أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر رفاعية - رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثالثة عشرة















المزيد.....

رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثالثة عشرة


زاهر رفاعية
كاتب وناقد

(Zaher Refai)


الحوار المتمدن-العدد: 7036 - 2021 / 10 / 3 - 00:44
المحور: الادب والفن
    


قرّب سالم أذنه من أنف الدّرويش ولم يتوجب عليه أن يفعل, فجحوظ عينا المتسوّل العجوز لا يدع مجالاً للشكّ بمفارقته لروحه, لذا أسدل سالم عينا صاحبه, وحار جواباً يفسّر استلقاء فستان زفاف ابنته بجانب خصيتا درويش القرية.
هرول سالم عائداً أدراجه وتوسّط ساحة القرية, وندت عن صاحبنا صرخة أيقظت ساكني القرية من سباتهم, الّذي طال حتى لتحسبه لم يوجد سواه في نفوسهم (خاب سعيكم يا أهل الجنووووووووب) أعادها سالماً حتى لم يبق في الجنوب من نائم.
بالرّغم من أنّ بقال القرية الذي خرج أمام الدار أوّلاً, لم يفهم عمّ يتحدّث سالم, إلّا أنّه ألفى لسانه ينطلق بما ينطق به سالم (خاب سعيكم يا أهل الجنوب) وما هي إلّا هنّات وتلفى لا أحد في القرية إلّا ويردّدها دون أن يدر عمَّ خاب سعيه هو نفسه, حتى أنّ الشّمالي ردّد على لسانه ولكن دون حماس, بل بهمس أقرب للسخرية والحزن (خاب سعيكم يا أهل الجنوب)....هنّات أخرى وينزل جميعهم-أقصد رجال القرية- ويصعد سالم منصّة الزفاف ومن تحت شاربه الكثّ يخبرهم أنّ المفوّض قد قتل درويش القرية.
لو كان لقرية الجنوب بيمارستان للحمقى, لأخذ أهل القرية سالماً من فورهم وأودعوه هناك للأبد. المفوّض يقتل الدّرويش! همس أهل القرية لبعضهم بعضاً, والحقّ يقال: البتّة لم يكن ذلك منطقيّاً, ولكن اعجب و أيّما عجب أن يأبه أهل الجنوب للمنطق.
(يا أهل الجنوب يا أهل قريتي, لا للمفوّض بيننا, لا بدّ للمفوّض أن يرحل عن قريتنا, فليرحل المفوّض, ارحل, ارحل, ارحل عن قريتنا..) أعاد سالم العبارة الأخيرة مراراً قبل أن يترجّل عن المنصّة و يرفع يده ملوّحاً للجمع (ارحل ارحل عن قريتنا!) وبدل أن يبحث أهل القرية عن بيمارستان يحتضن جنون سالم, تبعه الجمع ملوّحاً هاتفاً (ارحل, ارحل عن قريتنا) حتى دون أن يسألوا سالم عن وِجهتهم ومبتغاهم.
ألفوا أنفسهم بمعيّة سالم أمام مفوّضية الشرطة الّتي احاطها ثلاث جنود شبّان ببنادقهم الموجّهة نحو أبدان الحشد, والّتي تروي تقارير العمدة للحاكم أنّهم كانوا بضعة أو حفنة على أبعد تقدير, بينما كان تعدادهم في الواقع تماماً كتعداد رجال القرية.
تناهى لسمع المفوّض في سريره صوت الحشد الغاضب, وكانت المرّة الأولى الّتي يرى أهل القرية مفوّضهم بلباس المنزل المستورد من الشّمال و المسمّى (بيجاما). وبما أنّ مشروعيّة احتكار القوّة هي العلامة الفارقة بين الحكومة وعصبة الأشرار, فقد خرج مفوّضهم من شرفة المفوّضية حاملاً بندقية مستوردة من نوع "بلاخوف" .
بهذه التي لا خوف في قلبها سيزرع المفوّض رصاصة في أحشاء سالم, ولكن ليس قبل أن يرمي سالم بحذائه البالي فوق رأس الشبّان حرس المفوضيّة, ليعلق الحذاء بفوّهة مدفع شابّ منهم, والّذي لم يكن سوى ابن بقّال القرية. لم تحتمل ذوات أهل القرية رؤية تلافيف أمعاء سالم وهي تنشد الخروج من بطنه, فتفككت ذوات الحضور من فورها, كما تفككت ذات سالم قبل ساعة من الآن.
رمق أهل القرية مفوّض شرطتهم بنظرة حيرى, تحمل الكثير من الاحتقار وعدم التّصديق... لقد قتل المفوّض سالماً, (ارحل, ارحل, عن قريتنا) هتافهم لم يتغيّر, لأنّهم لم ينسوه بعد, فلسان سالم لا يزال يلهج به. أمرَ ابن سالم بحمل أبيه لمستوصف القرية, وقد انتبه أهل القرية للزغب تحت أنف الصبي كأنّهم يروه لأول مرة, وقد كانوا محقين, فغير التّصويب بالبول على فوّهات الزجاجات لم يكن لابن سالم من ذكرى بينهم. ما إن حمل الرّجال سالماً على أكتافهم, حتى تابع ابن سالم ما بدأه أباه, ولكن بعد أن عدّل فيه شيئاً (الموت للمفوّض) .. ( الموت للمفوّض)
ردد أهل القرية خلف الصبي, حينها سمع أمر المفوّض لشبّان الحرس بفتح النار, فاستعصى اثنان عن تنفيذ الأمر ووقفوا باستعداد في وقفة تليق باحترام الجندي لبذته, بينما ثالثهم وكان ابن البقّال, فقد نظر بكل بلاهة لقائده قائلاً (أبي بينهم يا حضرة المفوّض, هل تريدني أن أطلق النار على أبي؟!)
لم يكن المفوّض من النّوع الذي يجيب عن الأسئلة, بل من النوع الذي يطرحها فقط, ولكن لغته اليوم قد تغيّرت, فلا أسئلة ولا أجوبة, بل أصبح لا يتكلم سوى لغة الـ"بلاخوف" فأطلق منها ما تبقى من رصاصات, أصابت اثنتان منهنّ أبدان الحرس, فقتلت واحداً من فوره, وآخر لن يعرف قطّ أين استقرّت منه الرّصاصة.
أمّا ابن البقّال فكان له شأن آخر.
.
رابط الحلقة الأولى:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712551
.
رابط الحلقة الثانية:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713091
.
رابط الحلقة الثالثة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724510

رابط الحلقة الرابعة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724789

رابط الحلقة الخامسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725263

رابط الحلقة السادسة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725449

رابط الحلقة السابعة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726033

رابط الحلقة الثامنة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726181

رابط الحلقة التاسعة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726582

رابط الحلقة العاشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727053

رابط الحلقة الحادية عشرة:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732918

رابط الحلقة الثانية عشرة:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733218



#زاهر_رفاعية (هاشتاغ)       Zaher_Refai#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثانية عشرة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الحادية عشر
- كذبة سفينة الدّعوة إلى لله
- العلاقة بين الإدمان وصدمة الطفولة
- الحساسيّة من ريش البط
- كان صديقي فاضلاً ولكنّهم أخونوه.
- قواعد التقبّل الثلاثون
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة العاشرة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة التاسعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثامنة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة السابعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة السادسة.
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الخامسة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الرابعة
- رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثالثة
- إعجاز سورة الويسكي
- رواية: سالم من الجنوب (الحلقة الثانية)
- رواية: سالم من الجنوب (2)
- رواية: سالم من الجنوب (1)
- هل سنشهد قريباً انطلاقة -سَلَفي بوك- و-ملالي تيوب-؟


المزيد.....




- دراسة تنصح بعزف الموسيقى للوقاية من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟ ...
- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهر رفاعية - رواية (سالم من الجنوب) الحلقة الثالثة عشرة