أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه














المزيد.....

التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7084 - 2021 / 11 / 22 - 20:24
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



من مفارقات القدر وسخرياته المرّة والكبرى، أن تحطّ، قبل فينة، طائرة أكبر مسؤول عربي تقود بلاده قاطرة التطبيع وإعادة العلاقات مع ما تسمى إسرائيل، وأقامت لذلك علاقات كاملة وتبادل سفراء مع إسرائيل، (وتنويهاً كانت ذات الدولة قد منحت، مؤخراً، جنسيتها وجوازها "الذهبي" لخمسة آلاف مواطن إسرائيلي في وقت تضنّ فيه، كغيرها من الشقيقات، ورجاء ممنوع الضحك، على السوري البسيط العادي بفيزا عمل، والتي لا تحصل إلا بإجراءات دونها خرط القتاد، وتوصد هذه الدولة "الشقيقة" أبوابها بوجه فقراء لاجئين)، ويـُستقبل هذا المسؤول استقبالاً رسمياً بروتوكوليا ودبلوماسياً عالياً، ويحتفى به بمراسم رئاسية، وذلك على مبعدة أمتار قليلة، فقط، مما يسمى بـ"مكتب مقاطعة إسرائيل"، دون أن تسمع ولو "نحنحة" بسيطة وسعالاً أو مجرد "خشخشة"، في أرجاء وردهات المكتب الشهير أو أحد منابر ومعابد المقاومة الشهيرة وأبواقها الكثيرة، مقارنة بزمن صهيل مضى، كانت تصب فيه حمم ذات الأبواق، على ناشط أو كاتب مسكين يبدي رأياً "مرناً" بالصراع مع إسرائيل.
وقد يبدو من باب التصادف المحض، فقط، أنه كانت قد جرت قبل أيام من هذه الواقعة، اتصالات أخرى، وعلى مستويات عالية، أيضاً، بين سوريا، وبين دولة جارة، وشقيقة، كانت ذات يوم دولة "طوق" و "مواجهة" لكنها باتت تقيم، ومنذ عقود خلت، علاقات دبلوماسية ثابتة وراسخة مع "الكيان" الإسرائيلي.
ولقد زعمت سوريا ولوقت طويل أنها تقود جبهة الرفض والمقاومة ومناهضة التطبيع ضد ما يسمونه هنا رسمياً، بـ"الكيان الإسرائيلي"، ومـُنحت دمشق كمتزعمة لجبهة الصمود والتصدي ومقاومة الإمبريالية والصهيونية العالمية شرف استضافة وزعامة مناهضة التطبيع وكانت الأعلى صوتاً بين الجميع، بمناهضة التطبيع، واختارت جامعة الدول العربية، أيام "النطوطة" و"الصهيل" القومي العربي، سوريا كمقر رسمي معتمد لـ"مكتب مقاطعة إسرائيل"، الذي لا يزال شامخاً في "عرين العروبة" (دمشق أي عاصمة الاحتلال العربي والإسلامي الذي يحتفي به القوميون ويـُعلون كثيراً من شأن هذا الاحتلال والغزو ويسمونه بالفتوحات)، ويراقب، وعلى أساس، كل ما تسمى عمليات وحركة التطبيع ويدوّن، كعريف الصف الغليظ، أسماء المطبـّعين مع الكيان الإسرائيلي، ويصدر القرارات والفرمانات والمواقف ضدّهم وضد كل من له علاقات مع إسرائيل.
وحقيقة، كان، موضوع التطبيع مع إسرائيل أمراً إشكالياً شائكاً، ومسبباً لحالة استقطاب حادة بين العرب والمستعربين، بين مطبع ومناهض للتطبيع، بين طالب ورافض له، وأدى لنشوء حفلات تخوين كبرى، بين فصائل وقبائل وشرائح متعددة من العرب والمستعربين على حد سواء، أدت لحالات قطيعة ومعارك إعلامية طاحنة واتهامات بين الفريقين، وأصبح التطبيع بنظر كثيرين عبارة عن خيانة عظمى حقيقية، تستوجب كل أشكال الحساب والعقاب والمساءلة والرد القانوني.
ودارت الأيام، ومرّت الأيام، على قولة أم كلثوم، وبعد أن تعددت "القضايا العربية المركزية" وبعد مخاض الربيع العربي، وطرد سوريا من "وكر الجواسيس" (حسب الخطاب المقاوم)، ينقسم العرب والمستعربون، اليوم، كما انقسموا، ذات يوم، حول حول قضية التطبيع مع إسرائيل، لتصبح القضية هي "التطبيع مع سوريا" بذات الحساسية والأهمية والحدية، التي كانت ترفع، ذات يوم، ضد المطبعين مع إسرائيل وتأخذ أبعاداً ومواقف عربية، وإقليمية، ودولية متباينة حيالها، لدرجة ربما صار معها، لدى البعض، هناك حاجة لإنشاء "مكتب مقاطعة سوريا"، تماماً كمكتب مقاطعة إسرائيل في دمشق، الذي يخيـّم عليه، اليوم، صمت مهيب، وباتت تصفر الرياح الصفراء صـَفـْراً فيه.
يا سبحان مغير الأحوال، ومن باب العظة والتأمل "الكارمي"، لقد بات السوريون، أصحاب الطرب القومي الأصيل، والذين كان يوزّعون شهادات الشرف والوطنية و"المئيويمي" والنضال القومي ومناهضة التطبيع على الآخرين، بحاجة لشهادات حسن سلوك، وتستجدي علاقة مع هذا، وزيارة من ذاك، وتتفاخر وتتباهى باتصال من هناك، وبلمحة ود من أهيناك، وتتوسل ووتسول الشهادات وتصاريح مرور وعبور من نفس هؤلاء الآخرين "المشبوهين"، والمطبـّعين...
رحم الله جدتي التي كانت تقول: "المثل ما ترك شيئاً وما قاله"، وأستذكر المثل هنا إذ يقول: "طابخ السم ذائقه"، وكما جاء كتب التراث السوري القديم: "كما تـُدين تـُدان، وستكال بذات الكيل الذي كنت فيه للآخرين تكيل"...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي
- البحث عن وطن جميل وجديد
- حظر وتجريم التعليم الديني
- هل جورج قرداحي علوي؟
- تسونامي القرداحي: انحسار المد العروبي
- انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم
- أضواء على حلقة تدمر الشهيرة من برنامج الاتجاه المعاكس
- الديكتاتوريات الهشة: ديمقراطية مرشد الإخوان
- نشأة -الإسلاموفوبيا-: لماذا تخاف البشرية من الإسلام؟
- مدخل لفهم مسألة وأزمة الأقليات
- بعمركم لن تفلحوا بشيء ولن تساووا اليشر:
- الاسلام مرض عقلي
- ضيعة تشرين في ذكرى ما تسمى ب-حرب تشرين-
- سوريا: تدمير التراث النصيري العلوي
- سوريا: أوهام القوة الفارغة
- تقليم مخالب الإخوان المسلمين
- خرافة العروبة وحقيقة الاستعراب
- خرافة الله الواحد الأحد
- جوائز الترضية لملالي طهران
- غزوة البعث الكبرى


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه