أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر رفاعية - رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثانية عشرة















المزيد.....

رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثانية عشرة


زاهر رفاعية
كاتب وناقد

(Zaher Refai)


الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 16:51
المحور: الادب والفن
    


ضغط المفوّض على رقبة الدّرويش حتى كسر فيه كل اعتداد بفضيلة انقاذ إنسان لأخيه، ولكنّ حبّ إحسان الظنون أعاد للدرويش ثقته بالإنسان مع هواء أول شهيق بعد الاختناق، وبينما هو يختنق في سعاله, ندت عن غير قصد من فمه بصقة أصابت رأس المفوّض الّذي كان يحاول عبثاً اخراج إحدى رجليه من الطين الغادر. حينما يئس من إخراج رجله بالحذاء، خلع حذاءه وتركه في طين المستنقع بينما بقي حذاءه الآخر وفياً لقدمه, وقبل أن تغوص قدماه مرّة أخرى قفز في الماء و اجتاز المترين الّذين كانا يفصلان يده عن جذور شجيرات حافّة المستنقع, فالتقط إحداها و أخرج نفسه بعضلات يديه القويتين, وترك الدّرويش يغور في الوحل و يسعل.
تحت ضوء القمر كان الدّم المتخثر على ركبتي العروس أسوداً كلون أثر البراز على وجهها الممسوح، وكقلب المفوّض الّذي أعمى الغضب بصيرته حين التقت عيناه بعينيّ العروس، فانقضّ كالثور الهائج وأمسك بشعرها فسحبها لتنطرح أرضاً تحت قدميه ذواتا الحذاء الواحد.
(إذن فأنتِ عاهرة الزّفاف؟!) قالها المفوّض وهو يهوي بلطمة على وجهها، ولم تكن صرخاتها تصل أبعد من أذني الدّرويش الغائر حتى ركبتيه في الطين، ولم يكن الدّرويش يملك لها ولا لنفسه ضرّاً ولا نفعاً، حتى بعد أن هدأ سعاله، لم يملك سوى أن يستغيث بصوت دامع آملاً من المفوّض ألا يلوّث شرف نياشين بذّته الحكومية بدماء الشابة الصغيرة.
فقد المفوّض كل صواب في رأسه واندفع لا يحسب للطمه ولا رفسه فوق جسد الفتاة حساباً, أمسكها من شعر رأسها وجرّها حيث المستنقع, وغذّى غضبه أنّ العروس هي ابنة الكلب الّذي تجرّأ على رفع هراوة فلّاح فوق نجوم بذّة الشرطة ونسورها, ولكن حين تناهى لسمعه صوت الدّرويش وتذكّر كلباً آخر من كلاب القرية-على حدّ قوله لنفسه- هنا في ذات المكان, التفت إلى المستنقع بمثانة ممتلئة وبموهبة في قنص البول تفوق موهبة ابن سالم, سدّد رميه على رأس الدّرويش وقد احتمى الأخير من المطر الأصفر برفع ذراعيه متصالبين فوق رأسه, ولم يكن له أن يفعل غير ذلك.
كان ضياء القمر ينسل هارباً من بين الدّياجي، وكان لمشهد الشرطي الّذي يبول على متسول بينما تبكي فتاة بثوب زفاف عند قدمية أثر في عينيّ البوم على الغصن فوق الشجرة, إلّا أنه سرعان ما أطاره الفزع حين أمسك المفوّض بفستان العروس وشقه نصفين بحركة واحدة قبل أن يرمي به ناحية المستنقع فيحيل الدّرويش البائس بلحيته الطحلبيّة حورية مستنقعات حقيقي.
أمّا ابنة سالم, فيا لظلمات بزوغ ذلك الفجر في نفسها! ويا لآهات قهرها التي أفزعت كائنات الغابة وأرواح اجدادهم. ويا لدمعها الذي غسل أثر البراز عن وجهها, ويا ليد المغتصبة الحيرى بين ستر مخرج الحياة من جسدها ونشوة صفع فم مغتصبها.
نزلت صفعتها على شارب المفوض فانتصب قضيبه غيظاً وردّ لها الصفعة بثلاثة أمثالها واحدة منها كسرت منها عظمة الامل، فندت عنها صرخة لم تكن أقوى من صرختها حين أحست أفعوانه وقد اخترق أحشاءها محطّماً جدار العذريّة في فرجها وآخر جدر حريّة الاختيار في قلبها, جدار إرادة استعصى على أمّها تحطيمه في نفس ابنتها, أو ربما أبقته الأمّ في وجدان الفتاة عن عمد.
هل انتابك الاحساس يوماً بالغثيان, هل عبرت بأنفك ريح كانت قد مرّت بقرب جثّة كلب قد تعفّن, هل أتيح لك ترف تغطية فتحتي أنفك, أو حتى ترف إخراج القيء من فمك, هل جريت من المكان بسرعة و بحثت عن شهيق صافٍ أو عبير زهرة ينجيك؟ كل ذلك لم يتسنّ لابنة سالم حين شعرت بتدفّق سمّ الأفعوان داخل رحمها. كما أن قرف الحال أعماها عن رؤية جمال محاولات الدّرويش العجوز اليائس وكأنّه يريد أن ينقضّ على المفوّض بكلماته (اتركها يا ابن بائعة أطفالها, اتركها حبّاً بالله.. ساعدها يا اللّه, ليس لها غيرك يا اللّه, يا اللّه ...هل أصابك العمى أنت الآخر يا اللّه !)
خار المفوّض بقذفه خواراً أفزع خنازير الغابة, قبل أن يخرج قضيبه من فرج العذراء, في اللحظة الّتي سقطت فيها الفتاة أرضاً مغمى عليها, وقطرات دم بلون العبث تنساب من فرجها فلا تصلن أسفل سمرة فخذيها.
قفز المفوّض وبحركة واحدة أمسك غصن شجرة يتدلّى فوق المستنقع بيده اليسرى, بينما أمسكت يده اليمنى يد الدرويش العجوز ذو الجسد الضئيل, الذي كنت لتحسبه شجيرة نبتت من طين قاع المستنقع. لم يحتج المفوّض ذو السواعد المفتولة أكثر من خمس ثوان لإخراج الدرويش وطرحه بجانب الفتاة.
ستذكر سنونوّات هذا الصباح ما شاءت لنفسها بعده أن تطير, صوت تهشّم قلب العجوز الدرويش تحت أضلاعه, حين هوى المفوّض فوقه بحذاء رجله الأوحد, قبل أن يرفع الفتاة فوق كتفه ويتخذ من مفوّضيّة الشرطة هدفاً لركضه الحانق المنتشي.
.
رابط الحلقة الأولى:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712551
.
رابط الحلقة الثانية:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713091
.
رابط الحلقة الثالثة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724510

رابط الحلقة الرابعة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724789

رابط الحلقة الخامسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725263

رابط الحلقة السادسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725449

رابط الحلقة السابعة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726033

رابط الحلقة الثامنة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726181

رابط الحلقة التاسعة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726582

رابط الحلقة العاشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727053

رابط الحلقة الحادية عشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732918



#زاهر_رفاعية (هاشتاغ)       Zaher_Refai#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الحادية عشر
- كذبة سفينة الدّعوة إلى لله
- العلاقة بين الإدمان وصدمة الطفولة
- الحساسيّة من ريش البط
- كان صديقي فاضلاً ولكنّهم أخونوه.
- قواعد التقبّل الثلاثون
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة العاشرة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة التاسعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثامنة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة السابعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة السادسة.
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الخامسة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الرابعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثالثة
- إعجاز سورة الويسكي
- رواية: سالم من الجنوب (الحلقة الثانية)
- رواية: سالم من الجنوب (2)
- رواية: سالم من الجنوب (1)
- هل سنشهد قريباً انطلاقة -سَلَفي بوك- و-ملالي تيوب-؟
- هل تعاني سويسرا من البرقعوفوبيا


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر رفاعية - رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثانية عشرة