أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - تناقض يطلب تفسيرا!














المزيد.....

تناقض يطلب تفسيرا!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 06:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


العرب من الراغبين في أن يتمكَّن مقاتلو "حزب الله" من إذاقة إسرائيل هزيمة عسكرية، ولو صغيرة، أي الغالبية العظمى من المواطنين العرب، أبدوا كثيرا من الاهتمام العسكري بوضع الترسانة الصاروخية للحزب، فهم كانوا يتمنون سقوط مزيد من الصواريخ على إسرائيل، وأن يعطي سقوطها نتائج أفضل؛ وإنْ بدوا متخوِّفين من نفادها، فهي لا تزيد عن نحو 12 ألف صاروخ. تخوُّفهم من تدميرها كان أقل، فالضربات الصاروخية لـ "حزب الله" كانت تجيئهم بمزيد من الأدلة على أن إسرائيل، تبالغ كثيرا، أو تكذب، في زعمها تدمير جزء كبير من تلك الترسانة. واهتموا، أيضا، بصواريخ الحزب المضادة للدروع، والتي بفضلها صُنِع جزء كبير من النصر العسكري على الجيش الإسرائيلي. وظلوا يترقَّبون استعمال الصواريخ "بعيدة المدى" من تلك التي تسمى "الزلزال".

"حزب الله"، مقارنةً بما تملكه الدول والجيوش العربية، يُعَدُّ حزبا أعزل، أي لا يملك سلاحا؛ ومع ذلك جاءنا بتجربة قتالية تؤكِّد لنا، وتُظْهِر، قانونا جديدا لـ "الأمن القومي العربي"، يمكن صوغه على النحو الآتي: "سلاح أقل، فأمن (قومي) أكثر".

نحن لم نرَ حتى انتهاء الحرب الإسرائيلية غير المنتهية على "حزب الله" إلا فعل ونتائج قانون "إضعاف وتقويض الأمن القومي العربي"، فالدول والجيوش العربية كلما تسلَّحت أكثر ضعف الأمن القومي العربي أكثر، وكأنها لا تتسلَّح، وتزداد تسلُّحا، إلا في سبيل ذلك!

العالم العربي هو أكبر مستودع للسلاح في العالم، بل في التاريخ. حتى الولايات المتحدة أشكُّ في أنها تملك مثله مستودعا، وإنْ كانت تملك أكثر كثيرا مما يملكه العالم العربي من سلاح، فالسلاح الموجود لديها ليس في شكل "مستودع"، وإنَّما في شكل حجارة تبتني منها قوة عسكرية للسلم والحرب.

نحن العرب لا نظير لنا بين الأمم، فإننا ننفق، أو يُجْبِروننا على أن ننفق، مئات المليارات من الدولارات على التسلُّح الذي يضر ولا ينفع، والذي هو "نتيجة" لنقص الاستقلال في الإرادة السياسية العربية العليا، و"سبب"، في الوقت نفسه، لمزيد في هذا النقص، فلو كنا أحرارا أكثر لما اشترينا كل هذا السلاح، ولو كنا أحرارا أكثر لعاد علينا شراؤه بمزيد من الأمن القومي، والاستقلال القومي، الذي سنراه في وضوح عندما نقول للولايات المتحدة: "لا، لا نريد شراء السلاح"!

أين هي أموالنا الطائلة؟ مِن بيع بضاعة بثمن أقل كثيرا، وكثيرا جدا، من "ثمنها الحقيقي"، الذي هو الوجه الآخر لـ "استقلالنا الحقيقي"، نجنى مئات المليارات من الدولارات، فنضخ، أو نستثمر، جزءا كبيرا منها في اقتصاد الولايات المتحدة، وكأننا بعملنا الاقتصادي هذا نفقد، عمليا، ملكيتنا لذاك الجزء؛ ثمَّ نلبي طلبهم إنفاق جزء كبير آخر في شراء أسلحة ومعدات عسكرية لهم مصلحة اقتصادية في بيعها لنا، فـ "نملكها" من غير أن نملك حق استعمالها بما يخدم مصالحنا القومية، ويعزِّز أمننا القومي، وكأننا نملكها من أجلهم ولهم.. وكأننا لا نُعِدُّ لهم ما استطعنا من قوة إلا لنَرْهَبَهُم أكثر!

لو أنَّ العرب أضربوا عن شراء السلاح من الولايات المتحدة لما احتاجوا إلى نقل، أو إعادة، "ملف السلام" إلى مجلس الأمن الدولي، ولَحَصَلوا على السلام الذي يريدون عبر "الوسيط" ذاته الذي أفقدهم ثقتهم به، أي عبر الولايات المتحدة.

"حزب الله" أنفق قروشا على التسلُّح، فهُزِمت إسرائيل؛ والعرب جميعا أنفقوا مئات المليارات من الدولارات على التسلُّح، فمضت إسرائيل من نصر إلى نصر، وفقدنا مزيدا، ومزيدا، من الأمن القومي العربي، فهلا فسَّرنا هذا التناقض.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الأخلاق النووية- للولايات المتحدة!
- رياح الحرب ذاتها تتجه نحو إيران!
- غيض من فيض الدروس!
- -الدولة الأمْنِيَّة-.. قانون -الرعب المتبادَل-!
- لغز الموت!
- حزيران الذي انتهى في تموز!
- نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!
- الاحتلال -الفارغ-!
- هذا القرار يجب أن يسقط!
- -أنا- و-الآخر-!
- دبلوماسية لإطالة زمن الحرب!
- لم يحضروا وإنَّما احتضروا!
- يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!
- -القدرية- في حياتنا اليومية
- لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - تناقض يطلب تفسيرا!