أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة














المزيد.....

سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 14:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا بد لك وأنت تنتظم بطابور الخبز اليومي الطويل، قابضاً على بطاقتك الغبية، وجموع الفقراء تتماوج من حولك كالبحر الهائج طلباً لقوت يوم آخر مغمس بالذل والقهر والعار والفقر، إلا أن تتساءل لماذا اختارتك الأقدار أنت بالذات، دوناً عن شعوب الأرض، لتعيش في هذه المعمعة والورطة الإنسانية الكبرى، وما هي الفائدة والأثمان والثمار المحلاة التي ستنجنيها، بعد ذلك كله، جراء هذه المكابدة والمنازلة والمعاناة؟
وتستطرد في خيالاتك واسترسال أفكارك المتمردة لتسأل، وتستذكر أبا طارق ما غيره مع زملائه وزميلاته الفصيحات المتشدقات والمتفوهات، مع سلسلة وسلالات أخرى من العباقرة الأفذاذ القابعين في مكاتب وثيرة، ما السبب أن كل الدول الني نستعديها ونواجهها ونحاول القضاء عليها ومحاربتها وإزالتها من الخرائط، وعدم الاعتراف بها وبوجودها، وكما قال، في واحدة من وصلات التهريج الإعلامي الكونية التي اعتاد الجمهور على متابعتها بشغف وترقب بغرض الفرفشة والمؤانسة والإبداع، الشاب الظريف والدبلوماسي المحنك الملهم المؤبد الذي لم ولم تنجب مثله النساء أبو طارق الشامي، ذات يوم، لماذا كل أعدائنا وخصومنا هي دول علمانية ديمقراطية حرّة تتداول السلطات دورياً ومتطورة إلى حد كبير وتكنولوجية متنورة وهي اليوم قبلة وملاذ لكل المضطهدين والمظلومين والفارين من بطش الجلادين واللصوص والمافيات والعصابات والطغاة المستبدين وفيها حكومات منتخبة من شعوبها وبرلمانات تعكس الواقع الثقافي والديمغرافي والسياسي ومزاج الشارع العام وتستلهم قيم العصر ومبادئه وفيها دساتير مدنية تنتفي فيها العنصرية والفاشية والإيديولوجيا الشوفينية المدمرة والتمييز والطبقية وفيها قوانين وضعية وعدالة اجتماعية وشفافية ونزاهة وقضاء نزيه مستقل واحترم حقوق الإنسان كأمريكا وأوروبا الغربية وكندا وأستراليا وتنتفي فيها إلى حد كبير كل أشكال الفاشية والاستبداد والعنصرية والتمييز؟ وما سر هذا الوله والعشق للأنظمة الهزيلة المهزوزة والمنبوذة المرتدة الرافضة للحداثة والتنوير والدول المارقة والخارجة عن القانون الدولي وبعضها مصنف إرهابي ويمارس العدوان والتوسع والتدخل بشؤون الدول الأخرى و؟"تصدير" أنموذجه الفاشي الظلامي البدائي لدول الجوار والعالم وأسوأ بألف مرة بما فعلته وتفعله إسرائيل؟
وبالمقابل وعلى النقيض من ذلك، لماذا كل أصدقائنا وحلفائنا هم دول استبدادية عائلية وراثية ديكتاتورية بوليسية متخلفة قمعية جربانة مفلسة متخلفة جربانة جائعة مفلسة باقتصادات طفيلية منهارة ككوريا الشمالية وروسيا وإيران وكوبا وهي تعاني الأمرّين بالداخل من عجز وانهيار بالاقتصاد والخدمات وفساد وحكم وتسلط مفرط ومافيات شريرة جشعة نهمة للمال (أشهر مافيا اليوم هي المافيا الروسية)، وعصابات واحتكار للثروات وانحطاط وتفشي للسرقات وأنماط والتسلط وعادة ما تكون مكروهة من شعوبها وتعاني اضطرابات شعبية وحروباً أهلية وانقسامات داخلية عنيفة أفقية وشاقولية وعلى مستويات عدة؟
ومن المفارقات الغريبة والمبهمة، وغرائب الأمور، والحال، أن السوريين الرسميين، مثلاً، يبنون الكثير من شرعية عدائهم لأمريكا، هم وحلفاؤهم من ملالي قم، ويرتكزون بتبرير سياساتهم الخارجية المعادية لأمريا على صداقة ودعم الأخيرة لإسرائيل وتحالفها معها، علماً بأن علاقات إسرائيل الأقوى والأمتن والأوثق هي مع روسيا أي مع حليفهم الروسي بوتين، الصديق الشخصي الأعز والأثير والأقرب لمهجة نتنياهو، وكان الاتحاد السوفييتي، وقبل بروز بوتين بزمن طويل، هو أول دولة اعترفت بقيام دولة إسرائيل التي تتمتع بكامل العضوية بالأمم المتحدة كما تتمتع بها سوريا وإيران بالضبط، في الوقت الذي تتمنع فيه موسكو، بالمطلق، وعلناً، عن تقديم مساعدات وأسلحة عسكرية متطورة وتقنيات تكنولوجية دفاعية وهجومية متقدمة وفعالة لحلفائهم السوريين الذين يرفعون –أي السوريين- يافطة تحرير القدس والأقصى، وعلى حد زعمهم، وهذه واحدة من الأحاجي وألغاز السياسات الخارجية والاستراتيجيات.
فهل سيتمكن حلف المفلسين والفاشلين والاقتصادات المنهارة المهزوزة والأنظمة الديكتاتورية الاستبدادية والظلامية الفاشية أن يهزم المعسكر الآخر القائم والمؤسس على نقائض الوجودية؟
بالنهاية، يتضح بمرور الوقت، وضياع العمر ودمار البلد، أنها استراتيجيات وسياسات عبثية دونكيشوتية طوباوية استعراضية فاشلة لا جدوى ولا طائل منها على الإطلاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تخدم الصهيونية مجاناً؟
- الحريري الصغير وحكاية التوزير:
- روسيا: إلحق البوم سيدلك على الخراب
- لآثار الجيو-سياسية الكارثية لانهيار سايكس- بيكو
- في اسباب انهيار وتمزق الكيان السوري
- السوري وكبر المعلاق؟
- قطار التطبيع السريع
- فقط في سوريا: إذا كان طباخنا جعيص شبعنا مرق
- لا تراهنوا على الروس أبداً
- الملكيون أكثر من الملك
- رسالة إلى الرفيق الأمين العام المساعد
- بروفة ودرس عملي بالصمود والتصدي
- حقائق استراتيجية: احذروا من أي تحالف مع الروس
- استعمار حلال واستعمار حرام
- طلب إلى السيد النائب العام المحترم/سوريا
- حقب الطغيان: العودة للدولة المزرعة
- هل غنّت فيروز للتقمص وتناسخ الأرواح؟
- فيروز: رئيس جمهورية لبنان
- ما الذي يجمع بوتين بغازي كنعان؟
- إسرائيل: سقوط لاءات الخرطوم


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة