أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز معا 18















المزيد.....

لنقرأ ماركس وانجلز معا 18


ثامر الصفار
(Thamer Alsafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 19 - 01:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الاقتراض من هيغل

بعد أطروحاته عن فيورباخ حيث أجاب ماركس على مسألة «من سيعلم المعلم؟» من خلال طرحه للممارسة الثورية، كان لا يزال يميل الى توقع أن أفكار وممارسات الطبقة العاملة ستصل بالضرورة الى القضاء على الرأسمالية. وقبل الخوض في مدى صحة هذا التوقع، أو ما إذا كانت هناك حواجز محتملة في حالة صحة هذا التوقع؟ دعونا ننظر الى مدى دقة مخططهم التقريبي للتاريخ البشري حتى هذه النقطة؟ واضعين في الاعتبار أن كتاب (أصل الأنواع) لداروين لم يُنشر حتى عام 1859، وأن علم الأنثروبولوجيا (دراسة المجتمعات البشرية وثقافاتها وكيفية تطورها) لم يكن موجودا حتى تلك اللحظة كنظام. إذن، كيف يمكن لماركس أن يطور مثل هذه السرد الشامل للتطور البشري؟
لنتذكر مؤلفيه (العائلة المقدسة، ونقد فلسفة الحق عند هيغل). هناك، انتقد ماركس مفهوم هيغل الديالكتيكي للتغيير التاريخي المدفوع بأنظمة فكرية عظيمة - انطلاقًا من الوعي، فقط ليتم التغلب عليها بالوعي الذاتي، ثم تسلسل العقل والروح والدين، قبل أن يصل أخيرًا إلى المعرفة المطلقة، كما كتب هيغل، في (فينومينولوجيا الروح).
ومع ذلك، اقترض ماركس جزء من مخطط هيغل، وبدأ في ملئه بمادة جديدة، أو إذا صح القول، بأفضل ما يستطيع من المعرفة التاريخية والاقتصادية الحقيقية التي كانت تحت تصرفه. فاستبدل أنماط فكر هيغل بأنماط الإنتاج: قبلية، قديمة، إقطاعية، رأسمالية، شيوعية. حيث يؤدي هذا الترتيب المميز للحظات الإنتاجية والثقافية والتكنولوجية إلى ظهور طرق جديدة في التفكير.
إنها رؤية جريئة، وسنرى ان هذه الرؤية قد صمدت أمام اختبارات المعرفة التجريبية الأفضل والأكثر دقة، ولكن ليس بدون عقبات.
الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية
كان ماركس وإنجلز يسيران على أرضية صلبة وهما يتتبعان صعود الرأسمالية في أوروبا، وكان لاكتشاف العالم الجديد (أمريكا) وفتح طرق التجارة إلى جزر الهند الشرقية دورا كبيرا في دعم عملية التتبع هذه. فبحلول عام 1800، انطلقت مرحلة التصنيع بالماكينات، والمعروفة باسم الثورة الصناعية، في إنكلترا. في هذه المرحلة، كما كتب ماركس وإنجلز في الأيديولوجيا الألمانية:
«المنافسة العالمية، أجبرت جميع الأفراد على إجهاد طاقاتهم إلى أقصى حد. ودمرت، حيث استطاعت، الأيديولوجيا والدين والأخلاق، وما إلى ذلك، وحيث لم تستطع فعل ذلك، حولتها الى كذب بيّن. وأنشأت للمرة الأولى التاريخ العالمي، لأنها جعلت تلبية حاجات كل الأمم المتحضرة وكل فرد فيها رهنا بالعالم كله، ودمرت بالتالي التفرد الطبيعي السابق للدول المنفصلة».
نلاحظ هنا، ان ماركس وإنجلز أرادا التأكيد على التحولات المؤلمة التي أحدثها رأس المال. ويجادلان بأن الإمبراطورية الرومانية، بكل آثامها وشرورها، كانت شكلاً خاملًا ومحافظًا إذا ما قورنت بالآثام والشرور التي أحدثها تطور السوق العالمية. ان «المنافسة العالمية» تربط الكوكب بأسره معًا تحت جرس مصنع واحد، مما يؤدي إلى انتزاع كل خصوصية سواء للأفراد أو لبلدان بأكملها.
وبعد أن أوضحا وجهة نظرهما العامة وهي أن «الحياة تحدد الوعي»، وطورا مخططا لمراحل التاريخ البشري، نجدهما يسعيان إلى دراسة تفصيلية لمدى الاختلاف الجذري لجميع المجتمعات السابقة عن رأسمالية القرن التاسع عشر. ثم يطرحان السؤال التالي: ما أنواع التشكيلات والأفكار الاجتماعية التي ستنشأ عن هذه الزوبعة؟
نظرية الثورة الشيوعية: لماذا وكيف
إن أحد الشرور الرئيسية لهذا الشكل الرأسمالي الجديد من التنظيم الاجتماعي هو ما يسميه ماركس وإنجلز «الاغتراب». وكان ماركس قد شرح هذه الظاهرة في (المخطوطات الفلسفية والاقتصادية لعام 1844). ويوضح كلاهما ان تقسيم العمل هذا، الذي تم ضبطه بدقة مع ظهور الرأسمالية الصناعية، له عواقب وخيمة على الأفراد:
«ذلك انه بمجرد ظهور تقسيم العمل، حتى يظهر لدى كل أمرئ مجال نشاط خاص، مجال حصري، يُفرض عليه فرضا، ولا يستطيع الهروب منه: فهو صياد بري، أو صياد سمك، أو راع، أو ناقد نقّاد، ويجب أن يظل كذلك إذا كان لا يريد أن يفقد وسائل رزقه؛ بينما في المجتمع الشيوعي، حيث لا يوجد مجال واحد حصري للنشاط، وحيث يستطيع كل أمرئ ان يترقى في أي فرع يرغب فيه، ينظم المجتمع الإنتاج كله، وبالتالي يوفر لي بالذات أن أفعل شيئًا اليوم، وشيئا آخر غدًا، أن أصطاد في الصباح الطرائد، ,اصطاد بعد الظهر السمك، وأقوم بتربية الماشية في المساء، وأصبح بعد العشاء ناقدا، كما يطيب لي، دون أن أصبح أبدًا صيادًا بريا، أو صيادًا للسمك، أو راعيًا، أو ناقدًا».
أي طريقة بسيطة وغريبة نوعا ما لتقديم الشيوعية التي ترد للمرة الأولى في هذا المؤلف! من الواضح أن دعوة ماركس وإنجلز للشيوعية تتجاوز مجرد التوزيع العادل للثروة، فهذا مجرد شرط مسبق للهدف الحقيقي للشيوعية، وهو حرية الأفراد في الهروب من سجن تقسيم العمل.
ينتقل ماركس وإنجلز بعد ذلك من (لماذا) إلى (كيف) يتم إلغاء الرأسمالية. وقد بعثرا موقفهما في ثلاثة أقسام فرعية وفي فصول مختلفة. فبعد أن حددا، في عام 1843، الحاجة إلى «طبقة عالمية» ثورية، فانهما الآن يجادلان في أن الرأسمالية، أو «الاغتراب»:
«إذا تكلمنا بلغة يفهمها الفلاسفة، لا يمكن، بالطبع، إلغاؤه إلا في حال توفر مقدمتين عمليتين. ولكي يصبح هذا الاغتراب قوة "لا تطاق"، أي قوة يصنع الناس ثورة ضدها، ينبغي بالضرورة أن تكون قد جعلت السواد الأعظم من البشرية "بلا ملكية"، وفي الوقت نفسه، في تناقض لعالم الثقافة والثروة القائم؛ كلا هذين الشرطين يفترضان مسبقًا زيادة كبيرة في القوة المنتجة، ودرجة عالية من تطورها ... إنها مقدمة عملية ضرورية للغاية، لأنه بدونها، لا يتحقق سوى انتشار الفقر بصورة عامة، وفي حال الفقر المدقع لا بد ان يبدأ من جديد النضال في سبيل الأشياء الضرورية، وهذا يعني انه لابد ان تنبعث كل الخساسة القديمة».
خلاصة القول إذا لم تكن هذه المقدمات العملية موجودة، فإن الثورة ستفشل (عدد قليل جدًا من العمال)، أو ستنتصر وسنقوم فقط بتوزيع "الفقر" بالتساوي (وسائل إنتاج قليلة جدًا). وباتباع هذا المنظور، أضاف ماركس وإنجلز ثلاث جمل غريبة:
«ان الشيوعية ليست بنظرنا حالة يجب أن تنشأ، وهي ليست مثالا أعلى يجب على الواقع أن يتكيف معه. نحن نسمي الشيوعية الحركة الحقيقية، الفعلية التي تلغي الحالة الراهنة للأشياء. وإن شروط هذه الحركة تخلقها المقدمة القائمة الآن». فما القصد من ذلك؟



#ثامر_الصفار (هاشتاغ)       Thamer_Alsafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 17
- الإجراء الملموس في الظرف الملموس
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 16
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 15
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 14
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 13
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 12
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 11
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 10
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 9
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 8
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 7
- لنقرأ ماركس وانجلز 6
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 5
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 4
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 3
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 2
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 1
- بالعربية لأول مرة مراسلات ماركس – فيرا زاسوليج
- الدين، الدولة المدنية، والديمقراطية


المزيد.....




- معركة الأجور.. وفرص المقاومة العمالية
- قادة الفصائل الفلسطينية في منتدي -مغرب مشرق- في تونس
- السيناتور الأمريكي ساندرز يطالب بوقف تواطؤ بلاده في الكارثة ...
- تحرك في الكونغرس لعزل بايدن بتهمة شراء الأصوات من المتظاهرين ...
- رفح.. العدو على أبواب مصر
- “أمن الدولة” تجدد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” 15 يوم ...
- طلاب العالم اتحدوا ضد الصهيونية وداعميها الرأسماليين
- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...


المزيد.....

- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز معا 18