أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - رياح الحرب ذاتها تتجه نحو إيران!














المزيد.....

رياح الحرب ذاتها تتجه نحو إيران!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 06:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"الشرق الأوسط الجديد"، الذي تسرَّعت وزيرة خارجية الولايات المتحدة رايس في التبشير بقرب ولادته من الحرب التي شنَّتها إسرائيل على "حزب الله"، لم يُوْلَد؛ لأنَّ رياح تلك الحرب لم تجرِ بما تشتهي سفينة "الشرق الأوسط الجديد"، التي لم تغرق بعد، فالحرب على "حزب الله"، والتي خاضتها إسرائيل بجيشها، وقادتها الولايات المتحدة، في المقام الأول، سياسيا، ألحقت بالدولة اليهودية هزيمة عسكرية استراتيجية؛ ولكنها احتفظت بما يؤدي إلى استئنافها من أسباب ومبررات إذ انتهت، عبر قرار مجلس الأمن الرقم 1701، إلى ما يسمى "الوقف التام للأعمال القتالية"، أي إلى حفظ "حق" إسرائيل، التي يشق عليه ابتلاع تلك الهزيمة، في خرق الهدنة الهشَّة.

إدارة الرئيس بوش ما زالت مصرَّة على المضي قدما في سعيها الحربي لتوليد "الشرق الأوسط الجديد"، الذي من خواصه الجوهرية جعل إيران في عجز دائم عن امتلاك السلاح النووي على الرغم من أن طهران ما انفكَّت تؤكد التزامها الاستعمال السلمي للطاقة النووية.

إنَّ لإيران الحق في امتلاك السلاح النووي، والحق في نفي عزمها على امتلاكه، فليس من دولة نووية في العالم أعلنت عزمها امتلاك السلاح النووي قبل أن تمتلكه. ولا شك في أن الترسانة النووية الإسرائيلية هي المَصْدَر الأول الذي منه تستمد إيران شرعية حقها في أن تصبح قوة عسكرية نووية.

إيران لن تتخلى عن سعيها إلى امتلاك السلاح النووي؛ والولايات المتحدة وإسرائيل (مع قوى أخرى دولية وإقليمية) لن تتخليا عن سعيهما لإحباط السعي النووي الإيراني. وأحسب أنَّ التسليم بهذا وذاك يمكن ويجب أن يقودنا إلى الاستنتاج الآتي: الضربة العسكرية لإيران آتية لا محالة، وليست "الدبلوماسية" الدولية والإقليمية سوى جهد ووقت يستنفدان في الإعداد والتهيئة لتلك الضربة، التي، في وسائلها وأساليبها وأسلحتها، لن تكون، في المقام الأول، غير "الحرب عن بُعْد".

وفي سياق الإعداد والتهيئة لـ "الجولة الإيرانية" من حرب "الشرق الأوسط الجديد"، لا بد من أن تجيب الولايات المتحدة إجابة جيدة عن السؤال الآتي: كيف يمكن درء مخاطر الحرب عن المنشآت النفطية في الساحل الغربي (أي العربي) من بحر الخليج، وعن مضيق هرمز الذي تعبره ناقلات النفط؟ الإجابة الجيدة ليست بـ "الإجابة العسكرية"، أو ليست بـ "إجابة عسكرية فحسب"، فالصواريخ الإيرانية تظل قادرة على التسبُّب في كارثة نفطية عالمية.

إنَّ "الإجابة السياسية" هي الجيدة على ما يبدو. ويمكننا أن ندرج في سياق ذلك تغييرا سياسيا عربيا إيجابيا محتملا (ومرتقبا) في الموقف من إيران، أو من نزاعها النووي مع الولايات المتحدة، فإسماع إيران مواقف عربية جديدة تقع موقعا حسنا في نفسها قد يحمي المنشآت النفطية العربية في الخليج ومضيق هرمز أكثر كثيرا مما تستطيعه صواريخ "باتريوت"، وغيرها من وسائل الحماية العسكرية.

وحتى تتشجع سورية على أن تقف من ضرب إيران موقفا "جيدا" لا بأس من أن تُوْهِم وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني دمشق أن الإخفاق العسكري الإسرائيلي الكبير في لبنان يمكن أن يُتَرْجَم باستعداد إسرائيلي لتفاوض سياسي جديد وجاد معها.

ولا بأس، أيضا، من إظهار استعداد إسرائيلي لفتح صفحة (عسكرية وسياسية) جديدة مع الفلسطينيين، فيُنْجَز من "الحل" ما يسمح بقيام حكومة فلسطينية ائتلافية.

أما "حزب الله" فيجب أن يتعرَّض لضغوط تكفي الولايات المتحدة وإسرائيل شرَّ اقتران الحرب على إيران بجولة ثانية من الحرب بينه وبين إسرائيل، فهذه الجولة، التي جاء قرار مجلس الأمن الدولي ليحفظ لها الأسباب والمبررات، يمكن أن تبدأ في الوقت الذي تراه الولايات المتحدة وإسرائيل مناسبا.

بقي العراق حيث النفوذ الإيراني المتزايد فيه، وفي جنوبه على وجه الخصوص، يمكن أن يُتَرْجَم بمزيد من الخسائر العسكرية البشرية والمادية للولايات المتحدة. وليس من سبيل إلى إحباط المسعى الإيراني المحتمل هذا سوى صبِّ مزيد من الزيت على نار الصراع البغيض بين السنة والشيعة من عرب العراق، فنهج الزرقاوي، بلونيه السني والشيعي، سنراه "يزدهر" من الآن وصاعدا، فهذا النهج هو خير سلاح تملكه، أو تستخدمه، الولايات المتحدة وإسرائيل في حربهما من أجل توليد "الشرق الأوسط الجديد".

وهنا لا يمكننا أن نبرِّئ ساحة إيران التي لمصلحة من مصالحها الضيقة حالت بين الشيعة من عرب العراق وبين أن يؤسِّسوا لهم وللعراق قوة عسكرية وسياسية من نمط "حزب الله" في لبنان.

الحرب من أجل ولادة "الشرق الأوسط الجديد"، بدأت بحرب على "حزب الله"، انتهت إلى نتائج جعلتها غير منتهية بعد. ولسوف تَعْرِف في الحرب على إيران مرحلتها الثانية. أما الجولة الثانية من الحرب على "حزب الله" فقد تغدو جزءا من مرحلتها الثالثة، التي قد تنتهي بشن حرب على سورية، التي لم تجرؤ حتى الآن على اغتنام كثير من الفرص، وآخرها الفرصة التي أتاحها لها "حزب الله".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيض من فيض الدروس!
- -الدولة الأمْنِيَّة-.. قانون -الرعب المتبادَل-!
- لغز الموت!
- حزيران الذي انتهى في تموز!
- نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!
- الاحتلال -الفارغ-!
- هذا القرار يجب أن يسقط!
- -أنا- و-الآخر-!
- دبلوماسية لإطالة زمن الحرب!
- لم يحضروا وإنَّما احتضروا!
- يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!
- -القدرية- في حياتنا اليومية
- لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!
- شعار رايس مترجَما بالعربية!


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - رياح الحرب ذاتها تتجه نحو إيران!