أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟














المزيد.....

أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 17:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟
الكاتب نضال نعيسة
الحوار المتمدن 25/08/2021
Lattakia City 10:35 GMT
تحتفل الطائفة المرشدية السورية الكريمة بعيد الفرح بالله يوم الخامس والعشرين من أغسطس/آب من كل عام، وهو مناسبة هامة، ويوم مقدس يتبادل فيه أبناء الطائفة الكريمة التهاني والتبريكات، والزيارات فيما بين الأهل والأصدقاء، وتوزع الحلويات، التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بهذا اليوم المبارك الجميل.
وقبل أيام احتفلت الطائفة العلوية "النصيرية"(كما يطلق عليهم البعض ويرفض تسميتهم بالعلويين ونسبتهم لعلي ابن أبي طالب ويوقولون بأن التسمية مستحدثة ابتدعها الفرنسيون)، بعيد الغدير وهو في السابع عشر من شهر ذي الحجة، من كل عام، وقمت بدوري بكتابة منشور، و"معايدة" كما اليوم، وتذكير بهذا اليوم المقدس، والمعتبر، عند الشعوب العلوية، في سوريا، ولبنلن، وتركيا، وسواها حيث يتواجد أبناء هذه الطائفة الكريمة، والمبثقة من رحم التيار الرئيسي الـMainstream، للإسلام، ويصر أتباعها على أنهم مسلمون ويلتزمون بالكثير من الطقوس والعادات الإسلامية. ويقوم العلويون "النصيرية" في هذا اليوم باحتفالات تتضمن نحر الذبائح، على الطريقة الإسلامية، ومنها ما يطبخ مع "البرغل، ويوزع على المحتفين، والفقراء، مع زكاة خاصة، وهناك من يقوم يتوزيع اللحوم نيئة وهكذا...
وللعلم فقد كان العلويون بالساحل السوري يحتفلون سنوياً، وبشكل جماعي، بعيد "الرابع"، عند مقام الشيخ "مقبل" في صنوبر جبلة، حيث كان شبه كرنفال جماعي، ويوم فرح عارم لأبناء الطائفي، وكان تقليداً سنويا يتم في السابع عشر من نيسان/أبريل من كل عام، موروثاً من ثقافات الشعوب القديمة التي استوطنت المنطقة من فجر التاريخ فأتى عليها الاستعمار والغزو البدوي وحظرها ومنع ووأد هذه الثقافات والطقوس، وجاء مظام البعث ليلغي هذه الطقوس والكرنفالات الفولوكلوريا للشعوب العلوية، كما بالنسبة لبقية الشعوب والمكونات والأقليات السورية حيث لا يعترف إلا بثقافة المستعمر والمحتل العربي لسوريا، ويحظر-عيد الرابع- بالساحل السوري منذ نهاية سبعينات القرن الماضي تقريباً....
وفوجئت حين كتابتي، لمنشور احتفائي سابق بعيد الغدير عند "العلوية"" (النصيرية)، الذي تضمن تأكيداً على هذه الأعياد وسواها، من قبل الشعوب التي فرضت عليها ثقافة قريش، بانتقاد من بعض الأصدقاء، باعتبار أن احتفالي ومباركتي بهذه المناسبة، هو "انشقاق" وخروج عن العلمانية، و"انفصام"، وأن هذه العمل مستهجن ولا يجوز أن يصدر عن كاتب وناشط يدعي العلمانية ويتبناها في فكره وكتاباته وحياته ونشاطاته الإعلامية المختلفة.
وحقيقة، قلنا في المنشور إن أي خروج عن الثقافة العامة "التقليدية" المفروضة على شعوب المنطقة هو ثورة وتحد لها، تلك الثقافة التي لا تسمح، ولا تعترف، إلا بوجود "عيدين" رئيسيين فقط هما الفطر وعيد الأضحى، وأي خروج عليهما هو بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة بالتالي فهي بالنار. ومن هنا فالتعددية الفكرية والدينية، وقبول الآخر، والاحتفاء معه، هو في جوهر العلمانية، وليس ضدها أو انفصاماً وانشقاقاً عنيها، وعلى العكس يجب تشجيع هذه الشعوب، على إعادة إحياء فولكلورها، وتاريخها، وطقوسها، ما قبل الاحتلال والغزو العربي والإسلامي لحضارات المنطقة وطمسها، فبعض، وربما الكثير، من الطقوس والممارسات، والعادات، واللهجات، هي مما تبقى من ثقافة الشعوب القديمة التي تمت إبادتها، وطمست ثقافتها، حيث لا تسمح ثقافة الصحراء سوى بثقافتها، التي تعتبرها نهاية الثقافات، على نهج سيدنا فوكوياما، ونهاية تاريخ وتفكير البشرية وعندها الحل والدواء والترياق لكل شيء والأجوبة الكونية الجاهزة على أعقد أسئلة الفلاسفة والعلماء، والذي-أي التفكير- لا ولن تسمح بسواه، وأي تفكير خارجه هو ردة، وضلالة وبدعة وشرك وكفر وبهتان. فتحدي هذه الثقافة الإقصائية ومحاولة إحياء طقوس وثقافة وتقاليد الشعوب القديمة تحت الاحتلال، هو بحد ذاتهموقف بطولي ورجولي وثورة فكرية وعلمانية، وانتصار لقيم العلمانية والتعديية بغض النظر عن طائفة، وانتماء، وتفكير، وإيديولوجية وموقف من يؤيد هذا الإحياء.
ومنذ ظهور ثورة الإنترنت المجيدة، التي منحتنا أقوى سلاح نتسلح به، وهو سلاح الكلمة والرأي الحر، فقد التزمت الوقوف مع كل الأقليات الفكرية والدينية والعرقية والقومية، في وجه استبداد وطغيان وجبروت الأغلبية التي مارست الفاشية والإقصاء بحق تلكم الأقليات، ومنا بتأسيس وعقد مؤتمر لأقليات الشرق الأوسط في سويسر/زيوريخ بالعالم 2008 مع كوكبة من الزملاء والنشطاء الأعزاء، من جنسيات مختلفة، موزعين على خريطة الكون. وقمت في كل مناسبة بتهنئة الأخوة الأكراد، مثلاً، بعيد النوروز سنوياً، في مقالات موثقة ومنشورة على النت، في الوقت الذي كانوا يحرمون فيه من الاحتفال بهذا العيد الجميل والهام، وكذا فعلت مراراً وتكراراً مع الأخوة الآشوريين في عيد "أكيتو"، وأيضاً بالنسبة للأخوة المسيحيين في أعيادهم المجيدة المختلفة والأمر موثق ومعلن، فهذا لا يعني أنني أنتمي أو لأي من تلك الطوائف والأعراق أو أتحيز لها(مع المحبة والاحترام والتشرف بالانتماء لأي منها)، قدر ما هو مناصرة، ووقوف معها، واعتراف بوجودها في ظل وجود قيود ورؤى قاصرة ومواقف سلبية ضدها من رهط معروف للجميع.
فكل عام والخير للجميع، والاعتراف بالحقوق والخصوصيات الثقافية لكل المكونات ومشاركتهم احتفالاتهم وطقوسهم واحترامها، هو في جوهر العلمانية في وجه ثقافة أحادية أقصائية وفاشية وعنصرية تزدري وتكفر الجميع ومقاومتها واجب أخلاقي ووطني عظيم.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضربة المعلم لواشنطن
- لماذا استوطؤوا حيطان المستعربين؟
- افغانستان: سيناريو الرعب القادم
- أباطيل العروبة
- لتسقط العروبة وشعاراتها وتذهب للجحيم
- نعمة العقل ولعنة الإيمان: فضل العلمانيين والكفار والملحدين ع ...
- ما هي نظرية الخلق؟
- سوريا: رفض الهوية الوطنية
- سوريا: سقوط الأوهام الاستراتيجية
- المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها
- الكيانات الموازية: والطريق إلى الشرق أوسطية
- العرب والمستعربون: مصطلحات يجب ان تعرفها
- انهيار المنظومة القومية العربية وتفككها
- بايدن: الإخوان المسلمون قادمون
- سوريا: ثلاثة وزراء خارجية في خمسين سنة
- سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة
- كيف تخدم الصهيونية مجاناً؟
- الحريري الصغير وحكاية التوزير:
- روسيا: إلحق البوم سيدلك على الخراب
- لآثار الجيو-سياسية الكارثية لانهيار سايكس- بيكو


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟