أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - خرافة الله الواحد الأحد













المزيد.....

خرافة الله الواحد الأحد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7031 - 2021 / 9 / 27 - 13:37
المحور: كتابات ساخرة
    



من بين أغرب الخرافات، وأكثرها انتشاراً، التي يعيش البشر هناك خرافة كبيرة، وهي خرافة وجود الله الواحد الأحد. فبعد رفض كل التصورات البشرية عن الكون، ودحض "الثالوث"، وتكفيره، توصل الكهنوت الفضائي بعد رحلة عسيرة وفاشلة مع الغموض وأسرار الكون، إلى بدعة وهمروجة وجود الله الواحد الأحد الفارض الصمد، (رغم أن تعبير "الصمد" تعبير مسروق من الشعر الجاهلي)، وما سمي بعقيدة التوحيد، التي تقوم هي الأخرى على إشراك، مخلوق مع الخالق كما يحلو لهم تسميته، حيث لا تجوز الصلاة لآلهتهم المزعومة من دون الصلاة على هذا النبي، كما لا تجوز ولا تصح الشهادة لآلهتهم بالكينونة والوجود، من دون الإقرار والشهادة بالنبوة والتفرد لذلك الرجل والإنسان، وهو شرك واضح، ونمط من "التثنبة" الألوهية يقف، على ما يبدو، بمواجهة الثالوث، وفي أحد نصوصهم يقولون بأن "آلهتهم، ما غيرها، وحاشية تلك الآلهة التي يسمونها "ملائكتها" يصلـّون على ذاك "النبي" (الإنسان). وفي مقلب آخر يعترفون بأديان ووعقائد رسالات يسمونها سماوية، وبأنها من عند نفس الإله اللذي يعبدونه، رغم التباين والفروقات الحادة، أحياناً بين كتبهم ونصوصهم، ويطلقون على أتباع هذه العقائد اسم "أهل الكتاب"، والمحيـّر بالأمر أنهم يعودون في مواضع أخرى لتكفير نفس هؤلاء الرهط ورميهم بأقذع الألفاظ، كالقردة والخنازير، ويمنعون حتى السلام عليهم، ويقلبون الطاولة فوق رؤوسهم أجمعين....
والسؤال البسط والمطروح هنا، إذا كان هناك إله واحد كما يقولون، فلما تتعدد نصوصه وقوانيه ومراسيمه وتعليماته وتتنوع أشكال ومضامين الأديان، والعقائد، و"المدخلات" و"المخرجات" حتى فيما تسمى بالديانات "الإبراهيمية" نفسها؟ فتعدد الأديان وتنوعها وتباينها، كما يمكن الاستنتاج، والاستدلال، هي أكبر دليل على تعدد الصانعين والآلهة، فصانع المرسيدس، والفيات، والكيا، والبورش، مثلاً، وحتى الوكلاء والزبائم، بالتالي، لا يمكن الادعاء بالقول أنهم شخص واحد على الإطلاق، وبالتالي تباين "المخرجات" أو الأهداف المعبودة وتغيـّر الطقوس من السجود لحجر، لتقديس "خشب" على شكل إشارة زائد(+)، للوقوف أمام جدار والابتهال والبكاء أمامه، بطقوس مبهمة، آناء الليل وأطراف النهار. فلو كان الخالق، والصانع، و"المؤلف" واحدا لما تعددت خرافاته واهواؤه وميوله وتغير مزاجه، ورغباته وتبدلت شخصياته وتقلـّبت "نفسيته" وتنوعت تعليماته وتغيرت "كتاباته وأسلوبه الشعري، مع كل دين وعقيدة ورسول يرسله لعباده الذين لا يأبهون به، ولا يعيرونه ما يريد من اهتمام، ولماذ يتقمص اطباعا مختلفة ويقدّم نفسه في كل دين بثوب جديد. فحين يقول لك احدهم لا إله إلا الله فهذا يعني، حكماً، أنه لا يؤمن، ولا يعترف، بوجود إله آخر غير إلهه هذا، الذي يصدر مراسم وقوانين مختلفة ومتضاربة ومتناقضة في كل مرة يتوجه بها لعبادة الحيارى المساكين الذيم لم يعودوا يدروا، والحال، أيهم هو دين هذا الإله، وهذا يعني حكما وضمنا وجود آلهة واصنام ومعبودين آخرين لأديان وعقائد أخرى تختص بكل قوم، وكل دين، وكل عقيدة، صنعوها، وفبركوها و"خلقوها" كما يحلو لهم..
فلو كان الإله المزعوم واحدا احدا فرضا صمدا، كما يروجون فلما كان قد ارسل رسلا من عنده متعددي الطبائع والتوجهات والأهواء، فمرة يرسل لك أحدهم كـ"ملك للسكس: والتوحش والقتال، ومرة يرسل لك أحدهم كرمز للعفة والطهارة، والطيبة، والسلام، وحاملين لرسائل مختلفة في كل مرة، فمرة يامر هذا الإله المزعوم حامل رسالته ان يقول للناس إذا ضربك احد على خدك الايمن فادر له خدك الأيسر ويوصيهيم بالوصايا العشر لا تقتل لا تسرق لا تزني لا نكذب لا لا...وفي مرة اخرى، ويبدو ان ذاك الإله وقد يكون قد نسي ما قاله لرسوله الأول، يوصيهم بالقتل والغزو والسبي والجهاد لإعلاء كلمته، وبوصيهم بالسطو على ارزاق الناس وممارسة السلب والنهب واللصوصية، وأحد هذه الآلهة المتعددة يعطـّل ويعتبر يوم الجمعة هو يومه المقدس، والآخر يفضل يوم السبت، بينما آخر يحلو له يوم الأحد، ولحل هذه المعضلة التي أوجدها الإله المزعوم، فقد قام الغربيون، بالاحتفال باليوم المقدس أيام السبت والأحد، وهكذا، هو الحال دائما مع إله التوحيد هذا.
ورغم أنه قال في أحد كتبه و"وصاياه" وتعاليمه: "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ."، فهو، في نفس الوقت، ومع مبعوث فضائي آخر، يجعل "التمثال" ,(الصنم) والحجر، مقدساً لقوم آخرين، ويجعل زيارته، والطواف حوله، والتبرك به، والسجود له، ركناً هاماً لعقيدة وديانة تانية، فيما يسمح لبعضهم بشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، فهو يحرمه على رهط آخرين، والأهم أنه يسمح لقوم بنكح ما طاب وما اشتهوا من النساء، ونكح البهائم، وأن يشتروا ويبيعوا ويصطادوا النساء ويتاجروا بها ووو، وبشرهم، حتى، بوطء الغلمان بالسماء، فهو يوصيهم بنصوص أخرى: "لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ".
لماذا تتنوع أهواء وأطباع ووصايا ومزاج وميول هذا الإله، ويتبدل ويتقمص مختلف الشخصيات، فهو إما مختل نفسياً، والحال، أو أنه من صنع وفبركة هؤلاء، أنفسهم، ولا وجود له على الإطلاق.
ما الحل مع هذا الإله؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوائز الترضية لملالي طهران
- غزوة البعث الكبرى
- ظاهرة بناء المساجد
- من خرافات الصحراء المتداولة
- الإلحاد يتقدم والأديان تخسر وتتراجع
- سجناء جلبوع: من ساواك لنفسه ما ظلمك
- دبلوماسية الناقلات: لن يصلح النفط ما أفسده ملالي طهران
- روسيا: أذن من طين وأذن من عجين
- لماذا التطبيع مع العرب حلال؟
- طالبان: عودة الابن الضال
- ليست انتصارات إلهية إنها الحرب الأهلية الأفغانية
- أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟
- ضربة المعلم لواشنطن
- لماذا استوطؤوا حيطان المستعربين؟
- افغانستان: سيناريو الرعب القادم
- أباطيل العروبة
- لتسقط العروبة وشعاراتها وتذهب للجحيم
- نعمة العقل ولعنة الإيمان: فضل العلمانيين والكفار والملحدين ع ...
- ما هي نظرية الخلق؟
- سوريا: رفض الهوية الوطنية


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - خرافة الله الواحد الأحد