أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نضال نعيسة - انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم













المزيد.....

انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 23:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



بداية يجب التنويه إلى أن أي انقلاب عسكري في العالم، لا بد ستلعب فيه الأيادي الاستخباراتية، إن الإقليمية أو الدولية، وانقلاب البرهان السابق على البشير، أمس، وانقلابه على الحمدوك، اليوم، ليس استثناء.
وهمروجة الانقلابات العسكرية الجارية اليوم في طول المنطقة وعرضها ليست جديدة على شعوب وعروش المنطقة المنكوبة بالغزوة والانقلاب الكبير من يوم ما طلع البدر عليهم من وراء الكثبان، وصارت الغلبة والسطوة للسيف والقوة، ووقتما استنطقوا الشهادة من المحكومين بالسيف، لم يكن الأمر حدثاً عسكرياً وتطوراً سياسياً، قدر ما كان التأسيس لثقافة وعرف حكم المنطقة وشعوبها حتى اليوم. فالانقلاباتـ وبهذا المفهوم والمنظور، إرث وتراث وتقليد سلطوي وعرف سياسي بالمنطقة، يتجلى بالاستيلاء على الحكم بالقوة والسيف وتكون الغلبة فيه للأقوى وصاحب الجلبة، واعتبار السلطة والتسلط على البشر تشريفا وتعظيما لهم، والأهم غنيمة حلالا توّرث للأبناء والأحفاد وحصصا يتحاصصون بها على مبدأ:"انطوه ثلاثين ناقة"، باعتبارها مزرعة، والرعايا مجرد مماليك وجوارٍ وخصيان وعبيد لصاحب المزرعة الذي يوّزع الغنيمة كيفما اتفق وكيفما شاء...
ويستمر الحال هكذا وعلى هذه المنوال حتى تتمكن سلطة وقوة وميليشيا مسلحة جديدة اقوى من السلالة الحاكمة بسلبها المزرعة (لم يحدث في طول وعرض هذا التاريخ الدموي الأسود المشؤوم ان تم تداول السلطة بشكل سلمي وانتقالي تداولي سلس دون دسائس او دماء) وهذا ما حدث تقريبا مع جميع خلفاء المؤمنين، من السقيفة ومع بقية السلالات الوراثية العضوض الأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية والسلجوقية والمملوكية والعثمانية وصولا للخلافة الجمهوريات العروبية العسكرية الاستبدادية المخابراتية...
ويوم استولى العباسيون على السلطة بعد مائة عام أموية الهوى والهوية، استنبشوا قبور خلفاء بني أمية، وعلـّقوا الرميم على أعمدة، واغتصبوا نساء بني أمية في القبور وهن أموات، وكان خلفاء بني عثمان، حين يصلون للباب العالي، وسدة السلطنة، وبعد مؤامرة ودسيسة ووقيعة، يقتلون أشقاءهم وأبناءهم وأحفادهم وكل الذكور الذين يمكن أن يهددوا سلطانهم وحكمهم.
فهل عرفتم، الآن، لماذا يتمسكون بالقيم و"الثقافة والتقاليد العربية والاسلامية"، ويتعلقون بأستارها، ويدندنون بها في المحراب، لا سيما السلطوية والسياسية منها، والتي توفر لهم الغطاء الشرعي المقدّس للاستبدلد والطغيان والبغي والظلم والعدوان، والانقضاض على الحكم، والاستمرار به ما دامت السيوف فوق الرؤوس، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً؟
ومن يعتقد ان ما يجري في منطقة الجمهوريات العربية الاستبدادية العسكرية العضوض امراً طارئاً وجديداً وغريباُ فلربما احتاج لان يلبس "مريول" من جديد ويعود للصف الاول الابتدائي لتلقي العلم والمعرفة من جديد...
ما فعله البرهان، بالبشير والحمدوك، هو نفس ما فعله الجنرال عمر البشير، سكرتير وأمين عام إخوان السودان، وما أسماه يومها بـ" ثورة الإنقاذ الوطني" في العام 1989 بانقلاب عسكري، كان مرشدها الروحي الشيخ حسن الترابي زعيم الجبهة حيث تم إسقاط حكومة صادق المهدي، وما لبث البشير وبعد أن تمكّن إلا أن "زرب" الترابي في السجن، وهذا أيضاً ما فعله البكباشي، الديكتاتور المستعرب ناصر بسيده ومعلمه محمد نجيب حيث "زربه" بالسجن حتى مات،، وهو ما فعله صدام بولي نعمته احمد حسن البكر، وما فعله نوري المالكي بصدام حيث ضحى به، تماماً، كما ضحى السفاح والي العراق، ويالمحاسن الصدف، خالد القسري بالجعد بن الدرهم، في يوم عيد النحر عند قريش، حيث قال قبل قتله: "ياأيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم لإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علواً كبيرا"، وينسحب تقريباً على معظم ما فعله بقية جنرالات العسكر ببلدانهم وأوطانهم وأنظمتهم وشعوبهم من انقلاب على القيم والقانون والدساتير والتنكر لها والاستئثار بالحكم المطلق، واحتكاره، بقوة السيف والجيش والعسكر والميليشيات وبساطير العسس والمخابرات...
ولكي لا يعترض أحد، فربما كان المشير سوار ابذهب هو الاستثناء الاوحد والوحيد في هذا النسق السلطوي الرهيب الشرير الذي يتناسخه ويتوالده الجنرالات في كل زمان ومكان ولذا هو بحاجة لنبش حثمانه وإجراء فحص DNA اه من جديد لمعرفة لاي مكون من شعوب العالم ينتمي فهناك شك، ولا شك، بأصله الجيني.
وغدا سيأتي جنرال جديد، مدعوماً بقوّة خارجية، ليطيح بالبرهان ويحشره، و"يزربه" في نفس المكان الذي حُشر فيه الصادق المهدي، والترابي، وحمدوك والجنرال عمر البشير مرشد الاخوان في فرع السودان في متوالية، لا تنتهي، من دس الدسائس وتدبير الانقلابات وحبك المؤامرات........



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على حلقة تدمر الشهيرة من برنامج الاتجاه المعاكس
- الديكتاتوريات الهشة: ديمقراطية مرشد الإخوان
- نشأة -الإسلاموفوبيا-: لماذا تخاف البشرية من الإسلام؟
- مدخل لفهم مسألة وأزمة الأقليات
- بعمركم لن تفلحوا بشيء ولن تساووا اليشر:
- الاسلام مرض عقلي
- ضيعة تشرين في ذكرى ما تسمى ب-حرب تشرين-
- سوريا: تدمير التراث النصيري العلوي
- سوريا: أوهام القوة الفارغة
- تقليم مخالب الإخوان المسلمين
- خرافة العروبة وحقيقة الاستعراب
- خرافة الله الواحد الأحد
- جوائز الترضية لملالي طهران
- غزوة البعث الكبرى
- ظاهرة بناء المساجد
- من خرافات الصحراء المتداولة
- الإلحاد يتقدم والأديان تخسر وتتراجع
- سجناء جلبوع: من ساواك لنفسه ما ظلمك
- دبلوماسية الناقلات: لن يصلح النفط ما أفسده ملالي طهران
- روسيا: أذن من طين وأذن من عجين


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نضال نعيسة - انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم