أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - ظاهرة بناء المساجد













المزيد.....

ظاهرة بناء المساجد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 14:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بموازاة تأسيس أي بناء وإنشاء أي حي وحتى مجمع سكني بسيط، يهرع المشرفون، وهدياً بالوصايا المقدسة: "إنما يعمر ...من آمن وو... " ويتم على الفور، وقبل الأكل والشرب، بناء مسجد أو جامع وقبل التفكير ببناء المستوصف والمدرسة ودار الحضانة أو مأوى وملجأ للعجزة والمسنين أو حتى "ميتم" للأيتام. وتتفاخر النخب السياسية والاقتصادية بالقيام ببناء هذه المساجد والبروظة بالصلوات فيها،بالمناسبات الدينية والقومية والوطنية، رغم أن ممارساتها الحياتية لا تمت لأي خلق، أو قيم ودين.
ومع كل مظاهر الورع والتقوى والزهد و"الإيمان" التي تبديها هذه النخب ومجتمعاتها، فلا بد للمرء إلاّ أن يتساءل عن مخرجات هذه الظواهر والأداء العام ونتائجها التي تصدمك بالنقيض مما هو متوقع، فلا ترى سوى بيوت الصفيح وأحزمة البؤس والفقر وأزمات الإسكان وانعدام المشاريع التنموية واكتظاظ البيوت بالأطفال والنساء والمواليد الجدد لانعدام المساكن (فيما تبقى الجوامع شاغرة طوال الوقت)، إضافة لغلاء الأجارات والشقق الفاحش (الشقة الجربانة بـ$100 ألف دورار ينطح دورار) مع البؤس والجوع والفقر والانحطاط والتردي العام، والفساد والرشوة، وقلة الأمانة وانعدام النزاهة والشرف والصدق ومأسسة النهب المستشري والنزف المنظم لموارد الدول من قبل الأوليغارشيات القبلية والسلالات العائلية الحاكمة نفسها التي تدعم بناء الجوامع، وتربع هذه الدول بمجملها على مؤشرات الأمم المتحدة للفساد، والقذارة والوساخة والأمية وسوء الأحوال وغياب الأمن والأمان، وتردي التعليم والصحة والخدمات العامة ووو..
ومن هنا لا بد للمرء إلا أن يتسائل لماذا انهارت وتفتت هذه المنظومة وصارت بالحضيض وبمؤخرات الركب رغم أن عدد الجوامع في سوريا، مثلاً، يبلغ 27 الف جامع بتصريح فيه الكثير من التفاخر والمباهاة للحسون مفتي الكيان السوري)، مقابل 8 جامعات، وفي المغرب 41 الف جامع وهناك عائلات كاملة تعيش في المغاور لعدم وجود بيوت للسكن، أما في مصر التي يطمح الانسان فيها لكسرة خبز قرص "طعمية" وملعقة من الفول فيوجد فيها 77 الف جامع، وتشتهر مدينة القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة، ومدينة المعز لدين الله الفاطمي، (تخيلوا وتمعنوا بهذه الألقاب الفخمة، وهو اسم لأحد غزاتها ومحتليها من البدو الأعراب الغزاة المستعمرين الذين دمـّروا الثقافة والتراث المصري العظيم الذي أنتج الإهرامات وأحلوا مكانها ثقافة التمييز والطائفية والتكفير). وأما في السعودية، من حيث طلع البدر عليهم، فيوجد فيها 94 الف جامع، فقط لا غير، واللهم زد وبارك...
وأما حين الحديث عن المشافي فنادرة، تماماً، ندرة الخبز والبنزين في قلب العروبة النابض وعاصمة الاستعراب، وسواها من منظومة ومستوطنات المستعربين، فهناك مسجد دائما في كل حي وزقاق يصلـّون به على المرء حين "يتوكل" ويشدّ الرحال لعند الباري، ويسلم روحه و"الأمانة" له عز وجل وسيكون هناك مئات الملتحين يطلبون له المغفرة ويساهمون بموارته الثرى ومقابلة "الملكان" الخرافيان المستوردان من ثقافة قريش، لكن، بالمقابل، ليس هناك طبيب مختص واحد(الكل صاروا بالصومال ومدغشقر) او كيس سيروم مالح او سرير بمشفى حين يُصاب المرء بأي عارض صحي او يعاني من شدة المرض والجوع ونقص الفيتامينات والبروتين وفقر الدم المنجلي والعوز المناعي المستعصي المنتشر بين جموع الجوعى والمحرومين..
باختصار، اربع دول عربية من اشد دول العالم تخلفا وفسادا فيها 270 الف جامع مقابل 77 جامعة فقط اي، مقابل كل جامعة يوجد 3506 جامع، لا عمل لمؤسسة التجهيل والاستغباء الممنهج، هذه، ولا هدف ظاهر لها سوى نشر الجهل وإكثار القتلة وتبذير الح...***مير المكبوتين المهووسين بالجنس والدم وجز الرقاب وتسويق التخلف والطائفية والعنصرية والتمييز ضد الاقليات وباقي المكونات واحتقار المرأة وإعمال الكراهية والحقد وضرب الوحدة الوطنية والترويج للولاء للخارج باعتباره عاصمة روحية مقدسة وازدراء المواطن وتخريج وتسمين الدواعش وعجول الإرهاب الدولي....
هل عرفتم الآن سر هذه الحروب النزاعات والأحقاد والاقتتال والموت والانحطاط العام والتردي والدم النازف الخارج من محراب هذه الخرائب وثنايا عباءات رجالاتها المليئة بالضغائن والثارات؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خرافات الصحراء المتداولة
- الإلحاد يتقدم والأديان تخسر وتتراجع
- سجناء جلبوع: من ساواك لنفسه ما ظلمك
- دبلوماسية الناقلات: لن يصلح النفط ما أفسده ملالي طهران
- روسيا: أذن من طين وأذن من عجين
- لماذا التطبيع مع العرب حلال؟
- طالبان: عودة الابن الضال
- ليست انتصارات إلهية إنها الحرب الأهلية الأفغانية
- أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟
- ضربة المعلم لواشنطن
- لماذا استوطؤوا حيطان المستعربين؟
- افغانستان: سيناريو الرعب القادم
- أباطيل العروبة
- لتسقط العروبة وشعاراتها وتذهب للجحيم
- نعمة العقل ولعنة الإيمان: فضل العلمانيين والكفار والملحدين ع ...
- ما هي نظرية الخلق؟
- سوريا: رفض الهوية الوطنية
- سوريا: سقوط الأوهام الاستراتيجية
- المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها
- الكيانات الموازية: والطريق إلى الشرق أوسطية


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - ظاهرة بناء المساجد