أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند البراك - ذكريات طفولة .5.















المزيد.....

ذكريات طفولة .5.


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 21:49
المحور: الادب والفن
    


رحيّم

في احد الايام و اثناء زيارة الضابط سعدون لعبد الإله في البيت . . . لمحت الخالة راجحة سعدون و كان بملابسه العسكرية فشبهته الى عشيرتها و اقاربها . . . واخذت تسأل عبد الإله عنه و عمّن يكون، عرفت الخالة راجحة من عبد الإله ان سعدون هو اخو الحاجة امينة زوجة الشيخ فخري من امّها، الساكنة في محلة الشيوخ في الأعظمية عند مرقد الإمام ابوحنيفة.
فرحت كثيراً، لأن ذلك طمأنها على سيرة عبد الإله من جهة و على كونه بايدي امينة معروفة ؟؟ كما كانت تقدّر، وانحلّت عقدة كانت تعاني منها اثر حلفانها اليمين بزيارة ابو حنيفة و الإمام الكاظم ثلاث مرات ان استقرّت ابنتها رسمية مع عبد الإله.
و بعد ايّام زارت الخالة راجحة الحاجة امينة، صحبة ابنها حيث حملهما سعدون معه بسيارته الدودج الحمراء، للمشاركة بالمولود الذي تقيمه الحاجة امينة بمناسبة المولد النبوي الشريف سنويّاً . .
و التقت بصاحبات زمان و قريباتها اللواتي لم تلتق بهن منذ سنوات، و تعرّفت بفرح على ابنتها الجميلة "سعاد" طالبة الصف المنتهي في دار المعلمات . . و منذ ذاك تواصلت لقاءاتهن و خاصة ايام الزيارات الدينية . . .
. . . .
. . . .
بعد حياة قاسية اضطر فيها للعيش في بيت اخيه الكبير الذي كان يتاجر بالحبوب و الاغنام، اضافة لوظيفته الحكومية . . استطاع رحيّم اكمال دراسته في دار المعلمين الريفية وتعيّن معلم ابتدائية في ارياف الصحين في العمارة ثم في الناصرية و في الأهوار و عاش بين مزارعي الرز والشلب هناك و عاش آلامهم و اغانيهم الحزينة و بالخصوص اغاني مسعود العمارتلي، و شاركهم طعامهم من السمك المجفف المنشور على الحبال تحت الشمس و المسموطة اللذيذة، و كيف كانت النساء تحمي ازواجهن من الحيوانات المفترسة التي كانت تجذبها روائح اللحم البشري الطري الذي كان كان يظهر منهم بسبب تشقق و تسلّخ اقدامهم لطيلة مكوثهم في المياه للعناية و مداراة الرز . .
الى ان استقرّ معلماً ريفياً في مدرسة ابتدائية، في خرنابات احدى بلدات محافظة ديالى وسكن في بيت للموظفين والمعلمين العزّاب القادمين من خارج البلدة . . . ولما كان ممن عانوا قساوة الحياة مبكراً اثر فقدانه المبكر لوالديه في طفولته، ولعيشه حياة قاسية في بيت اخيه الأكبر الذي بدد الكثير من الأملاك والأموال في حياة فارغة باذخة . . و الذي كان و كأنه سيفاً مسلطاً على اخوانه و ابنائه، فارضاً عليهم فروضاً قاسية في طاعته و خدمته و خدمة بيته و ضيوفه الذي كانوا يسهرون عنده في السابق الى الصباح في جلسات للعب الورق و شرب العرق . .
فإنه عاش توّاقاً الى الحرية والأنفتاح على الآخرين بتكوين الصداقات على اساس المحبة و الإخلاص، ساعياً الى تحقيق ما امكنه لزيادة معارفه و صياغة احلامه و السعي لبلوغها . . فعاش انواع الصداقات الحقيقية المخلصة من خلال النقاشات الجادة و تبادل الكتب المفيدة و اكتساب الثقة، في زمان عاشت فيه البلاد سنوات الحرب العالمية الثانية وهي تحت وطئة الأحتلال البريطاني الذي فرض احكاماً حديدية في البلاد ، عملاً بما كان يقوم به في تعزيز قواته وضبط مستعمراته في مواجهة الخطر النازي، و ازداد الفقر و الجوع . . وتصادق مع القس الشاب داود الذي كان يرعى كنيسة الشرق في تلك الأنحاء و صارا من خيرة الاصدقاء في السرّاء و الضرّاء . .
و عمل بنصائح صديقه القس بالسعي لتكوين اسرة و بان لايبقى وحيداً، بعد خلافه مع اخيه الأكبر وشقه عصا الطاعة عليه، و اضطراره الى التسجيل في دار المعلمين الريفية للحصول على اية وظيفة حكومية تضمن له راتباً شهرياً . . وكان يعود شهريا لا اكثر الى بيت اخيه الكبير بسبب الجفاء بينهما و بسبب تهيّبه من اخيه، و استنكاره لموقفه بعدم زيارته ابنه البكر الذي اضاع شبابه في سبيل مُثل انسانية راقية آمن بها، و آمن بها غالبية الشعب . .
و كان رحيم يلتقي بزملائه المعلمين في بغداد، في مقاهي و بارات هادئة في شارع ابو نؤاس، اضافة الى دأبه على زيارة ابن اخيه يقظان في سجن نقرة السلمان، في مواعيد الزيارة مع عوائل السجناء من مختلف القوميات و الأديان العراقية، و زادت معارفه بالنقاشات مع السجناء و مع عوائلهم، و من قرائته لأبرز الكتب و الروايات الجادة و الإنسانية التي كان يتعرف على اسمائها من خلال تلك النقاشات او من استعارتها منهم او من المكتبات العامة ان وجدت فيها . . و من تعرفه على عوائل السجناء و شبابهم و شاباتهم، وجد طريقه للتعرف على انواع التجمعات التحررية الناشطة من اجل نصرة قضية الشعب و فقرائه . .
من جهة اخرى، و في خضم نشاطه مع القس الشاب لمساعدة العوائل الآثورية و عموم المسيحية، التي هربت من مذبحة سميّل و من اعمال الإبادة التي لم تنتهِ من قبل السلطات و العصابات التركية الاسلاموية بحق الطوائف المسيحية، ازداد احتكاكه بهم و بشبابهم و شاباتهم من خلال الاعمال الخيرية و التبرعات التي كان يقدمها و يتبرع بها وجوه محافظة ديالى من خلال القس الشاب . .
و في احدى زيارات العوائل المسيحية صحبة القس الشاب، تعرّف على عائلة آثورية هربت من تركيا بعد مقاومتها للعصابات التركية و قُتل الاب فيها، و بمشاعر من التضامن و الإحترام لها، تحمّس لمساعدة ابنتهم " فيفيان " في سعيها للقبول في مدرسة الممرضات، في ترجمة الوثائق و في مرافقتها بمعية القس و بدونه . .
شعر للمرة الاولى في حياته بمشاعر الحب التي لم يألفها من قبل تجاه الصبية الجميلة ذات الثمانية عشر عاماً، التي سحرته بجمالها و بعينيها العسليّتين و شعرها الكستنائي المرسل الى كتفيها، اضافة الى دفء تعاملها و احترامها له . . فازداد اهتماماً بها و ازداد سعياً لقبولها في مدرسة الممرضات من خلال اقارب زملائه المعلمين هناك، حتى تمّ قبولها . . و سعى لرؤيتها دوماً من خلال مرافقته للمرضى الى مستشفى الصليب الاحمر المشيّد هناك، حيث تتمرن على اعمال التمريض و من خلال انواع الحجج بلا ضجيج، بل و بكل سريّة كي لا يجرح سمعتها او مكانتها الإجتماعية . .
و تزايدت مشاعره حدة حتى صار لا يستطيع النوم من كثرة التفكير بها و خوفه عليها، و صار في حالة لم يتمكن فيها من كبت معاناته في داخله دون البوح بها للصديق الاقرب له و هو القس الشاب، الذي قال له بعدما رواه :
ـ عزيزي رحيم لا طريق لك الاّ الزواج منها و طريق الزواج هذا مسدود بوجهك وفق القوانين العراقية حتى الان، التي توجب عليها تغيير دينها الى الإسلام، و لك ان تتصوّر حال عائلة كافحت للحفاظ على ديانتها و خسرت اباها على ذلك الطريق، و هربت من بلادها، ماذا سيكون موقفها . . عليك ان تبتعد عن البنت فيفيان فهي ليست لك، الحل الوحيد هو ان تخطفها ان وافقت هي على ترك اهلها و انا لا اعتقد انها ستوافق، لأنهم سيقاطعوها شئنا ام ابينا، فالعوائل المسيحية لا تستطيع مقاومة الغزو الإسلامي و قوانينه لها، الاّ بتضامنها العائلي الديني مهما كانت ظروفها، و الاّ لمابقي مسيحيون في المنطقة، و انت لستَ الأول الذي حمل تلك المشاعر الجميلة و كتم جرحه و واصل حياته . . هذه هي حقيقة حياتنا في شرقنا الاوسط . .
و بعد مناقشات طويلة و مستمرة عن كيف و اين و متى ؟؟ و ماهو موقف عائلته هو ؟ . . داس رحيم على جرحه المكابر و ابتعد بالكامل عن فيفيان كي لايؤذيها، و لكنه صار يعاني من ذلك الجرح . . و اقترح عليه القس ان يتزوج من انسانة ملائمة لماهيته، لأن في الزواج حلاًّ لما يعانيه . .
. . . .
. . . .
و مضت الشهور . .
. . . .
حتى صارح خالته راجحة يوماً بما يعانيه بعد الحاحها عليه بمصارحتها و هي التي كانت تلاحظ اضطرابه و ضعف شهيّته و معاناته و لا تعرف من ماذا !! صارح خالته و تفاجأ بتفهّمها لمعاناته و هي المرأة القوية في العائلة، التي كانت تتفهمه و تتفهم تطلعاته و حقه في حياة هانئة، لأنها كانت تجد فيه شاباً طموحاً جادّاً و مؤدباً، فكانت ترعاه وتحبه وتعمل على ان يستقل و يعيش في اسرة تعود له، بالزواج من شابة مثله، و اوصته بالصبر و بانها ستسعى بكل قوتها لمساعدته على الزواج.
حتى فاجئته يوما بقولها :
ـ رحيّم لكيت لك لكطة (لُقْطَة). . تصير زوجتك و تعيشون احسن عيشة !! معلمة شابة من عائلة معروفة و مستورة، و هي ايضاً معلمة و من اقاربنا من جهة الأم و لديها أم فاضلة . .
. . . .
. . . .
تقدمت الخالة راجحة الى الحاجة امينة و طلبت يد ابنتها سعاد لإبن اختها رحيم، و بعد انواع الترحيب طلبت الحاجة امينة ان تمهلها فترة زمنية للـ (الإستخارة) و معرفة رأي والدها المرحوم الشيخ فخري من حوارييه و من الخليفة و سارسل لكم الرد عندما يصلني !!
اخبرت الحاجة امينة اخاها سعدون و اولادها و خليفة التكية الصوفية بتقدم عائلة الخالة رابحة لطلب يد ابنتها و انها تنتظر منهم جواباً او رأياً على ذلك الطلب، و عرّفت بالخالة رابحة بكونها ابنة خالتها و من مريدي الشيخ عبد القادر الكيلاني و تسكن في محلة الفضل . .
بعد اسابيع استيقظت الحاجة امينة و هي تردد :
ـ الف الحمد الله و الشكر . . صلّوا على محمد و آل محمد. استلمت جواب الشيخ فخري بصوته في المنام و هو موافق على تزويج سعاد لـ رحيّم متمنياً لهما الرفاه و البنين .
و كان تأثير جواب الشيخ فخري هو القاطع المطمئن لنفس الحاجة امينة، رغم ما تناقله ابناؤها بأن رحيم يتدخل بالسياسة و يلتقي بنساء سياسيات، و يصادق قسّاً مسيحياً و يشرب الخمر بين حين و آخر . . حيث اعتبرت ان المهم هو جواب الشيخ و رأي الخالة راجحة المعروفة بالاستقامة و التديّن و رجاحة العقل التي ضمنت سلوك رحيم الطيّب و المهذب، و تأييد خليفة التكية التي عبّرت عن ثقتها بالخالة رابحة . . و التقت الحاجة امينة برحيم و ناقشته في تصوره للزواج و تكوين العائلة و بالاطفال، و اعجبتها آرائه و طمأنته بانه لن يرى الاّ الخير . .
و قد عُقد مهر رحيم على سعاد، على يد القاضي طه العلام تلميذ الشيخ فخري و بحضور الحاجة امينة و الخالة راجحة و ابنتها رسمية ام يقظان و خليفة التكية و مساعداتها، و اخ الحاجة غير الشقيق سعدون و اخو سعاد، محمد و اختها سعيدة . . و اتفقوا على الزواج بعد ثلاثة شهور كي يتعرف احدهما على الآخر.
و صار على رحيم ان يخرج مع عروس المستقبل القريب صحبة سعيدة و ليس دونها كما كانت الاعراف . . و قدّم رحيم زوجته المستقبلية لأصدقائه و عوائلهم و رافقته بعبائتها الى خرنابات في ديالى صحبة اختها سعيدة، لرغبتها في زيارة مكان اقامته و التعرّف على اصدقائه هناك، و سلّموا على القس الشاب داود، الذي اقام لهما وليمة فاخرة في حديقة الكنيسة المعطّرة بروائح قدّاح برتقال بعقوبة الشهير و كان الفصل ربيعاً . . و مما قاله القس في تلك الوليمة :
ـ اهنئكما من كل قلبي و اتمنى لكما زواجاً سعيداً و اطفالاً اصحاء حلوين مثلكما . . و انصح بان تطول مدة خطبتكما الى موعد الزواج كي يتقوىّ حبكما و يترسخ اكثر، لأن الشوق يستعر كلما طالت فترة الخطوبة بعيداً عن الزواج الذي اتمناه لكما من قلبي، لأن الزواج يجعلكما امام واجبات و اعباء عليكما ان تتهيئا لها بتزايد مشاعر الحب و الشوق بانتظاره !
. . . .
. . . .
مرّت الشهور و أُعلن زواج رحيم من الشابة المعلمة سعاد، و سكنا في بيت الحاجة امينة ومعهم سعيدة البنت الصغرى للحاجة، و تقسّمت اعمال المنزل بينهم و سُرّت الحاجة باستعدادات رحيم و قيامه بعدة اشغال للبيت و احترامه لتقاليد الحاجة الدينية و الصوفية و ايمانها بها، و بمرور الوقت ازدادت ثقة الحاجة برحيم ، و عملت بدأب عبر معارفها الى ان استطاعت نقله كمعلم في الكريعات الواقعة في شمال الاعظمية و جزءاً منها . .
بعد معيشة رحيم و زوجته الشابة في بيت الحاجة امينة و محبة الحاجة لرحيم و هي تلاحظ انسجام الزوجين الشابين و حبّهما الجميل . . برزت مشاكل لم يُفكّر بها احد من قبل، منها مشاكل الأخت سعيدة طالبة الثانوية، التي فهمت خروجها مع الزوجين الشابين في فترة الخطبة و وجودها معهما بتكليف والدتها، فهمت ذلك بأنها هي الوصيّة عليهما و ان عليها مراقبة حركاتهما و ملابسهما و خروجهما و و كيفية جلوسهما و اين، و صارت لاتكف عن اطلاق الملاحظات و الغمز و اللمز، و عند عدم الآخذ بها كانت تنفعل و تصيح و تعمل والدتها على تهدئتها . .
من جهة اخرى، كان محمد ابن الحاجة يدخل البيت في اي وقت يريد و كأنه هو ابو البيت، و يتفق مع ملاحظات اخته سعيدة، بان هذا هو الصحيح و هذا خطأ و ان الحق مع سعيدة ! و يضيف عليها بانه شاهد رحيم مع سياسيين يتناقشون في مقهى " شريف و حداد " المطل على النهر . . حتى وصل بملاحظاته الى ان اصدقائه شاهدوه مع شابات في الباب الشرقي، الأمر الذي احزن سعاد و اجهشت بالبكاء لأن رحيم لم يخبرها و من يكنّ اولئك النساء، و لم تصدّق كلام رحيم بسهولة، بعد ان اوضح لها انهن معلمات عاطلات عن العمل و انه و زملائه يسعون لمساعدتهن على ايجاد عمل . .
و كانت القنبلة الكبرى بدعوة رحيم اصدقائه الى بيت الحاجة، و اثناء جلوسهم جاء الأخ الأكبر زكي الى البيت دون استئذان و سلّم على الأصدقاء و تفاجأ بهم لأنه عرف بعضاً منهم : زكي خيري، عامر عبدالله، عبد الرحمن الضامن الذي كان وجها قومياً بارزاً و آخرين . . و استمر زكي بجلوسه لمحاولة معرفة ما الذي يجمع قوميين بماركسيين و غيرهم، الى ان غادر . . فواصلوا جلستهم التي كانت الاجتماع التأسيسي لتنظيم " اللجنة الثورية " ، الذي كان يتهيأ للمشاركة بانتخابات مجلس النواب و تكوين الكتلة الوطنية لذلك . .
و بعد خروج الضيوف، بدأت نقاشات صاخبة و احتدّت و دخلت فيها الحاجة امينة :
ـ يعني شنو السياسة . . ابني كلّنا اسلام محمدية.
ـ يعني احنا شباب نسعى للدفاع عن حقوق الفقراء و تحسين احوال البلد.
ـ بس زكي يقول ان اصدقائك مطاردين من رجال الأمن و عليهم القاءات قبض، خاصة الاشيب و ابن الضامن منهم .
ـ حجيّة هذا كذب، احنا نسعى للمشاركة بانتخابات مجلس النواب بتكوين كتلة انتخابية و جهها الاساسي المناضل القومي التحرري عبد الرحمن الضامن ابن النائب الشهير الضامن عن اهل الاعظمية . . و الآخرين عن باب الشيخ و عنه و و و ان كانوا مطاردين لايسمحوا لهم بالترشيح للانتخابات . .
و سانده باقواله الصحفي الرياضي برهوم حفيد الحاجة الذي كان معهم . .
ـ ابني اني ما افهم هالمسائل، المهم تحمي ابنتي و عائلتكم و تبتعد عن السياسيين الزكرتيه اللي ماعدهم شغل و لا عمل بس الكعدة بالمقاهي و النقاشات . . هذا طويل و هذا قصير و هذا كذا ، ابني احرص على زوجتك و هي امانة برقبتك، و تجدني دائماً ساعدك الايمن !!
. . . .
. . . .
وجد رحيم في سعاد الزوجة و الاخت المخلصة و الرفيقة الوفية، حين قالت له :
ـ انا اتفهمك و الاحظ ماتعانيه لشهور من السكن مع اهلي، رغم ان الوالدة معنا و تساندنا و هي تحبك كإبنها . . انا افكّر ببناء قطعة الارض التي ورثتها من المرحوم والدي لتكون بيتنا و لكن علينا تدبير نفقات ذلك، مارأيك ؟ هل نستطيع ؟؟
اجابها بحماسة :
ـ عظيم عيني سعاد !! سأعمل ما بوسعي لتدبير المال و القروض .
ـ نعم !! و نعمل معاً . .
و بعد دراسات و نقاشات متنوعة عن البناء و الامكانيات المالية و كيفية توفيرها في وقت تزايد غلاء الاسعار، توصلا الى انهما يستطيعان بناء غرفتين و صالة، يقابلهما من الجهة الأخرى سرداب ضروري لمواجهة حرّ الصيف، اضافة الى مطبخ و مرافق، و الباقي من المساحة يمكن ان يكون حديقة لا بأس بها خاصة و انها بقعة تشرق عليها الشمس الى ما بعد الظهر . . كمرحلة اولى صالحة و كافية للسكن خاصة و ان سعاد كانت تنتظر مولودها البكر، مرحلة يمكن استكمالها لاحقاً عند توفر الشروط اللازمة و خاصة المالية . .
فقدما على قروض من المصرف العقاري و مصرف الرهون اللذين كانا يصرفان القروض وفق نسب الرواتب، الاّ انهما قدّما عليها رغم رواتبهما القليلة كمعلمين شابيّن . . و قد تفاجآ بالمنحة التي قدمتها لهما الحاجة امينة بارتهان ذهبها و منحة من التكية الصوفية، و المنحة التي قدّمها لهما القس داود من كنيسة المشرق، و الهدية المالية الثمينة التي ارسلتها الخالة وجيهة ام مزهر من الحلة، اضافة الى منحة من الاسرة التعليمية في مدرسة الشفق التي كانت تعمل فيها المعلمة سعاد . . و كانا قد استلما رسالة قلبية من يقظان من سجن نقرة السلمان يهنئهما فيها و معها مبلغ مجزي من عوائل السجناء السياسيين هناك . . (يتبع)

17 /10 / 2021 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات طفولة .4.
- ذكريات طفولة .3.
- ذكريات طفولة .2.
- عن بيان سماحة المرجع الاعلى حول الانتخابات
- ذكريات طفولة .1.
- الانتخابات: التشرينيّون و صراع الميليشيات .2.
- الانتخابات: التشرينيّون و صراع الميليشيات .1.
- المناضل الكبير كاظم حبيب . . وداعاً !
- افغانستان و تغيّر الستراتيجية الاميركية .2.
- افغانستان و تغيّر الستراتيجية الاميركية .1.
- التغيير: روح الدستور، مطالبات تشرين !
- من اجل بقاء العراق موحداً .3.
- من اجل بقاء العراق موحداً .2.
- من اجل بقاء العراق موحداً .1.
- الإنتخابات، مخاطر توحّد الفساد و الإرهابيين ! .2.
- الإنتخابات، مخاطر توحّد الفساد و الإرهابيين ! 1
- عندما يكذب الحكام !
- عندما يكون الفساد حاكماً !
- البابا يدعو لمطالب تشرين !
- في ذكرى 8 شباط الاسود .2.


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند البراك - ذكريات طفولة .5.