"، والسلاح الإسرائيلي!

"حزب الله" مدعو، الآن، إلى إحراز نصره السياسي الأول، والذي يمكن ويجب أن يكون امتدادا لما أحرزه من نصر عسكري حتى الآن. وقوام هذا النصر السياسي هو الاستمرار في هجماته العسكرية على الجنود الإسرائيليين حتى لا يبقى منهم جندي واحد في جنوب لبنان.

وفي سبيل ذلك، يحتاج "الحزب" إلى: أنْ يرفض لبنان رسميا، عبر السنيورة، مشروع القرار ذاك والذي لا أنياب له تُخيف بعد، وبفضل، الفشل العسكري الإسرائيلي الذريع في لبنان. وأنْ تقف سورية مواقف عملية تسمح لها باقتسام الموت والدمار (والانتصار بالتالي) مع لبنان. وأنْ تُعلِن الدول العربية جميعا، عبر اجتماع وزراء خارجيتها في بيروت، رفضها الرسمي لمشروع القرار ذاك، على أن تُتَرْجِم موقفها هذا بما يُمكِّن لبنان من المضي قُدُما في سعيه إلى منع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من تحويل نصره العسكري إلى هزيمة سياسية.

إنَّ "قرار" بنت جبيل يفوق في أهميته السياسية العملية أضعافا مضاعفة قرار مجلس الأمن المنتظَر!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القدرية- في حياتنا اليومية
- لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!
- بعض من السمات الجديدة للصراع
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!