أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - افغانستان: سيناريو الرعب القادم














المزيد.....

افغانستان: سيناريو الرعب القادم


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6990 - 2021 / 8 / 16 - 16:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


افغانستان: سيناريو الرعب القادم
الكاتب: نضال نعيسة
الحوار المتمدن 16/08/2021
Makhus Village 10:48GMT

مسرحية هزلية ذات إخراج سيء جداً، بدت كلعبة أطفال غير متقنة، ونفـذّت على عجل، وبتسارع مدهش، من قبل أعظم قوة كونية اليوم، في مقابل جماعة إسلامية مسلحة وتنظيم ميليشياوي، يتخذ من العقيدة الإسلامية المتشددة، مرجعية تنظيمية وإيديولوجية، وبنسخة متشددة جداً منه.

لكن الشيء المثير للدهشة وللاستغراب في عملية الهروب، وفيلم الكارتون الامريكاني-الطالباني الكوميدي، هذا، والمسرحية الهزلية، سيئة الإخراج، هو أين كانت تختبىء وتتحصن كل تلك القوات والعتاد والجيوش والافراد والمعدات الثقيلة (راجمات، دبابات، حاملات جنولود)، من الطالبان واين كانت معاقلها وقيادتها ومعسكراتها والتحكم بها وهي التي تتطلب مساحات جغرافية مكشوفة وبنية تحتية وعمرانية كالجسور والطرقات ومقرات الإقامة والإدارة والمعسكرات ومراكز التدريب ووو؟ وهل كان كل هذا غائبا عن انظار الأمريكيين، وقوات التحاف، الذين يحصون الهمسات وغزل آخر الليل على الزعماء من اتباعهم في مخادعهم وقصورهم، وكيف انقض الطالبان، هكذا، وفجاة، وبين لحظة واختها، وكأنّ هناك شيفرة وموعدا على ساعة الصفر بين الطرفين، والفرقاء "الأعدقاء" ابتلع فيها الطالبان افغانستان "بلا ملح"، كما يقال، ما يؤكد وجود تنسيق عالٍ، واتفاق مسبق دُبّر بليل للتسليم والاستلام فيما بين الجانبين بالمفاوضات الماراثونية الطويلة التي جرت على مدى شهور وربما سنوات قبل ان يخرج للعلن بهذا الشكل السايغوني المذل المضحك العجيب (محاكاة لهروبهم المهين أيضا على ذات السيناريو من فييتنام) والذي بدا-أي سيناريو اليوم- وعبر إخراجه السيء، كعملية فرار هروب اكثر مما هو عملية استلام وتسليم تركوا فيها، خلفهم حلفاءهم وعملاءهم المساكين ومخبريهم وكل من تعاون معهم فريسة لشيوخ وكهنة ومشعوذي الحركة التكفيرية الصلعمجية الظلامية الموغلة في توحشها وتخلفها وعدائها لكل ما هو مدني وحضاري وحداثي وإنساني، وأنها كانت، في الواقع، تتهيأ لهذه العملية وتعد العدة لها، مما سيتسبب، لاحقاً، في عمليات انتقامية وثأرية جماعية بين اطراف النزاع الافغاني والمكونات المختلفة مذهبيا وعقائديا ما سيدخل النزاع الافغاني في طور جديد من المواجهات المفتوحة على كل الاحتمالات والولوج في نفق طويل مظلم ودام لا يبدو اي مخرج له ضمن المعطيات القائمة كما هي الكثير من الملفاتوالنزاعات الشرق اوسطية القائمة وكل ما فعلته الولايات المتحدة بعملية الهروب هو تحديد وإعطاء ساعة الصفر لحركة الطالبان، التي لبـّت فوراً، ولم تخيـّب النداء.

والأكثر، إدهاشاً، وارتياباً، هو انعدام المواجهات العسكرية بين الطالبان والأمريكان، وانخفاض وتيرتها لحدود دنياً لا تشكل أي مؤشر على وجود عداء، أو حتى صراع بين الفريقين، وربما كان هناك اتفاق" جنتلمان، من تحت الطاولة بين الفريقين على هذا كله.

لا يمكن إغفال البعد الإقليمي والدولي بالعملية، وتأثيرها على مجريات الاستراتيجيات المختلفة، بوجود فرقاء فاعلين، منخرطين، وسينخرطون، وسيصيبهم "طرطوشة" كبيرة من الانسحاب الأمريكي على الطريقة السايغونية هذه، كالصينيين، والروس، وربما هم المقصودون بآخر المطاف، في عملية الاستنزاف والإشغال والإنهاك، وهي في لب وجوهر الجيل الرابع من الحروب الذي اعتمدته الولايات المتحدة، وهي ضرب المكونات الداخلية والمحلية والإقليمية بعضها ببعضا، والقيادة من خلف وعن بعد.

بالنهاية، فيلم الكارتون بين أمريكان وطالبان، وكا جرى ووفق هذا السيناريو الكوميدي، يعتبر تنازلاً وجزءاً من صفقة وترتيب مع ملالي طهران، أولاً، كحاضن رئيس للطالبان وحليف وحاضن لهم، بشأن الملف النووي ورشوة وهدية بسيطة وعربون محبة ووفاء وتعبيرا عن الشكر والامتنان مع بداية خلافة الرئيس رئيسي الرابح الأكبر فيها مثلث الإخوان الإيراني-الباكستاني-التركي ودفعة على الحساب لقاء الخدمات الجليلة والمهام العظيمة الكثيرة التي قدمها هذا المحور للإمبريالية والصهيونية، في مشروع الفوضى الخلاقة، أو ما عرف بعصر الثورات و"ربيع العرب"، الذي تكلل بمكافأة طالبان بهذا الشكل الغريب، سيلي ذلك دفعات ودفعات لقدام لفرقاء آخرين منهم من "قبض" تعويض نهاية الخدمة لقاء خدماته الجليلة، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أباطيل العروبة
- لتسقط العروبة وشعاراتها وتذهب للجحيم
- نعمة العقل ولعنة الإيمان: فضل العلمانيين والكفار والملحدين ع ...
- ما هي نظرية الخلق؟
- سوريا: رفض الهوية الوطنية
- سوريا: سقوط الأوهام الاستراتيجية
- المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها
- الكيانات الموازية: والطريق إلى الشرق أوسطية
- العرب والمستعربون: مصطلحات يجب ان تعرفها
- انهيار المنظومة القومية العربية وتفككها
- بايدن: الإخوان المسلمون قادمون
- سوريا: ثلاثة وزراء خارجية في خمسين سنة
- سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة
- كيف تخدم الصهيونية مجاناً؟
- الحريري الصغير وحكاية التوزير:
- روسيا: إلحق البوم سيدلك على الخراب
- لآثار الجيو-سياسية الكارثية لانهيار سايكس- بيكو
- في اسباب انهيار وتمزق الكيان السوري
- السوري وكبر المعلاق؟
- قطار التطبيع السريع


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - افغانستان: سيناريو الرعب القادم