أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر رفاعية - رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الخامسة عشرة















المزيد.....

رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الخامسة عشرة


زاهر رفاعية
كاتب وناقد

(Zaher Refai)


الحوار المتمدن-العدد: 7051 - 2021 / 10 / 18 - 09:35
المحور: الادب والفن
    


صحا الطبيب من نومه على صوت جلبة أهل القرية, و كأي طبيب أقسم على شرف المهنة أمر الجميع بإخلاء المستوصف فاصطفّ الجميع في الخارج, و كان أول نبأ تسرّب لهم عن لسان الطبيب بعد دقائق هو أنّ الجنديين قد فارقا الحياة بالفعل. أما سالم, فينتظره الموت أو جراحة عاجلة تعيد أحشاءه حيث يجب أن تكون, لذا فالطبيب ينشد معونة أهل القرية, واحداً لمناولته آلات الجراحة أثناء القيام بالمهمة وآخر يتبرّع بجزء من دمه لسالم الّذي فقد الكثير منه. وبالفعل اختار الطبيب شابّاً هو ابن بائع الحليب الّذي تعلّم شيء من طب الحيوانات بحكم مساعدته لأبيه في رعاية الأبقار وتوليدها, أما المتبرّع بالدّم فلم يكن إيجاده سهلاً, لأنّ الطبيب فحص كل بطاقات الجمع المحتشد فلم يجد زمرة دم تلائم دم سالم, فأصيب الجميع بخيبة أمل, قبل أن يسأل الطبيب إن كان ثمّة من في القرية يمكن أن يعطي سالماً بعضاً من الدّماء, فأخبره الجمع أنّ جمعاً آخر من الناس يرابطون عند المفوّضية و الّتي تبعد عن المستوصف خمس دقائق على متن عربة الحصان, فلم يتأخر الطبيب ثانية واحدة قبل أن يمتطي العربة ويحثّ الحصان على الرّكض باتجاه المفوّضية, ولكن خيبة أمله كانت كبيرة حين لم يجد هناك أيضاً من بمقدوره بذل دماءه لابن قريته.
في غمرة يأسهم سمعوا مقترحاً من طبّال القرية يذكّرهم أنّ القوّاد لا زال يشخر في فراشه, عند عريشة المومسات في آخر الطريق المؤدّي للقرية, وكاد ابن سالم أن يفتك بالطّبال قبل ان يتنبه إلى أنّ القوّاد قد يكون بالفعل آخر أمل لأبيه في الحياة, إذا ما شاءت المصادفة أن يكون دمه مماثلاً لدماء سالم.
(معاذ الله أن يختلط دم أبي بدم القوّاد, ولكني أرجو أن يكون دم القوّاد مناسباً) قالها ابن سالم في سرّه.
حين وصلوا هناك لم يكن القوّاد نائماً ولا مومستاه, إلّا أنّ دماء القوّاد بعكس دماء المومس البدين لم تكن ملائمة لمنح سالم منها شيئاً, فالتمعت عينا القوّاد وكأنّه وقع على كنز, لأنّ عشرة دراهم كانت كفيلة أن يأمر القوّاد مومسه بإنقاذ روح تائهة من الحزن في أفضل الأحوال, أمّا الآن وهو يملك سلطة الحياة و الموت من خلال الدماء التي تجري في عروق المومس, فالمبلغ كان حاسماً حين نطق به القوّاد (أريد طوق الذّهب الّذي على جيد زوجة سالم) .
لم يكن للطبيب أن يتفاوض مع القوّاد فحملهما كليهما -القوّاد والمومس- في عربته وعاد للمستوصف مروراً بالمفوّضية.
حين رأى ابن سالم وجه القوّاد صاح بأعلى صوته (الموت خيرٌ لأبي من أن يعيش بدم قوّاد في عروقه) هدّأ الطبيب من روعه و أخبره أن دماء المومس من ستسري في عروق أبيه لا دماء القوّاد, فبصق الشاب بحنق على الأرض لأنّه لن يتسنّ له بعد اليوم أن يستمني بمخيلة تجتاحها تلك المومس كما هو الحال الآن, ذلك أنّه سيشعر وكأنّه يستمني على أبيه, ولم يكن هناك من خيار آخر فهبّ من فوره وفكّ العربة عن الحصان واعتلاه قاصداً بيتهم كي يجلب الذّهب للقوّاد, وانتصاراً على الوقت أمر الطبيب المومس وقوّادها بالسير ناحية المستوصف.
حين وصل ابن سالم لبيتهم كانت نسوة القرية قد سمعن صوت الأعيرة النّارية القادم من جهة المفوّضية ولكن واحدة منهنّ لم تجرؤ على الخروج من بيتها, كما انّ ابن سالم لم يكلّف نفسه عناء شرح ما جرى للنسوة بل اخبر أمّه على عجل أنّ زوجها يأمرها بفكّ الطوق لأنّه يحتاجه, ولم تتلكّأ زوجة سالم في فكّ هدية عرسها والدّفع بها لابنها الّذي بدا لها أكثر من مجرد قنّاص بالبول لاسيّما من فوق الحصان الأشهب, ولكنّها سألته على عجل لمَ يحتاج سالم للذهب؟ فأخبرها ابنها ما ظنّته هذر أطفال (سيدفع به للمومس يا أمّاه!) ولم ينتظر الابن ليسمع التوبيخ من أمّه بل أخذ الذّهب وانطلق بالحصان حيث المستوصف.

كان الطبيب وباذلة الدّماء مع قابض ثمنه قد وصلا قبل دقائق و شرعا بتجهيز كيس سحب الدّماء، وخلافاً لعرف الطب لم يجرِ الطبيب أيّة فحوص للمرض على المومس لأنّ ملاءمة زمرة دمها لدماء سالم ونزف هذا الأخير ما قد سرى فوق أرض المستوصف, كفيل بغضّ النظر عمّا سواه, وما إن وقع الذّهب في يد القوّاد حتى أشار للطبيب برأسه إشارة كانت كفيلة بإخراج أولى قطرات الدّماء من جسد المومس لتملأ الكيس الصغير بعد وقت قصير كان كفيلاً بمنح ابرة المخدّر الأولى لسالم فتوقّف أنين هذا الأخير.
أخذ القوّاد عاهرته وعاد بها إلى العريش بينما أمر الطبيب مساعده بقفل باب المستوصف وشرع في إخراج الرّصاصة من خاصرة سالم فخرج معها نتف من جسده, وبعد ساعتين من الجهد المتواصل نجح الطبيب و البقّار بإغلاق جرح سالم بعد أن قاما بكل ما يمكن القيام به.
.
رابط الحلقة الأولى:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712551
.
رابط الحلقة الثانية:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713091
.
رابط الحلقة الثالثة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724510

رابط الحلقة الرابعة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724789

رابط الحلقة الخامسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725263

رابط الحلقة السادسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725449

رابط الحلقة السابعة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726033

رابط الحلقة الثامنة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726181

رابط الحلقة التاسعة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726582

رابط الحلقة العاشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727053

رابط الحلقة الحادية عشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732918

رابط الحلقة الثانية عشرة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733218


رابط الحلقة الثالثة عشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733373

رابط الحلقة الرابعة عشرة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733999



#زاهر_رفاعية (هاشتاغ)       Zaher_Refai#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على القرآنيين في مسألة الزنى - أحمد صبحي منصور أنموذجاً
- الفرق بين الأذان وجرس الكنيسة
- شيوخ الفن الأسود, -وجدي غنيم- أنموذجاً. (الجزء الأوّل)
- كيف تساعدنا الفلسفة في فهم مشكلاتنا المعاشة؟
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الرابعة عشرة
- الرد على سامح عسكر في مسألة حامد عبد الصمد ومعضلة التنويري ا ...
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثالثة عشرة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثانية عشرة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الحادية عشر
- كذبة سفينة الدّعوة إلى لله
- العلاقة بين الإدمان وصدمة الطفولة
- الحساسيّة من ريش البط
- كان صديقي فاضلاً ولكنّهم أخونوه.
- قواعد التقبّل الثلاثون
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة العاشرة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة التاسعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثامنة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة السابعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة السادسة.
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الخامسة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر رفاعية - رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الخامسة عشرة