أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نضال نعيسة - حقائق استراتيجية: احذروا من أي تحالف مع الروس














المزيد.....

حقائق استراتيجية: احذروا من أي تحالف مع الروس


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 16:50
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


بعد 60 عاما من الخطاب الشعاراتي النضالي المقاوم وحلف وثيق مع الروس والسوفييت، و"معاهدة صداقة وتعاون" مجمدة لا قيمة لها (رجاء ممنوع الضحك)، فقد تم انتهاك سيادة سوريا من أطراف البلد وجهاته الأربعة، واستنزفت فيها كل الطاقات البشرية والمادية والمعنوية السورية وخرجت سوريا بعدها من كل حسابات وتوازنات القوى الإقليمية والعالمية وصارت دولة فاشلة "ساقطة" جيو-سياسياً، وميدانياً وانكشفت عسكريا واستبيحت حدودها من قبل كل دول الجوار، العراق، الأردن، لبنان، تركيا، في خرق فاضح لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة، وفقدت عملياً "عذريتها" وسيادتها كدولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة، وتوزعت بين عدة احتلالات، وتحولت أجزاء عزيزة من الوطن السوري الحبيب لخارج سيطرة الدولة المركزية التقليدية، وباتت كجزيرة معزولة في محيط شاسع فسيح، ليس لها علاقات دبلوماسية سوى مع كم دولة مارقة كإيران وكوريا الشمالية، وليس هناك من يطرق بابها، وحين يزورها موظف بالخارجية من دولة عالمثاثية متخلفة، تصبح الزيارة، نظراً لندرتها، مادة دسمة للإعلام، مع أنه في الحالات العادية، والعلاقات الطبيعية، لا يتم الالتفات لموظف من هكذا مستوى حتى في المطار...ولم يعد لها أية قيمة استراتيجية في اعتبارات وتوازنات وصراعات المنطقة وتفككت وانهارت وباتت بطة عرجاء Lame-Duck تبحث عن طوق نجاة.. ورفعت من كل مؤشرات الأمم المتحدة كونها أصبحت أفقر بلد بالعالم ممزق وجائع ومفلس ويصطف مواطنوه بالملايين يومياً للحصول على رغيف خبز بعدما كان أول منتج للحبوب والقمح تحديداً بالمنطقة ولديه فائض استراتيجي للتصدير وحتى تقديمه كمساعدات مع الكهرباء لدول الجوار...

وهذا ليس حال سوريا مع الروس والسوفييت سابقاً، فكل الدول التي تحالفت مع الروس وتقمصت العقائد الاشتراكية "المافيوزية" الكاذبة والجوفاء، كان جزاؤها الإعدام السياسي والتحول لدولة مارقة وفاشلة ومنهارة ومفلسة وجائعة، كمصر ناصر، والعراق، والجزائر (أكبر بلد مافيات ولصوص وحرامية تابع لجامعة قريش)، والسودان، وإثيوبيا منغستو هيلي ميريام، وكوبا كاسترو، وفنزويلا شافيز والمهرج مادورو، وإيران، وكوريا الشمالية، والمنظومة الاشتراكية سابقاً"رومانيا وتشيكوسلوفاكيا والمجر بولونيا ياروزلسكي التي انهارت كلياً أمام "تضامن" وأسقطها ككرتونة عامل اسمه "ليخ فاليسا"، و،ألمانيا الشرقية "هونيكر" مخبر الكي جي بي، ولعل أبرز مثل هو يوغوسلافيا السابقة التي كانت واحدة من أقوى الدول الاتحادية بالقارة العجوز، والتي آلت لسلوبودان مبلوسوفيتش آخر أباطرة الشيوعية، وأوثق حليف لروسيا الأرثوذكسية، التي أمنت له الغطاء لفترة من الزمن، لكنها وقفت وتوقفت عن جمايته، في حرب البلقان، حيث دمره الناتو عن بكرة أمه وأبيه وأولاد خالته وأخيه عبر قصف سجادي قطـّع أوصال هذه الإمارة الشيوعية فيما كان الروس يكتفون بنقل مشاهد طائرات الأطلسي وهي تدك آخر الحصون الحمراء في البلقان، وتم اقتياد الزعيم الشيوعي ميلوسوفيتش مخفوراً ومكلبشاً بالسلاسل أمام كاميرات الروس وأعينهم حيث مات قهراً بالسجن، وهم يحتسون الـ"سميرنوف" بصمت ويتلقون التعازي برفيقهم الأحمر السابق. وأما المثال المحزن الأخير، فهو الحليف المسكين، سيادة العقيد المعتوه والمغفل قذافي، الذي لم يكتف الأطلسي، وأمام أعين حلفائه الروس، بتدمير الجماهيرية العظمى على الطراز اليوغسلافي، والإمساك بالعقيد المنتشي بالشعارات الثورية والطوباوية، بل سمحوا لخاطفيه، وكلاء الناتو، بـ"دحش "ماسورة" في مؤخرته الثورية الشريفة أمام أعين الناس.

ولم تزل روسيا حتى اليوم دولة عالمثالثية، يتم فيها تعديل، وقص، ولصق الدستور، ليناسب مقاس وطول ومزاج ورغة الزعيم الحاكم المطلق للأبد الذي يخشاه الجميع ويأبى أن يرحل إلا بتدخل الرفيق "عزرائيل"، وليس فيها أية تقاليد ديمقراطية وتعتبر، بالمقاييس دولة بوليسية أمنية مخابراتية يحكمها العسكر، ولا تستطيع مجاراة الغرب بأي شيء، و"روبلها" (طايح بالأرض)، ولا أحد يشتريه، وفضائح الاعتقالات والاغتيالات السياسية وتسميم رموز المعارضة والتنكيل بهم تحاصر جدران الكرملين، ودولة بهذه المقاييس لا يصح أن تكون أنموذجاً يحتذى بها مهما بلغ الشعار، ومهما كبرت اليافطة التي ستختبئ وراءها هذه التجاوزات والانتهاكات.

ولن نعرّج على خريجي روسيا والاتحاد السوفييتي أشباه الجهلة وغير المتعلمين تقريباً، الذين أداروا الدولة والاقتصاد السوري، وأحالوه لركام وأنقاض مقتفين التجربة السوفييتية الفاشلة والمنهارة، ومن دون الغوص، أيضاً، ولاعتبارات أمنية ولوجستية وطنية، في تفاصيل عسكرية أعقد وأكثر إيلاما وحساسية كلها تذهب باتجاه واحد وتحذر من أي تحالف وتنسيق وعمل مشترك مع الروس، والمكتوب يقرأ من عنوانه، وتجريب المجرب هو من سمات العقل المخرب...

و"قال شو بدي اتذكر منك يا سفرجل كل عضة بغصة"



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعمار حلال واستعمار حرام
- طلب إلى السيد النائب العام المحترم/سوريا
- حقب الطغيان: العودة للدولة المزرعة
- هل غنّت فيروز للتقمص وتناسخ الأرواح؟
- فيروز: رئيس جمهورية لبنان
- ما الذي يجمع بوتين بغازي كنعان؟
- إسرائيل: سقوط لاءات الخرطوم
- خرافة العلوية السياسية
- مناهضة الحداثة والإجهاز على الدولة الوطنية الحديثة
- جواز السفر الإماراتي والسوري
- أوقفوا عدوان أردوغان وبني أمية على التراث الإنساني:
- في عيد الإب: اية ذكريات
- الخطوة الألمانية والشيزوفرينيا القريشية
- خرافة وكذبة الحضارة العربية والإسلامية
- سوريا: فتوحات الأمن الجنائي وبطولاته الدونكيشوتية
- تقزيم ونسف الهوية الوطنية السورية
- يا سامعين الصوت: على أساس الإسلام هو الحل؟
- خرافات الاستقلال: شعوب المنطقة بين السيطرة والاستعباد
- وداعاً للمقاومة: انقعوها واشربوا ماءها
- مخاطر الاعتقاد بثقافة قريش


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نضال نعيسة - حقائق استراتيجية: احذروا من أي تحالف مع الروس