أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!















المزيد.....

لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1634 - 2006 / 8 / 6 - 09:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إنَّهم لا يشعرون بالخجل.. ولكن لا تتسرعوا في إعلان فَهْمِكُم، فأنا لا أتحدث عنهم، وإنْ كان قرار فنزويلا استدعاء سفيرها لدى إسرائيل يغري بالتحدث عنهم. وقبل أن أوضِّح بما يكفي لتلافي الخطأ في الفهم، لا بأس من توضيح جانبي لا يقل أهمية في شأن "الخجل" و"الشعور به"، فأنا شخصيا أميل إلى فهم "الخجل" على أنه "عاطفة ثورية"، فالشعور به لا يملكه أي إنسان، فوزيرة خارجية الولايات المتحدة رايس، على سبيل المثال، هي إنسان؛ ولكنها تفتقر إلى نعمة الشعور بالخجل؛ لأن إنسانية الإنسان لا تقوم لها قائمة إذا ما فقدت روحها الثورية، فالثوار والأحرار هم الذين يشعرون بالخجل.

الآن، يمكن أن يصح الفهم، فهؤلاء الذين لا يشعرون بالخجل إنَّما هم جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لا يُقهر، والذي لقهره جيوشا عربية لم تقاتله، ولم تُهيَّأ لها الأسباب العسكرية وغير العسكرية لمقاتلته، أصبح لا يُقهر، أو ظل لا يُقهر حتى الثاني عشر من تموز المنصرم.

لا يشعرون بالخجل؛ لأنهم دمَّروا لبنان، وزجوا في الحرب بأفضل ما لديهم من رجال وسلاح، وبكل ما يملكون من مواقف دولية وعربية، من غير أن يتمكنوا من احتلال قرى لبنانية جنوبية حدودية على مرمى حجر من حدودهم مع أن لمقاتلي "حزب الله"، الذي مهما قوي يظل "حزبا" لا أكثر، مصلحة عسكرية وقتالية في جعلهم ينتقلون من "الاحتلال الناري"، أي الاحتلال بالنار عن بُعْد، إلى "الاحتلال الأرضي المباشِر".

إنهم، حتى الآن، يقاتلون وينتشرون في "محيط" قرى حدودية، يتقدَّمون ويتراجعون، متكبدين مزيدا من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية. من أجل احتلال موقع أو قرية على مرمى حجر من حدودهم، يدمِّرون ويحرقون كل شيء، يبيدون أو يهجِّرون السكان، ويمنعون، بالنار والدمار، كل أسباب الحياة والبقاء عمَّن بقي منهم في المنازل والقرى الحدودية. ثم يتقدَّمون محاولين الاحتلال، فإذا نجحت محاولتهم، بعد تكبدهم خسائر بشرية ومادية كبيرة، يُظْهِرون عجزا عسكريا وقتاليا عن البقاء، وكأن "الاحتلال" في الجنوب من النوع السريع الزوال.

ومع ذلك لا خيار لهم إلا ما هو أقرب إلى "الاضطرار" منه إلى "الخيار". إنَّ عليهم أن يسابقوا الزمن، وأن يهيِّئوا لـ "القوة الدولية" التي ينتظرون أرضا تكفي للإقامة "الآمنة" والعمل "المجدي". وقد "ينجحون"؛ ولكن في معنى يجعل من الصعوبة بمكان تمييز "النجاح" من "الفشل"، و"النصر" من "الهزيمة". وقد نرى "شريطا" بين أيديهم؛ ولكن أي شريط؟!

إنه شريط، ومهما اتسع، يقتسمون فيه السيطرة العسكرية مع "حزب الله"، فهم يحتلون بالنار أو بالجند مواقع ومناطق جنوبية تخلو من مقاتلي "حزب الله"، وبمنأى نسبي عن قوَّتهم النارية.

لقد أصابوا حليفهم الاستراتيجي بصدمة استراتيجية كبرى، فهو أتاهم طالبا العون والمساعدة، فحاله في العراق وأفغانستان (وفي حربه الباردة مع إيران والتي قد تتحول إلى ساخنة) تجعله "عزيز قوم ذل"، وتدعونا، بالتالي، إلى أن نرحمه.

أتاهم معتقدا أن "الشرق الأوسط الكبير أو الأكبر أو الجديد"، والذي عجز عن خلقه في حروبه، وبحروبه، هناك، سيُخْلَق عمَّا قريب بفضل نصر عسكري كبير ولا ريب فيه يحرزه، في لبنان، الجيش الذي استسهل الانتصار على العرب في كل المعارك التي دخلوها بكل ما أٌُوتوا من مواهب الخطابة وبسلاح يدعى "طول اللسان وقصر اليد"، فإذا به يرى "المُعين" في حاجة إلى من يعينه، ويحفظ له ليس هيبته وقوة ردعه وإنَّما ماء وجهه فحسب.

ولو توخَّى كلاهما الموضوعية في الاستنتاج لاستنتج أن الآخر غدا عبئاً استراتيجيا عليه، فلا بوش مُنْقِذ لاولمرت، ولا اولمرت مُنْقِذ لبوش، فسبحان مغيِّر الأحوال!

إلى أين، ومن أين، ستأتي "القوة الدولية"؟! أتأتي إلى شريط يشبه "حقل ألغام"، فـ "المنطقة العازلة" ليست بـ "عازلة"، و"النظيفة" ليست بـ "نظيفة"، فمقاتلو "حزب الله" مزروعون في كل قرية وموقع ومنطقة لم يتمكَّن الجيش الإسرائيلي من احتلالها بالنار أو بجنده، أي أنَّهم مزروعون في كل "المنطقة العازلة" تقريبا، فإذا "الحزب" رفض انتشار "القوة الدولية" في تلك المنطقة فلن تتمكَّن من الانتشار. أما "الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة فلن يأتي بما يقيم الدليل على أنه أذكى من القنابل الذكية. قد يرفض "حزب الله" مجيئهم، وقد يصرون على المجيء، فهل يأتون إلى جنوب لبنان من شمال إسرائيل؟!

"فن الإكراه" فشل؛ وليس النصر سوى أن يتمكَّن "حزب الله"، وأن يُمكَّن، من الحيلولة بين "فن الإقناع" وبين النجاح حيث فشل "فن الإكراه". ومن أجل ذلك، لا بدَّ أوَّلا من أن يبدأ العمل بدفن "الشرق الأوسط الجديد"، الذي وُلِد ميتا، في مقبرة بنت جبيل وعيتا الشعب ومارون الراس والطيبة ومركبا.. وفي قانا والقاع حيث ارتُكبت مجزرة "قاعْنا".

والدفن يبدأ بوقف تام للحرب الإسرائيلية على لبنان، وبخروج الجيش الإسرائيلي فورا من كل أرض لبنانية احتلها، ومن مزارع شبعا وتلال كفر شوبا على وجه الخصوص، وبعودة النازحين من أهل الجنوب إلى قراهم ومنازلهم.. وبعد ذلك، يصبح ممكنا الحديث في كل شيء، وعن أي شيء، فثمة "مسافة سياسية" بين "الفوري" و"الدائم" من وقف إطلاق النار، ولا بد من اجتيازها بحوار بين اللبنانيين أنفسهم، وبتفاوض بينهم، بعد اتفاقهم وتوافقهم، وبين آخرين، فالمبدأ الذي لا يعلوه مبدأ إنَّما هو "تحرير شبعا من غير أن تُحْتَلَّ بيروت!".

"حزب الله" لم يأتنا بـ "خير خالص" إذ قام بكل ما قام به حتى الآن، فبعض من "الشر" أتانا مقترِنا بخيره، فدولنا ما أن أوشكت أن تُخْرِج من قلوبها كل هذا الرعب الإسرائيلي حتى دخل فيها رعب جديد يبثه في كل اتجاه مثال "حزب الله" في مواجهة إله الرعب الإسرائيلي، وكأن قدرها أن تعيش دائما في الرعب، وبالرعب.

ولو كان لها أن تقول قولا بليغا الآن لقالت: "لقد قامت إسرائيل بمغامرة غير محسوبة العواقب، ولسوف ننأى بأنفسنا عن مغامرتها، وعن كل ما تمخَّضت، وتتمخَّض، عنه من عواقب". ولقالت أيضا للولايات المتحدة: "إنَّ فاقد الشيء لا يعطيه.. لقد فشلتم في العراق، وفشلتم في الدفاع عن أعز ما تملكون وهو إسرائيل، فكيف لنا، بعد ذلك، أن نعلل أنفسنا بوهم أنَّ في استخذائنا لكم نملك أسباب البقاء؟!".

أمَّا لو أرادوا استرجالا يعوِّضون فيه بعضا من نقص الرجولة لعقدوا اجتماعا في بيروت ليس لوزراء الخارجية، وإنَّما لوزراء الدفاع، فلا بأس من الاسترجال إذا ما استعصت الرجولة!".

كنا نعتقد أننا، أي نحن المواطنون العاديون من العرب، لا نملك إلا نزرا من "حرِّية التعبير" عن مشاعرنا وآرائنا ومواقفنا الحقيقية، فإذا بنا نرى حكوماتنا ودولنا، أي مواطنونا غير العاديين، يقلِّون عنا في "حرِّية التعبير" التي يملكون، فهم يشتمون، نهارا، العدوان الإسرائيلي على لبنان؛ ثمَّ يصلُّون، ليلا، من أجل أن يُهزم مثال "حزب الله" شر هزيمة!

أليست هذه هي "الباطنية السياسية" بعينها؟! أليس أسوأ ضعف أن نكون في ظاهرنا غير ما نحن في باطننا، وأن نكون في باطننا غير ما نحن في ظاهرنا؟!

إلى متى يظل القتل في لبنان، والموت عندنا؟! إلى متى تظل الحرب هناك، والراية البيضاء في عواصمنا؟!

في لبنان، كل الموت والدمار؛ ولكن لا رعب. أمَّا عندنا فكل الرعب؛ ولكن من غير موت أو دمار، فلْنَنْعُم بازدهار سياحي، ولنعقد اجتماعاتنا العربية، من الآن وصاعدا، على مستوى وزراء السياحة فهُم أدرى بمصالحنا القومية، ويفهمون "السياسة" على أنها "سياحة"، وعلى أنها كل ما يعود بالنفع والفائدة على المواسم السياحية، فبئس أمَّة لم يبقَ لديها من فهم للحياة إلا الفهم الذي يجعل هيفاء وهبي عشرات الملايين من العرب!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!
- بعض من السمات الجديدة للصراع
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!