أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ما هي نظرية الخلق؟














المزيد.....

ما هي نظرية الخلق؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6979 - 2021 / 8 / 5 - 21:50
المحور: كتابات ساخرة
    


ما هي نظرية الخلق؟
الكاتب: نضال نعيسة
الحوار المتمدن 05/08/2021
Makos Villge 13.22 GMT

حالما يحتدم النقاش حول غموض الكون والتباس أسرار الحياة، ولكي يريح المؤمنون أنفسهم من عناء الشك والشرك والبهتان، والعياذ بالله، يرفعون لك فوراً يافطة وكليشهة جاهزة وهي التي تقول بأن الله هو من خلق هذا الكون وانتهى الأمر وتسمرت مغامرة العقل وتوقف التفكير عندهم عند هذه التخوم والحدود.

وحقيقة ففرضية الخلق أتت من رحم وصلب التفكير الديني الساذج الميـّال للتبسيط وهي التي تقول وتفترض ببساطة شديدة:

هناك كائن عملاق خارق وهمي ما لا أحد يعرف من أين أتى ومن هو ولماذا هو موجود أصلاً ومن أوجده، ويعيش منذ الأزل ولا يموت أبداً أو يفنى لا أحد يعلم كيف كان يقضي وقته قبل خلق الكون هل بشرب المتة وشفط النرجيلة على نهر الكوثر ولعب الشطرنج والنرد مع الملائكة العبرانيين وكيف كان يتجول بأية وسيلة فضائية كان يستعمل لقطع المجرات ومتابعة شؤونها حيث يعيش وحيداً بالفضاء الفسيح لا يدري ما يفعل إلى أن أتى وخطر بباله، فجأة، ان يصنع او يعمل شيئا ليثبت لكائنات آخرين سيخلقهم هم ايضا فيما بعد بأنه عظيم وقادر على كل شيء ويفعل ما يشاء ولا حدود لقدرته وهو المسؤول الأول والأخير عن كل شيء في هذا الكون عن الموت والحياة والصحة والمرض والعلاقات العاطفية والزواج والطلاق (هو يكره الطلاق لكن ماشي الحال) وهو مسؤول عن التفوق والفشل وتعيين الخلفاء والحكام والولاة والطغاة والزاة ومهربي المخدرات كلها بحكمة منه وختى تعيين واختيار أعضاء مجلس الشعب فهي هبة من الله ومدركة منه كما البرلمانات والحروب والغزوات وحتى جناح البعوضة هو من رسمه وهو من صممه ولحكمة لا يمكن لأحد معرفتها خلق مثلاً وحيد القرن بقرن واحدة فيما خلق بقية القرنيات و"المقورنين" بقرنين وهكذا وهو الذي يتحكم بحياة هذه الكائنات ويعرف اسرارهم وما يوسوس في صدورهم لاسيما بعدما خلق لهم شيطاناً ليغويهم ويتلاعب ويختبر مدى جلادة إيمانهم وحبهم للكائن العظيم في علاه وسيدعوهم بعد ذلك، أي بعدما خلقهم، (كل هذه العملية المعقدة أخذت منه سبعة أيام مع جلوسه على العرش رغم أنه كان يمكن أن يقول لها كن فتكون..المهم) سيدعوهم لعبادته والسجود له شكراً وعرفاناً واعترافاً وإذعاناً وتسليماً وإقراراً منهم بعظمته جلت قدرته وتبارك وتعالى عما يصفون وحداً على عظيم صنعه وخلقه، ومن لا يفعل ذلك، وهنا الحبكة كلها، فأولئك هم القوم الكافرون، والعياذ به، وعندها الويل كل الويل لهم لأنه سيقوم بحرقهم بنار جهنم ويتركه فيها خالدا مخلدا ربما لم يكن هذا الخالق قد سمع وقتها بغرف الغاز والحقن القاتلة والتعذيب بالدولاب والكرسي الألماني وبساط الريح والخازوق العثماني وإطفاء أعقاب السجائر بالعينين وفتحة شرج الضالين واغتصاب البشر وأشكال التعذيب الأخرى...

المهم أن من خلق نظرية الخلق هذه ويطرحها كدليل على وجود خالق كي يزربك في حظيرة الإيمان ويرعى بك مع القطيع هو نفسه من يستشهد بها لإقناعك بوجود هذا الخالق تماماً كأولئك الوثنيين الذين كانوا يتفنون في خلق وصنع وفبركة الأوثان ونحتها وتجميلها ومن ثم عبادتها ودعوة الناس لعبادتها والتقرب منها والابتهال والسجود لها...

نظرية او فرضية الخلق نفسها غير مثبتة، أي لا يستطيع أحد الجزم بأن الكون قد تأسس بناء على هذه القاعدة والتصور والفرضية، في ظل وجود تصورات وضعية أخرى كالداروينية والـBig Bang ، و"إشعاع هوكينج" Hawking Radiation، لكن هذه تحديداً-أي نظرية الخلق- هي طرح ديني وغيبي ساذج وبسيط لقضية غاية في الأهمية والتعقيد والغموض ولا يستطيع احد اثباتها.. هي نفسها فبركة ومخلوقة كقصة الخالق المتخيل المزعوم وبالنهاية محض تصور بشري لا اساس منطقيا لها.. وهي التي تقول ان هناك خالقا وصانعا للكون او للكرة الارضية ويسمونه بالله ووو انتهى الموضوع من دون تقديم أي دليل وبرهان علمي على وجود هذا الخالق وماهيته وطبيعته واستراتيجياته وأهدافه وغاياته من خلق هذا الكون ووجوده ولم يسبق أن سمع أحد هذا الطرح والكلام من الله مباشرة الذي لديه ملايين المعجزات لكن لا يملك القدرة ولا المعجزة على الظهور والترائي للبشر والحديث معهم مباشرة بل لسبب ما (ربما خجلاً وتأدباً، كان يرسل لهم هذا الكلام مع وسطاء وبشر يختارهم هو بنفسه لحكمة عنده ويفضلهم على بقية البشر لا بل ذهب به الأمر أنه صار يصلي على أحدهم لشدة حبه وإعجابه به لدرجة أنه كان يختار له زوجاته بنفسه .

طيب ماذا عن خلق مليارات المجرات التي لا نعرف عنها شيئاً ولا يمكن إدراكها واستجلائها أو استكشاقها والذهاب إليها ويستحيل وجود حياة عليها وبها – أي تلكم المجرّات- تريليونات الكواكب هل هي مخلوقة أيضاً من نفس الإله؟ ومن خلقها ولماذا خلقها وووو؟ ولمذا لم يخلق بها بشراً "ليعبدون" وجناً وعفاريت وشياطين تغوي الجميع ولماا لم يرسل وسطاء لبقية المجرات ليخبروا المخلوقات عن عظمته وقدراته الهائلة...ووو ملايين الاسئلة التي تفضي الى نتيجة واحدة وهي خواء وبطلان نظرية الخلق...

فرضية الخلق هي محاولة كهنوتية ساذجة أخرى فاشلة لتقديم تبرير وتفسير لنشوء الحياة على هذا الكويكب والذرة في محيط وفضاء لا متناه من الكواكب والمجرات وهي محض تصور بشري غير مثبتة فهذه النظرية او الفرضية، ونكرر، هي محض تصور وتحليل بشري لتفسير وجود ونشوء الحياة بالشكل الذي نراه وتطورها وارتقائها لما هي عليه اليوم حيث تبدلت ومرت بأطوار وصيرورات كثيرة وحين تكون الفرضية صحيحة ومقنعة ومثبتة لن يعود هناك مشكلة ابدا بموضوع الخلق وسينتهي هذا الجدل العقيم وسيحل هذا اللغز المبهم والإشكال...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: رفض الهوية الوطنية
- سوريا: سقوط الأوهام الاستراتيجية
- المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها
- الكيانات الموازية: والطريق إلى الشرق أوسطية
- العرب والمستعربون: مصطلحات يجب ان تعرفها
- انهيار المنظومة القومية العربية وتفككها
- بايدن: الإخوان المسلمون قادمون
- سوريا: ثلاثة وزراء خارجية في خمسين سنة
- سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة
- كيف تخدم الصهيونية مجاناً؟
- الحريري الصغير وحكاية التوزير:
- روسيا: إلحق البوم سيدلك على الخراب
- لآثار الجيو-سياسية الكارثية لانهيار سايكس- بيكو
- في اسباب انهيار وتمزق الكيان السوري
- السوري وكبر المعلاق؟
- قطار التطبيع السريع
- فقط في سوريا: إذا كان طباخنا جعيص شبعنا مرق
- لا تراهنوا على الروس أبداً
- الملكيون أكثر من الملك
- رسالة إلى الرفيق الأمين العام المساعد


المزيد.....




- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ما هي نظرية الخلق؟