أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر رفاعية - رواية (سالم من الجنوب) الحلقة التاسعة














المزيد.....

رواية (سالم من الجنوب) الحلقة التاسعة


زاهر رفاعية
كاتب وناقد

(Zaher Refai)


الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


تفرّق أهل القرية كلّ إلى بيته بانتظار ما سيسفر عنه صحو المفوّض، بعد أن راحوا يتمنّون لأنفسهم عواقب أقلّ من توقعاتهم، ويروّحون عن بعضهم بتطمينات فارغة، حتى توصّل بعضهم إلى أنّ العمدة سيختصر المشكل ويأمر بعزل مفوّض شرطته ثم يرسل بآخر إلى قريتهم، و إذا ما أراد الاحتفاظ بمفوّضه، فليرسله للعمل في مفوّضية شرطة غير هاهنا.
أما درويش القرية و بعد أن رحل القوم, رأى ماء المستنقع يتسلل عبر أنف وفم المفوّض الطّافي على ظهره, فهرع من فوره ونزل المياه الآسنة للمرّة الأولى بإرادته هذا المساء, حتى بلغت المياه منتصف فخذيه بينما غاصت قدماه في الوحل عند قاع المستنقع, حينها كانت يده قد بلغت حذاء المفوض وأمسكت به, ولكنّ الحذاء كان أملساً لكثرة ما قام صاحبه بمسحه وتلميعه, فانزلق من بين يديّ الدّرويش, وحين حاول صاحبنا سحب المفوّض من ياقة بذلته الرّسمية, تقطّع زرارها, وأخذت رجلا الدّرويش تغوصان أكثر فأكثر, حتى غدا من المتعذر سحب احداهنّ من بين براثن الطّين الغادر, ولكنّ الدرويش بقي متشبثاً بشاربيّ المفوّض كي يبقي فتحتي أنف الأخير وفمه فوق سطح الماء.
تناهى حينها لسمع الدّرويش صوت وقع أقدام من مكان ليس ببعيد, تبعه سقوط شيء ما بدوّي ليس بالخافت, فظنّ بادئ الأمر أنّ خنزيراً بريّاً قد وقع في حفرة صيّاد, ولكنه عرف أنّه لم يكن صوت خنزير قط, فالخنزير لا صوت له حين يخور وحيداً دون أن يسمعه أحد. هذا الصوت بالذات لا يعتمد في وجوده على أغشية الطبل, بل على شغاف القلوب, صوتٍ كصوتِ ملاك مسكين قد تكسّر جناحاه, فأخذ يبكي بعذوبة بكاء أنثى.
اعترت الدّرويش مسحة من الحياء جرّاء وقوفه عاري القفا يمسك رجلاً من شاربه في مستنقع مظلم وسط الغابة, لذلك آثر عدم الصّراخ طلباً للنّجدة, أضف لحيائه ذلك الأمل المستمدّ من التمنّي, أنّ غيبوبة المفوّض لن تطول كثيراً. هكذا سكن الدّرويش على تلك الحال, بينما راحت رجلاه تغوصان في الطّين ببطء وتبعثان في نفسه نشوة خفيّة.

رابط الحلقة الأولى:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712551
.
رابط الحلقة الثانية:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713091
.
رابط الحلقة الثالثة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724510

رابط الحلقة الرابعة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724789

رابط الحلقة الخامسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725263

رابط الحلقة السادسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725449

رابط الحلقة السابعة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726033

رابط الحلقة الثامنة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726181



#زاهر_رفاعية (هاشتاغ)       Zaher_Refai#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثامنة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة السابعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة السادسة.
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الخامسة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الرابعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثالثة
- إعجاز سورة الويسكي
- رواية: سالم من الجنوب (الحلقة الثانية)
- رواية: سالم من الجنوب (2)
- رواية: سالم من الجنوب (1)
- هل سنشهد قريباً انطلاقة -سَلَفي بوك- و-ملالي تيوب-؟
- هل تعاني سويسرا من البرقعوفوبيا
- حول لقاء -رغد صدّام حسين- على قناة العربيّة.
- بين الشيخ الإخواني -علي قره داغي- وكبير أساقفة اليونان
- هل تجوز رحمة رب المسلمين على غيرهم؟
- ردّاً على إيّاد الشامي
- هو الدّين بيقول ايه؟
- عفواً سيّد مكرون! الإسلام لا يعيش أزمة
- كيف تخلق الحريّةُ أعداءَها؟
- البيدوفيليا المقدّسة في الإسلام


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر رفاعية - رواية (سالم من الجنوب) الحلقة التاسعة