أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - لم يحضروا وإنَّما احتضروا!














المزيد.....

لم يحضروا وإنَّما احتضروا!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 10:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المشهد الرسمي العربي في بيروت لم أرَ فيه، ومن خلاله، إلا مجلس الأمن الدولي، الخاضع لبولتون المُخْضِع له الفرنسي جان مارك لا سابلير، وهو يتوفَّر على منع "حزب الله" من أن يقطف الثمار السياسية للهزيمة العسكرية ـ الاستراتيجية التي ألْحقها بالجيش الإسرائيلي، وإكراهه، بالتالي، على قبول تحويل نصره العسكري الذي لا ريب فيه إلى هزيمة سياسية، يمنى بها، أيضا، كل القائلين بخيار المقاومة القومية من العرب، وباستنساخ الممكن والضروري من نموذجها الجديد الذي بسطه "حزب الله" وشرحه خير شرح من خلال التجربة. ولم أرَ فيه، ومن خلاله، بالتالي، إلا ما يضاد مشهد المقاومة والبطولة والصمود.. والنصر في لبنان، وفي جنوبه على وجه الخصوص.

لِمَ كل هذا "البكاء السياسي" الذي عرفه اجتماع وزراء الخارجية العرب في وقت قرَّر شعب لبنان أن يكتب "الحل" بالدم، الذي وحده يغسل عار العرب ويصنع لهم أكاليل الغار، وليس بالدمع السياسي الذي يعجز حتى عن جعل العالم يشفق عليهم؟!
لم أرَ في الاجتماع إلا اقتراحا لبنانيا واحدا هو دموع السنيورة، وقرارا عربيا واحدا هو تصفيق الوزراء العرب لها وهم واقفون!

كنتُ أتمنى أن يسيل دمع السنيورة بكاءً عليهم، ففي المشهد الخلفي لم أرَ في حضورهم إلا احتضار الكرامة القومية العربية، فهم جاءوا إلى بيروت وكأنهم هم الذين يخضعون للاحتلال الإسرائيلي، فهلا أخبروا شعوبهم كيف جاءوا.

إنهم لم يجرؤا حتى على التنويه بمقاومة "حزب الله" التي كانوا ينتظرون سماع خبر القضاء عليها بعد ساعات، أو أيام، من حرب "الشرق الأوسط الجديد"، فيَصْدُق قولهم "إنها مغامرة غير محسوبة العواقب". وقد أرادوا لنا أن نفهم تلك المقاومة على أنها رجس من عمل الشيطان "الإيراني الشيعي" الذي لم يفتح النار على إسرائيل إلا ليحرق "العرب السنة"، دولا وشعوبا. أقول ذلك وأنا أعلم أنَّ لـ "إيران الفارسية ـ الشيعية ـ النووية" مصلحة في الإفادة سياسيا من الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، والتي ما كان لها أن تقع لو لم تردها إسرائيل والولايات المتحدة، التي قدَّستها إذ وصفتها بأنها الألم الذي لا بد منه لولادة الشرق الأوسط الجديد. أعلم ذلك؛ ولكني لا أعلم السبب الذي منع الدول العربية من أن ترى مصلحة عربية قومية في الانتصار لـ "حزب الله" في أسره الجنديين الإسرائيليين، وفي مقاومته البطولية الناجحة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، والذي يرتبط بـ "الشرق الأوسط الجديد"، وليس بأسر الجنديين الإسرائيليين، ارتباط النتيجة بسببها.

الولايات المتحدة فشت بنفسها "السر" إذ أكدت العلاقة السببية بين "الحرب" و"الشرق الأوسط الجديد"، وإذ حرصت على إظهار نفسها على أنها هي التي تقود وتوجِّه سياسيا الحرب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي. "الشرق الأوسط الجديد" مع ارتباطه العضوي بالحرب الإسرائيلية على لبنان، ليس بفكرة، أو خطة، وُلِدت بَعْد، وبفضل، أسر "حزب الله" للجنديين الإسرائيليين، فلو كان كذلك لصدَّقْنا أمرين: الأول هو أن إيران هي التي أشعلت فتيل الحرب إذ "أمرت" مرؤوسها، أي "حزب الله"، بفعل ما فعل، مكرِهةً إسرائيل، بالتالي، على شن الحرب على لبنان. والثاني هو أنَّ الولايات المتحدة استُفِزَّت، فَوُلِدَت من استفزازها فكرة "الشرق الأوسط الجديد"، الذي سيُوْلَد عمَّا قريب من الحرب!

"حزب الله" بأسره الجنديين الإسرائيليين إنما عكَّر المياه، التي ما أن تعكَّرت حتى أغرت هذا الصيَّاد، أو ذاك، أو ذلك، بالاصطياد فيها؛ ولكن "الصيَّاد العربي" فحسب هو الذي لم يصطد؛ لأنَّه هو الذي أفْقَد نفسه بنفسه القدرة على الاصطياد.. وبعد ذلك، ومع ذلك، يريد أن يأكل سمكاً!

لقد دعوه "الكِرام" في بنت جبيل إلى أن يأكل معهم، ومثلهم، من السمك الوفير والشهي الذي اصطادوه، فأبى واستكبر، ثمَّ يمَّم شطر مائدة اللئام في نيويورك لعلَّه يظفر بالحسك، أي بتعديل يضر ولا ينفع، يُدْخِله على مشروع القرار "الدولي"، الذي كتبته إسرائيل بقلمها الذي تُمسِك به ثلاثة أصابع: إصبعان لبولتون، وإصبع لجان مارك لا سابلير.

لقد اجتمعوا؛ ولكن متى اجتمع العرب من أجل العرب؟! متى حاربوا من أجل بلدانهم حتى يقولوا إنهم لن يحاربوا من أجل لبنان؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!
- -القدرية- في حياتنا اليومية
- لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!
- بعض من السمات الجديدة للصراع
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - لم يحضروا وإنَّما احتضروا!