أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!














المزيد.....

نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 08:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



بعض خصوم، أو أعداء، "حزب الله" من القيادات والقوى السياسية اللبنانية فضَّلوا الإقرار والاعتراف، حتى قبل "التوقُّف الكامل للأعمال الحربية"، بأنَّ الحزب قد انتصر (عسكريا وميدانيا) ولكنَّهم تساءلوا، تساؤل الذي له مصلحة في التشكيك في لبنانية دوافع وأسباب العمل العسكري الذي قام به "حزب الله" والذي "أدَّى إلى" شن إسرائيل لحربها على لبنان، عن الجهة التي إليها سيهدي الحزب هذا النصر الذي أحرز. في تساؤلهم إنَّما أرادوا أن يقولوا إنَّ "حزب الله" سيهدي نصره العسكري إلى "أوليائه" في إيران (وسورية) ولن يهديه إلى لبنان. ولو سُئِلوا كيف يمكن ويجب أن يكون إهداؤه النصر إلى لبنان لانتهت كل إجاباتهم إلى ما يشبه دعوة الحزب إلى الانتحار السياسي والشعبي، فَهُم إنَّما يريدون السطو على هذا النصر، ثمَّ إهداءه إلى المهزومة إسرائيل، وإلى أرباب قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559.

هُم الآن، أو من الآن وصاعدا، سيخاطبون اللبنانيين قائلين: الأعمال الحربية توقَّفت. الجيش الإسرائيلي يحتل أجزاء من الأرض اللبنانية جنوب نهر الليطاني. لا بدَّ من "تحريرها". ولكنَّ إسرائيل، المسلَّحة بقرار مجلس الأمن الجديد الرقم 1701، لن تُخْرِج جيشها من تلك الأجزاء وتعيده إلى ما وراء "الخط الأزرق" إلا "بعد" انتشار الجيش اللبناني وقوة "اليونيفيل" الجديدة في الجنوب. ولكنَّ الجيش اللبناني (ومعه تلك القوة الدولية) لن ينتشر إلا "بعد" أن تخلو المنطقة ما بين "الخط الأزرق" ونهر الليطاني من كل "سلاح غير شرعي" و"مسلَّح غير شرعي".

وإذا رفض "حزب الله"، وينبغي له أن يرفض، الاستخذاء لهذا الشرط الإسرائيلي القَلْب سيقولون في الجزء الثاني من خطابهم: أُنْظروا، ها هو "حزب الله" يقف ضد الجيش والشرعية اللبنانية، ويقف ضد حق لبنان في "تحرير" ما احتلته إسرائيل من أرضه في حربها الأخيرة عليه، ويتحمَّل، بالتالي، مسؤولية بقاء واستمرار هذا الاحتلال.

أمَّا إذا فتح "حزب الله" النار على هذا الاحتلال الإسرائيلي فسيقولون في الجزء الثالث والأخير من خطابهم: لقد خرق "حزب الله" قرار "الوقف الكامل للأعمال الحربية"، محرِّضا، بالتالي، آلة الموت والدمار الإسرائيلية على استئناف عملها في الجنوب وفي سائر لبنان. وعندئذٍ، قد يُصْدِر مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا يستند إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

إذا لبَّى "حزب الله" ذاك الشرط، الذي هو إسرائيلي القَلْب، فسوف يقوم الجيش اللبناني المنتشِر في تلك المنطقة، وبالتعاون مع قوة "اليونيفيل" الجديدة، بتفتيش البيوت هناك بيتا بيتا بحثا عن أسلحة وذخائر "غير شرعية". وبعد ذلك، تبدأ المرحلة الثانية من عملية "تفكيك" الحزب الذي هَزَم الجيش الذي لا يُقهَر، فلا أسلحة وذخائر جديدة يمكن أن يتلقاها "حزب الله"، برا وبحرا وجوا. ومع إنجاز المرحلتين الأولى والثانية، يصبح ممكنا إنجاز المرحلة الثالثة والأخيرة وهي تنفيذ (أو استكمال تنفيذ) البند الخاص بسلاح "حزب الله" من قرار مجلس الأمن الرقم 1559، فلِمَ يظل الحزب محتفظا بسلاحه وقد انتشر الجيش اللبناني في الموقع الجغرافي للمقاومة؟!

"حزب الله"، ومعه لبنان وشعبه، يحتاج إلى شيء من "الهدنة"، أو "شبه الهدنة"؛ ولكنَّ هذا الاحتياج لا يعني، ويجب ألا يعني، التأسيس لوضع يتخلى فيه "حزب الله" عن مقاومته، سلاحا وموقعا، فبقاؤه في الحال العسكرية والقتالية التي بفضلها هُزِمت إسرائيل عسكريا شرَّ هزيمة هو خط أحمر ينبغي للحزب ألا يتجاوزه في أي حال. إنَّ القرار "الدولي" الذي وُلِدَ في نيويورك يجب أن يموت ويُدْفن حيث يتوفَّر أربابه على إقامة "المنطقة الأمنية المنزوعة المقاومة، سلاحا ورجالا". وأحسب أنَّ الحرص الحقيقي على لبنان يمكن ويجب التعبير عنه بالدعوة إلى الاستمساك بهذا "السلاح" الذي هَزَم إسرائيل، وبتقويته، فالجيش اللبناني مهما قوي وتعزَّز وتسلَّح لن يفعل، في الدفاع عن لبنان، أكثر مما فعل في ثكنة مرجعيون، فهذا الجيش لا يلبِّي حاجة قتالية قومية، وإنَّما حاجة سياسية داخلية. ولو أريد للبنان أن يظل محتفظا بالنصر لاختار لجيشه دورا مُكمِّلا ومساعِدا لدور "حزب الله"، فلا يُجرِّب المجرَّب، ولا يتخلى عن المجرَّب، إلا كل ذي عقل مخرَّب!

لقد أعْجَزَ "حزب الله" جيش إسرائيل عن هزيمته، وهَزَمَهُ، فهل بعد ذلك يخشى أولئك الذين جُبِلوا سياسيا وفكريا على "خشية إسرائيل"؟!

إسرائيل هُزِمت في الميدان؛ وكل من يرى رأيا آخر إنَّما هو من أولئك الذين يطلبون دليلا على وجود النهار. أمَّا الولايات المتحدة فتريد أن تقول عبر قرارها "الدولي": بفضل نفوذي العالمي والعربي واللبناني، ستنتصر إسرائيل سياسيا ولو هُزِمت عسكريا!

فَلْتُهْزَم في قولها هذا!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال -الفارغ-!
- هذا القرار يجب أن يسقط!
- -أنا- و-الآخر-!
- دبلوماسية لإطالة زمن الحرب!
- لم يحضروا وإنَّما احتضروا!
- يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!
- -القدرية- في حياتنا اليومية
- لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!