أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي














المزيد.....

العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7077 - 2021 / 11 / 14 - 21:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم يكن الإسلام ديناً خالصاً، ورسالة سماوية، كما يقال، في يوم من الأيام، بمعنى أنه كان بالدرجة حاملاً لمنظومة قيمية وأخلاقية وفلسفية جديدة عبر أدوات وقوى ناعمة، قدر ما مان سعياً جاداً ودؤوباً لإحكام السيطرة والتحكم والتسيد وحكم المجتمع والإطباق عليه ومحاصرته من كل الجهات وإخضاعه كلياً لمشيئة وإرادة "الحكام الجدد" (خلفاء الله المزعومين)، وكله عبر، وبوسائل خشنة معلنة، وباستخدام القوّة العسكرية المسلحة، والمنظمة (الجيش العقائدي المنظم الحامل لعقيدة وإيديولوجية موحدة، كمعظم فصائل التأسلم المعاصرة من الإخوان للنصرة للقاعدة للزنكي "التركماني" لداعش وسواها الكثير)، واستخدام الغزو (العدوان العسكري وانتهاك حرمة وسيادة وخصوصية المجتمعات لتحقيق أهداف سياسية) وما أطلقوا عليه "الفتح" والسطو ونزع الممتلكات والاستيلاء عليها، و"الجهاد"، وأسر النساء "السبي"، لتحقيق تلك الغاية السياسية واستنطاق الولاء والتبعية والانقياد المطلق وإشهار وإعلان الاستسلام من الناس (الشهادة)، تماماً كما يـُطلب اليوم من المهزوم، أو الأسير "رفع اليدين" كمؤشر واعتراف بهزيمته أمام الجهة الغازية المنتصرة.
وتم الإعلان رسمياً، وبـ"أحاديث شريفة" (بمثابة تصريحات سياسية وإعلان مواقف بذلك الوقت)، بأن الإسلام هو دين ودولة، أي مجموعة تصورات دينية لحكم والسيطرة على المجتمعات، ما أسس لنهج سياسي وإيديولوجي، كان يجمع على لدوام بين "الدولة" ودينها ولا يمكن لهذه الدولة أن تحمل وتؤمن إلا بهذا الدين، ولا تقبل من مواطنيها أو رعاياها إلا أن يدينوا بهذا الدين، وبذلك نشأت أطول دولة دينية في التاريخ، والتي امتدت من إعلان دولة الرسول في يثرب يوم وصول مؤسس الإسلام إلى واحة قُباء جنوب يثرب، يوم الاثنين 23 سبتمبر 622م/ 8 ربيع الأول من السنة الهجرية الأولى، بمثابة انتقال عملي لمرحلة بناء الدولة الجديدة حيث بقي مؤسس الإسلام في قباء، ضيفاً عند الصحابي كُلْثُوم بن الهِدْم لمدة ثلاثة أيام اجتمع خلالها بكبار المهاجرين وكذلك بنقباء الأنصار، وبنى مسجد قباء، وبدأ ينظم أمورهم والتخطيط للمستقبل. وفي صباح يوم الجمعة 12 ربيع الأول/ 27 سبتمبر 622م تحرك ركبه باتجاه وسط واحات المدينة حتى استقر في النهاية في منازل بني مالك بن النجار، ومن هناك كان يستطيع بالفعل أن يسيطر على سير الأحداث داخل المدينة ويبني دولته بداخلها، وكان ذلك بمثابة بدايات تأسيس دولة الخلافة، أو الدولة الدينية في المنطقة، على اختلاف تسمياتها الراشدية، والأموية والعباسية، والفاطمية والأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، وكلها درجات ومستويات متشابهة عصبها والقاسم المشترك بينها هو الإسلام السياسي، أي إدارة الدولة بالنظرية والعقيدة وأسلوب الحكم الإسلامي العضوض المعهود والمعروف، رغم التنافس والخصام واختلاف المصالح والأنواء السياسية والشخصية بين رموز وزعماء وقادة هذه الدول، والتي استمرت لحوالي 1300 عام تقريباً، من 610-1922م، أي عام سقوط دولة الخلافة العثمانية، في العام 1923، ولم يكن ليتبدل فيها شيء سوى الأسماء، انما استمر النهج والممارسة وأنظمة وأصول الحكم وأدواته على ذات الطابع والمنوال، بكل ما فيه من ظلم وقهر وطغيان وويلات وغطرسة وشنائع وتوريث واستبداد حيث تم اختطاف المجتمع كلياً سياسياً، وفكرياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وتسخيره لصالح الطبقة الأوليغاركية الحاكمة، التي تحمل، حصراً، عقيد ونهج ومبادىء وفكر وتوجهات المؤسس وطريقة حكمه وإدارته للمجتمع وشؤون الناس، (حتى اليوم لا تقبل ما تسمى بـ"الدول العربية والإسلامية" للحاكم (الخليفة)، إلا أن يحمل عقيدة المؤسس وفكره ونهجه وطريقة حكمه)، وكان آخر حديث للمؤسس هو: "أخرجوا منها المشركين"، يعني من جزيرة العرب، وفي رواية أخرى: "أخرجوا يهودَ أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب"، وما في ذلك من إعلان لهوية، وإيديولوجية، ودين الدولة، وعدم قبول أي مواطن أو "معارض" (كافر)، لا يحمل عقيدة الدولة، وما يعنيه من تأسيس وترسيخ للاستبداد السياسي الذي نعيشه، ونحصد عقابيله، ونعاني ويلاته اليوم.
وحين سقطت دولة الخلافة العثمانية، في بداية العشرية الثالثة من القرن الماضي، واستعيض عنها بالتوجه العلماني الليبرالي في تركياً، تم استيلاد فكرة "العروبة" السياسية، في شطر من دول الخلافة البائدة الناطقة بالعربية كبديل موضوعي وتعويض معنوي رمزي عن سقوط ونهاية وأفول دولة الطعيان الديني السياسي، وهي بهذا وجه آخر، ودرجة من درجات الإسلام السياسي، وكانت محاولة شيطانية إبليسية رعاعية خبيثة للتلميع، والدخول من الشباك مرة اخرى، و"بعث" تراث يثرب وتوحيدها في كيان سياسي واحد حمل اسم "الأمة العربية الواحدة"، أو الوطن العربي" ووضعه في مواجهة العالم والعلمنة والحداثة والعصرنة التي تشكل تهديداً للأسلمة، اسس لها –أي للعروبة- ابالسة التأسلم والاستعراب تمهيداً لعودة وإعادة "شيطان نجد"، كما أسماه المؤسس مرة اخرى، حين قال من هنا يخرج قرن الشيطان، وحقيقة لم تكذّب العروبة، وأنظمتها الاستبدادية العسكرية البوليسية الطغيانية الخبر، وكانت خير خلف لخير سلف، في نشر ذات التحلف والتضليل، والأوهام، والشعوذات والأساطير التوراتية، والجهل والخزعبلات والأكاديب، حتى أعادت فعلاً المنطقة وشعوبها إلى سراديب، وزواريب وأزقة القرن السابع الميلادي، ولم تقدّم شيئاً جديداً مغايراً عن المشروع الرجعي الديني الأول، وكانت أخطر من المشروع الأول بدرجات لانها تبرير إيديولوجي وحداثي وقانوني ورسمي لكل جرائم الغزو والاحتلال والعدوان والشنائع والموبقات تحت عناوين براقة وشعارات طنانة رنانة تأسر الألباب، حاملة في باطنها ورحمها ذات الجنين لمشروع الاستبداد الشمولي الإيديولوجي الطغاني العسكري البوليسي التوليتاري وبمحاكاة وإعادة ‘نتاج أقوى، وأمضى وأشمل، وبوسائل وأدوات عصرية، للمشروع البوليسي السلطوي الأول الخطير....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن وطن جميل وجديد
- حظر وتجريم التعليم الديني
- هل جورج قرداحي علوي؟
- تسونامي القرداحي: انحسار المد العروبي
- انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم
- أضواء على حلقة تدمر الشهيرة من برنامج الاتجاه المعاكس
- الديكتاتوريات الهشة: ديمقراطية مرشد الإخوان
- نشأة -الإسلاموفوبيا-: لماذا تخاف البشرية من الإسلام؟
- مدخل لفهم مسألة وأزمة الأقليات
- بعمركم لن تفلحوا بشيء ولن تساووا اليشر:
- الاسلام مرض عقلي
- ضيعة تشرين في ذكرى ما تسمى ب-حرب تشرين-
- سوريا: تدمير التراث النصيري العلوي
- سوريا: أوهام القوة الفارغة
- تقليم مخالب الإخوان المسلمين
- خرافة العروبة وحقيقة الاستعراب
- خرافة الله الواحد الأحد
- جوائز الترضية لملالي طهران
- غزوة البعث الكبرى
- ظاهرة بناء المساجد


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي