أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - قطار التطبيع السريع














المزيد.....

قطار التطبيع السريع


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6682 - 2020 / 9 / 20 - 22:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ثماني دول "عربية" أخرى (تـُشكّل المجموعة الخليجية نواتها الأكبر)، هي على قائمة الانتظار أي الـ Pending"" وهي تسعى لإبرام اتفاقات سلام وإقامة علاقات دائمة وكاملة مع الدولة العبرية، وذلك بعد حوالي سبعين عاماً من حالة العداء والاستعداء الظاهري والخطاب النضالي الدونكيشوتي اللفظي الأجوف ضد إسرائيل، الذي لم يغن ولم يسمن من جوع، وحيث لم ينتصر هؤلاء في أية مواجهة عسكرية معها إلا بالإعلام والإذاعات.
والآن ولو ألقينا نظرة سريعة إلى عدد الدول العربية التي باتت في خانة وحالة السلام مع إسرائيل، فإضافة للدول التي أنجزت اتفاقات سلام منذ عقود خلت، كالأردن ومصر والسلطة الوطنية الفلسطينية، مع انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين، مؤخراً، وقبلهما موريتانيا، واندفاع السودان منذ فترة وجيزة للصعود لقطار التطبيع بعد الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير، فإنه لا يخفى، بذات الوقت، ما للمغرب العربي، ذي العلاقة والوشيجة الاستراتيجية الطيبة والحارة، والتاريخ العريق من التطبيع وعلاقات تحت وفوق الطاولة مع إسرائيل، فسنكون أمام حوالي ست عشرة دولة ناطقة بالعربية قد أصبحت في حالة سلام مع الدولة لعبرية، وبالنظر لدولة، كالجزائر، التي كانت ذا ثقل معنوي واستراتيجي ذات يوم فهي اليوم في وضع الـ Disabled، أي المعطل، وقد استفاقت للتو، وهي تلملم جراحها وتعيش مرحلة انتقالية صعبة وترتب أوضاعها الداخلية كأولوية مصيرية ووجودية بعد الزلزال السياسي القاسي والمدمر الذي قاسته مع تجربة الديكتاتور الفاسد بوتفليقة وعائلته وعملية خلعه الدراماتيكية من منصبه، فهي، عملياً، خارج دائرة الحسابات الاستراتيجية أيضاً، الآن وتعتبر ساقطة تطبيعياً نظراً لتدني الاهتمام الشعبي بالقضايا الخارجية أمام ضغوطات الملفات الداخلية المتعددة، وربما كانت-أي الجزائر- من تلكم التي بشـّر بها ترامب، أمـّا تلك الدول الساقطة استراتيجياً كاليمن، وليبيا، والصومال وجيبوتي (بافتراض أن الأخيرتين دول عربية أصلاً منخرطة بالصراع)، أي تلك التي لا تأثير معنوياً ولا عسكرياً لها في مجرى ما يسمى الصراع العربي االإسرائيلي، فيما العراق المنهك والموزع بين عدة احتلالات ولوبيات ودوائر نفوذ أمريكية - إيرانية - تركية - كردية، وشبه المقسم جغرافياً، فلم يعد يملك أي قرار توافقي حيال إسرائيل وقد خرج تقريباً من سباق ما يسمى بالصراع العربي الإسرائيلي، ولا قيمة أبداً لتلك الرطانات اللغوية والعزف المنفرد الرافض و"الرافضي" الذي يتردد صداه أحياناً هنا وهناك، فيما لبنان منقسم أفقياً وشاقولياً على نحو حاد وعميق حيال العلاقات مع إسرائيل..
ومع هذه اللوحة المتناسقة استراتيجياً فيما يخص العلاقات مع إسرائيل فإن طوق التطبيع "العربي" يكاد يكتمل وأن قطار التطبيع يمضي بسرعة أكبر من سرعة صوت قوى رفض التطبيع وعنتريات الرؤوس الحامية للمواجهة والمنازلات والمناطحات مع إسرائيل والتي ما زالت تعزف، حتى اليوم، أقوى السيمفونيات.
التطبيع، إذن، جارٍ على قدم وساق، وهذا يعني بالتالي، أن صفقة القرن، بخير، وهي على ما يرام، وماضية إلى بر الأمان، ولم يكن دخول قطار التطبيع هذا ساحة المشهد مفاجئاً على أية حال، وعبوره السهل السريع واليسير لكل المحطات "العربية" ودون ضجيج يذكر، وهو "يقتحم" دونما خجل واستحياء، ويمر بزهو وخيلاء على كافة عواصم العرب التي تستقبله الواحدة تلو الأخرى وتفتح ذراعيها له وتستقبله بالورود والرياحين والأهازيج والأغاني والرقصات، وقد احتفت إحدى العواصم المطبـّعة أخيراً بإطلاق أغنية خاصة بالمناسبة تمجد وتشيد بها كما كانت تمجد وتشيد سابقاً بهمروجة القضية المحورية وصولات وجولات الصراع كما في اجتماعات قمم الأعراب الفارغة الجوفاء المخصصة للشجب والاستنكار وإلقاء الخطب والمواعظ القومية العصماء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقط في سوريا: إذا كان طباخنا جعيص شبعنا مرق
- لا تراهنوا على الروس أبداً
- الملكيون أكثر من الملك
- رسالة إلى الرفيق الأمين العام المساعد
- بروفة ودرس عملي بالصمود والتصدي
- حقائق استراتيجية: احذروا من أي تحالف مع الروس
- استعمار حلال واستعمار حرام
- طلب إلى السيد النائب العام المحترم/سوريا
- حقب الطغيان: العودة للدولة المزرعة
- هل غنّت فيروز للتقمص وتناسخ الأرواح؟
- فيروز: رئيس جمهورية لبنان
- ما الذي يجمع بوتين بغازي كنعان؟
- إسرائيل: سقوط لاءات الخرطوم
- خرافة العلوية السياسية
- مناهضة الحداثة والإجهاز على الدولة الوطنية الحديثة
- جواز السفر الإماراتي والسوري
- أوقفوا عدوان أردوغان وبني أمية على التراث الإنساني:
- في عيد الإب: اية ذكريات
- الخطوة الألمانية والشيزوفرينيا القريشية
- خرافة وكذبة الحضارة العربية والإسلامية


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - قطار التطبيع السريع