أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زاهر رفاعية - هل سنشهد قريباً انطلاقة -سَلَفي بوك- و-ملالي تيوب-؟















المزيد.....

هل سنشهد قريباً انطلاقة -سَلَفي بوك- و-ملالي تيوب-؟


زاهر رفاعية
كاتب وناقد

(Zaher Refai)


الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 20:29
المحور: كتابات ساخرة
    


إلى أي مدى قد يثير استغرابك أن تجد وكيلاً لوزارة الماليّة الأميركية على باب المسجد وهو يجمع من المصلّين رسم الدخول لحضور خطبة الجمعة؟ هذا لم يعد خيالات ومزاح بعد اليوم ولاسيّما في زمن الكورونا، حيث التحقت نسبة كبيرة من المسلمين بقنوات الشيوخ على اليوتيوب لأنه لم يعد يتسنّ لهم حضور الخطبة في المسجد كأيام الزمن الجميل بسبب إجراءات العزل. ليس خطب الجمعة فحسب ولا مشايخ العمائم وفقط من يتابعهم الناس على اليوتيوب, بل ظهر ما يمكن أن نسميهم شيوخ اليوتيوب أسوة بشيوخ الفضائيات.
الجديد في الأمر هو أنّ هؤلاء الشيوخ وابتداء من شهر حزيران-يونيو 2021 فصاعداً سيدفعون لمصلحة الضرائب الأميركية نسبة مما أفاء الله عليهم من إعلانات اليوتيوب والمشاهدات قد تصل لثلاثين بالمائة من إجمالي دخل القناة. ليس فقط الشيوخ والدّعاة هم من سيشملهم القرار، بل كل صاحب قناة على اليوتيوب بلا استثناء. حيث يجب على صناع المحتوى ملء معلوماتهم الضريبية حتى تتمكن غوغل من اقتطاع المبالغ المستحقة بداية من شهر يونيو/حزيران القادم، والتي ستشمل جميع صناع المحتوى على منصتها، وقد حذرت الشركة أنه في حال عدم تزويدها بمعلومات الضرائب بحلول 31 مايو/أيار2021، فإنه يتوجب على غوغل اقتطاع ما يصل إلى 24% من إجمالي أرباح صانع المحتوى في جميع أنحاء العالم.. المصدر(1)
أنا لا أشمل جميع الشيوخ والدّعاة، فمنهم من يتناول هذا العالم في خطابه كأنّه جسم واحد موحّد، ولا يفرّق في خطابه بين إنسان وآخر، وما أقلّ هؤلاء، بل وما أقلّ الصادقين منهم نسبة للمنافقين. لهؤلاء الصادقين أقول: فلتستثنوا أنفسكم من كلامي. أمّا الصنف الآخر من الدّعاة ممن يظنّون أنّ الله قد بعث الهواء فوق المعمورة فقط ليتنفسّوه هم وأتباعهم دوناً عن العالمين، فأتوجّه بالقول:
ثقبتم آذاننا يا كرام بعدم جواز العيش في بلاد الكفار والعمل عندهم ومعهم بل ولا حتى طلب رحمة ربّ العالمين لهم, وأفتيتم دون إعذار بعدم جواز دفع الضرائب لحكوماتهم الكافرة, التي تموّل الحرب على الإسلام والمسلمين, أليس كذلك؟ طيّب طال عمركم الآن لتثبتوا لنا صدق فتاويكم، ولتقوموا بحذف قنواتكم في اليوتيوب التي تبثّون من خلالها الفتاوى التي تفرّق ولا تجمع، والتي تهلك ولا تهدي. ذلك أنّه لمشهد مغرق في السرياليّة أن نجد مقطعاً لشيخ من الشيوخ على اليوتيوب يدعوا على أميركا بالويل والثبور، ثم يدفع ثلث عائدات مشاهدة هذا المقطع لحكومة أميركا التي ستستخدم هذه الأموال في تعزيز بنيتها العسكريّة والصحيّة كي لا يصيبها الويل والثبور الذي يتمنّاه لها شيخنا. ذلك أنّ الغرب أدرك منذ زمن بعيد أنّ الويل والثبور لا يأتِ الإنسان سوى من أخيه الإنسان، أمّا السماء فلا ينزل منها على قولة الدكتور "سامي الذيب" إلّا المطر والنيازك وذرق الطيور.
كي لا تستخفّ يا شيخ بمقدار العائدات التي ستجنيها مصلحة الضرائب من هذا القرار الجديد، يسعدني أن أخبرك بأنّ عائدات موقع يوتيوب العام الفائت على سبيل المثال بلغت خمسة عشر مليار دولار على ذمّة الدكتور "أشرف إبراهيم" مقدّم برنامج "المخبر الاقتصادي", تتقاسم الشركة نصف هذه العائدات مع صنّاع المحتوى، وبالتالي فضريبة 24 بالمائة من مجمل عائدات منتجي المحتوى ستذهب للخزينة الأميركيّة، أي حوالي 1.8 مليار دولار في العام على أقل تقدير، وهذا يشكل نصف إيرادات موسم الحج كاملاً لعام 2016! المصدر (2) (3).
كم هو لمغرق في السرياليّة أن نشهد شيخ التكفير "وجدي غنيم" ومثيله في التحريض على الجريمة الشيخ "أبو اسحق الحويني" وهم يحاضرون في أتباعهم على اليوتيوب بضرورة الجهاد كي يغنموا أموال قيصر, ثمّ ما إن يتمّ الشيخ الحلقة حتى يقتطع قيصر شخصيّاً من عائدات هذه الخطبة العصماء نسبة 30 بالمائة!
الأكثر سرياليّة هو مشهد شيوخ العمائم السّوداء وجماعة "الموت لأمريكا" ، الذين سيدفعون الأموال من عائدات صراخهم الهستيري على اليوتيوب لأميركا شخصيّاً. تخيّل معي أنّ أحد المعممين يجمع حوله ملايين المتابعين على اليوتيوب ويقوم فيهم خطيباً، ثم وعلى باب المسجد صندوق جمع تبرعات لأميركا بالإكراه!
الخلاصة:
نسبة لا بأس بها من الشيوخ لا يجب أن يتم تعريفهم بغير كلمة المنافقين، هؤلاء الذين يجسّدون في عيشهم مبدأ "عمائم من قماش.. واللحية ببلاش.. وآخر الشهر المعاش". هؤلاء الذين يسافرون عند أول زكام لبلاد الغرب كي يتعالجوا من أمراضهم، بل ومنهم من يحمل جنسيّة تلك البلاد. هؤلاء الذين يحاضرون في الزهد والتقشف والتصوّف من خلف موائد المناسف ومن شرفات قصورهم وسياراتهم الفارهة... هؤلاء الذين يركبون سيارات الألمان ويحملون حواسيب اليابانيين ويستخدمون هواتف الكوريين بل ويحملون أسلحة الأمريكيين ثم يأتي هؤلاء ويعيبون على المسلم والمسلمة أن يسافر لبلاد الغرب أو يعمل عندهم أو يدفع الضرائب لهم بل ولا حتى أن يذكرهم بكلمة خير لا أحياءهم ولا أمواتهم!
إلى المنافقين المذكورين أعلاه، والمقصود بالكلام يعرف نفسه أقول: ننتظر منكم حلّاً ثعالبيّاً لهذه المعضلة التي وضعكم أمامها أولاد العم سام "غوغل وأخواتها" فإمّا أن تغلقوا قنواتكم في اليوتيوب كي لا تموّلوا الشيطان الأكبر وحفيد قيصر وعدوّ الله والمسلمين. أو أن تبحثوا في كتبكم الصفراء عن فتوى تبيح لكم تمويل بيت مال المشركين حرصاً على بقيّة المال الذي سيذهب لجيوبكم. أو أن تبحثوا عن الإعجاز التكنولوجي في البعوضة أو فيما فوقها الذي سيفتح لكم آفاق إيجاد بدائل تقنيّة تبثّون من خلالها سمومكم بين العالمين دون أن تتورّطوا في مسألة دفع الجزية لغوغل وأنتم مبتسمون.
إذا ما تسنّ لكم أن تفتتحوا مثل تلك المنصّات فأقترح عليكم تسميتها مثلاً: "سلفي بوك" إذا كان القائمون عليها من بني النفاق السلفي, وأن تسمونها "ملالي تيوب" إذا كان القائمون عليها من منافقي الشيعة. وإذا ما أردتم إنشاء إتحاد بينكما لخلق منصّة جديدة تجمع بينكما فلتكن "راديكوكل"

المصادر:
1- https://www.youtube.com/watch?v=SeKEtf8A3FU

2- https://www.youtube.com/watch?v=0oPtoEXJm18
3- https://arabic.rt.com/business/897005



#زاهر_رفاعية (هاشتاغ)       Zaher_Refai#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعاني سويسرا من البرقعوفوبيا
- حول لقاء -رغد صدّام حسين- على قناة العربيّة.
- بين الشيخ الإخواني -علي قره داغي- وكبير أساقفة اليونان
- هل تجوز رحمة رب المسلمين على غيرهم؟
- ردّاً على إيّاد الشامي
- هو الدّين بيقول ايه؟
- عفواً سيّد مكرون! الإسلام لا يعيش أزمة
- كيف تخلق الحريّةُ أعداءَها؟
- البيدوفيليا المقدّسة في الإسلام
- حريّة التعبير تشمل حرق الكتب أيضاً
- وفاة النّاشطة التركيّة -ايبرو تيمتيك- بعد 238 يوم من الإضراب ...
- دعوة لقراءة كتاب (قلق السعي إلى المكانة)
- دولة الإمارات العربيّة البراغماتيّة المتّحدة
- دعوة لقراءة العدميّة في زمن الكورونا
- تعليق الكاتب التركي (أورهان باموق) على قرار تحويل متحف (آيا ...
- البعد السياسي والاجتماعي لأحكام الإعدام
- مرّ عامٌ على ترك التدخين!
- حريّة التعبير لا تشمل تبرير الجريمة
- خطورة أن يصبح .....رئيساً للدولة
- وهم السيادة الجنسانيّة للدولة


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زاهر رفاعية - هل سنشهد قريباً انطلاقة -سَلَفي بوك- و-ملالي تيوب-؟