أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - البحث عن وطن جميل وجديد














المزيد.....

البحث عن وطن جميل وجديد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 12:24
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



حدثت عملية هروب غريبة، وغير مسبوقة، لنحو عشرين مسافر في مطار “بالما دي مايوركا” الاسباني، مساء الجمعة الفائت، من طائرة كانت متوجهة من المغرب صوب تركيا، قبل أن تضطر للهبوط اضطراريا بالمطار، بسبب ما قيل عن تدهور صحي لأحد الركاب، وعلى الفور قررت السلطات الاسبانية إغلاق المطار وتحويل كافة الرحلات القادمة إليه، بعد فرار حوالي 20 مسافرا من الطائرة، بحيث تم القبض على 7 أشخاص، وكانت الطائرة،وهي تابعة لشركة "العربية للطيران"، قد هبطت طائرة قادمة من مدينة البيضاء بالمغرب، بشكل اضطراري في مطار بالما دي مايوركا، عندما تم إبلاغ سلطات المطار بضرورة نقل راكب إلى المستشفى بسبب وضعه الصحي، ليتبين لاحقاً أن الشخص لا يعاني من أي مشكل، بل إن الوضع كان مخططا له من أجل البقاء داخل التراب الإسباني.
لقد تطورت واختلفت أساليب وخدع النزوح والهجرة وتعددت طرائقها على نحو متبدل، فمن الهروب سباحة، وبالقوارب، وعنابر السفن، وتواليتات وعجلات وأجنحة الطائرات، كما حدث وتابعنا مؤخراً في أفغانستان، إلى الانتقال سيراً على الأقدام في الغابات الحراجية الكثيفة، وبموازاة سكك القطارات على الحدود الأوروبية، والتخفي بمحركات الشاحنات وبرادات الشحن، حيث كان المهاجر يتجمد ويموت برداً، أو "يشوى" ويموت سلقاً هناك، لكن الجامع الوحيد فيما بين هؤلاء جميعاً هو الرغية الجامحة والنزوع الغريزي للخروج والفرار من جحيم يعيشونه، فيما كانت تسمى أوطانهم ومسقط رؤوسهم، نحو مجهول و"فردوس" آخر يحلمون به، ويتخيلونه.
وجه الغرابة بالحدث، هو تطور أنواع وأساليب هذه الهجرات، فالأخبار تنقل لنا يومياً عشرات القصص عن عبور مهاجرين البحار والمحيطات، وقطعهم للحدود وصولاً نحو مواطن ينشدونها، هرباً من ظروف وأحوال معيشية وسياسية واقتصادية صعبة ومدمـّرة، ويأس مطلق، لكن ما يجمع بينها جميهعاً، هو الوجهة العامة تقريباً من الجنوب، والشرق الاستبدادي، نحو الشمال والغرب الليبرالي الرأسمالي الديمقراطي، بكل ما ينطوي عليه ذلك من شبه انهيار للمجتمعات الشرقية الاستبدادية، واستحالة العيش والاستمرار، وتآكل لمفهوم الدولة التي تحولت لـ"عزب" وملكيات خاصة تقريباً مطوّبة لأفراد يتصرفون بها على مزاجهم بما لا يحاكي ولا يوازي ما كان سائداً أشد مجتمعات الرق والعبودية في غابر الزمان والأيام، وانهيار تلك الدول وتفككها، والاستحواذ عليها واحتكارها وتوظيف الدولة ومواردها وثرواتها وجيوشها وأجهزتها كافة ومؤسساتها الوطنية لصالح قبيلة، وعشيرة، أو فرد أو تحالف طغم أوليغاركية ومافيات نهبوية نهمة لا تشبع ولا تكل ولا تمل من فرض الأتاوات والخوات وحَلـْب ومص الدماء.
هذا أفضى لفقدان شرائح عريضة ومجموعات وكتل بشرية واسعة لأي شكل من الارتباط، وانتفاء أي مصلحة مع النظم القائمة، ما دفعها للبحث عن بدائل معيشية وحياتية أخرى، مع كل ما ينطوي عليه الأمر من مخاطر وتهديدات وجودية حقيقية، حيث لا أفق في ظل الاحتكار المطلق لكل موارد وسبل العيش والتحكم والتربح منها من قبل القوى المهيمنة ما ولـّد حالات غير مسبوقة من الضيق والاختناق والحصار مع تباطؤ موازٍ بالنمو وانعدامه تقريباً وانفجار سكاني وتعطل بالتنمية وانهيار الاقتصادات وفشل حكومات الدمى الكاريكاتورية القائمة، وانتشار البطالة والسرقة المنظمة ونهب الموارد والأموال العامة وغياب المشاريع وندرة الاستثمارات وهجرة الرساميل الوطنية وانعدام الأمن والأمان والقانون وانتهاك الحريات والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
لقد ارتبط مفهوم الوطن، على الدوام، وعبر التاريخ المعاش، بالأمان والاستقرار المعيشي والكفاية والاسترزاق، وتقاسم الثروات النسبي وبالتراضي بين الحكام وشرائح المجتمعات، وتوفير الحدود الدنيا من فرص العيش والحياة، كما الأمن والأمان المجتمعي، لكن، الآن، ومع ظهور نمط جديد ومتقدم، من أنظمة الحكم الفاشية البوليسية النهبوية الجشعة وولادة دول الجباية الريعية، انهارت وتداعت كل هذه التفاهمات والتقاليد السلطوية الراسخة، وغاب مفهوم الوطن كلياً من تصورات ووعي الأفراد مع عملية الاجتياح الكامل للدولة، وإلغائها، والاستحواذ المطلق على مؤسساتها وتسخيرها لخدمة ومصلحة الأوليغاركيات الجديدة التي ألغت وهمـّشت باقي الطبقات، ومسحتها من الوجود، وعلى الأخص الطبقة الوسطى، لتحل محلها، شراذم من الجهلة والحثالات وقطـّاع الطرق، ورعاع القاع الاجتماعي (الطبقة الجديدة) التي باتت لوحدها تستأثر وتمتلك الثروة والقرار.
حق السفر والتنقل والعيش بكرامة، هو حق أساسي ومكفول بالقانون الدولي من حقوق الإنسان، وقد يكون من الصعب، على الأفراد، إيجاد وبناء وطن جديد، لكن من السهل، عليهم، جداً، إيجاد وطن بديل "جاهز" ومسبق الصنع، في مكان ما، على يد شعوب ودول وأنظمة ومجتمعات أخرى، تـُعلي من شأن وكرامة الإنسان، وتحترم الحقوق، وتصون الحريات، وتوفر له كل أسباب الرفاهية والأمان، وهذا ما يحدث اليوم، وما يقف خلف كل عمليات الهروب الجماعي، والنزوح والفرار من جحيم أوطان لا يؤمن عيش فيها، وحياة لم تعد تحتمل أو تطاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حظر وتجريم التعليم الديني
- هل جورج قرداحي علوي؟
- تسونامي القرداحي: انحسار المد العروبي
- انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم
- أضواء على حلقة تدمر الشهيرة من برنامج الاتجاه المعاكس
- الديكتاتوريات الهشة: ديمقراطية مرشد الإخوان
- نشأة -الإسلاموفوبيا-: لماذا تخاف البشرية من الإسلام؟
- مدخل لفهم مسألة وأزمة الأقليات
- بعمركم لن تفلحوا بشيء ولن تساووا اليشر:
- الاسلام مرض عقلي
- ضيعة تشرين في ذكرى ما تسمى ب-حرب تشرين-
- سوريا: تدمير التراث النصيري العلوي
- سوريا: أوهام القوة الفارغة
- تقليم مخالب الإخوان المسلمين
- خرافة العروبة وحقيقة الاستعراب
- خرافة الله الواحد الأحد
- جوائز الترضية لملالي طهران
- غزوة البعث الكبرى
- ظاهرة بناء المساجد
- من خرافات الصحراء المتداولة


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - البحث عن وطن جميل وجديد