أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الملك ميداس، ونفتالي بينت!














المزيد.....

الملك ميداس، ونفتالي بينت!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7033 - 2021 / 9 / 29 - 10:17
المحور: كتابات ساخرة
    


كثيرون استمعوا إلى خطاب، رئيس وزراء إسرائيل الجديد، نفتالي بينت، يوم 27-9-2021م، ولكنهم لم ينتبهوا إلى جملة قالها في ثنايا الخطاب، وهو يتحدث عن السلاح النووي الإيراني، باعتباره كارثة عالمية، قال: "إنَّ إنتاج السلاح النووي الإيراني، لا يُشبه (لمسة الملك ميداس) السحرية، بل هو لمسة كارثية على العالم"
قبل أن أسرد موجزا عن أسطورة لمسة الملك ميداس، فإنني أعتقد أن، نفتالي بينت خضع لدورة تدريبية مكثفة في فن الإلقاء، وحفظ المقطوعة الخطابية حفظا يستحق عليه نسبة التسعين في المائة، حتى أن الصحفية، لهاف هاركوف مراسلة الجورسلم بوست كتبت بعد ساعات من خطابه السابق تُعلِّقُ عن صدى خطابه ولقاءاته مع الجالية اليهودية في أمريكا، وكيف أثار إعجابهم بسرد طرائف حياته في أمريكا وهو في سن السابعة، لدرجة أن الصحفية، لهاف، قالت: يستحق على ذلك الشيكولاتة!
أما عن لمسة، ميداس، فهي أسطورة قديمة تقول: "إن الملك، ميداس كان عاشقا لجمع الذهب، كان يقضي كل أوقاته بين خزائنه الذهبية سعيدا مزهوا، وكان يتمني لو أنه استطاع حكم العالم كله بخزائنه الذهبية.
ذاتَ يومٍ حضر أمامه ملاكٌ من السماء، وقال له: تَمنَ، سوف أُلبي كلَّ طلباتك! قال الملك: أريد أن تكون ليديَ لمسةُ سحرٍ ، أتمكن بها من تحويل كل ما ألمسه إلى ذهب! قال له الملاك: أواثقٌ أنك ستكون سعيدا؟ قال نعم، فمنحه الملاكُ هذه القدرة، وبسرعة تمكن من تحويل حديقة الورود في قصره إلى ذهبٍ، ثم طلب من الخادم كوبا من القهوة، أُصيبَ ميداس بالدهشة الأولى عندما تحولت القهوة إلى ذهب، هكذا لم يستطع أن يأكل طعامه، بعد أن أصبح ذهبا، فاكتأب وانزوى، جاءتْه ابنتُه الوحيدة تُخفِّف عنه الألم، فتحولت عندما لمست يد أبيها إلى فتاة ذهبية، أوشك الملكُ، ميداس على الموت، إلى أن جاءه الملاك مرة أخرى، خرَّ الملكُ ساجدا تحت قدمي الملاك قال: أرجوك، أعد للورود رائحتُها، وللطعام مذاقُه، أعد لي ابنتي الوحيدة، كانت ضحيتي، وضحية جشعي! قال له الملاكُ: اذهب واغتسل في النهر، وأحضر ماء منه ورش على ما صنعته يداك، سيعود إلى الحياة من جديد كما كان!
صار منظرُ الذهب عند الملك ميداس أبشعَ منظرٍ!
نفتالي بينت، حفظ القصة منذ الطفولة، ولكنه للأسف لم يحفظ نهايتها المعبرة، بقي عند بدايتها، وهو اليوم يمارس الطقس السياسي نفسه، فهو طفلٌ غرسوا في عقله شعارا رئيسا: "الاستيطان هو ذهب إسرائيل الثمين وثروتها الأبدية، لا شيء سواه، يجب تحويل كل أراضي فلسطين إلى مستوطنات وبؤرٍ استيطانية ذهبية، لم يتوقع بينت حتى الآن نهاية هذا الحلم!
سيظل، نفتالي بينت زعيما غِرَّا يُردد محفوظاته التقليدية، على الرغم من أن الذين حفَّظوه المقطوعة الخطابية، أزالوا منها فلسطين بقصد إخفاء قضية فلسطين باعتبارها قضية عدالة دولية، ونسوا أن اسم فلسطين أصبح عنوانَ العالم أجمع.
دسَّ معاونو، نفتالي بينت في ثنايا خطابه القنبلة الإسرائيلية المُكررة على لسان كل الزعماء، وهي؛ "لن تسمح إسرائيلُ لإيران بامتلاك السلاح النووي" على الرغم من أن إسرائيل هي الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط!
ثم أمروه ألا ينسى في خطابه الشعار المركزي الإسرائيلي منذ تأسيس هذه الدولة؛ (إسرائيل هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط) ودفعوه لمهاجمة مؤتمر، دربان في جنوب إفريقيا، وهو المؤتمر الذي عقد عام 2001 ردا على عنصرية إسرائيل، متناسين كل تقارير المنظمات العالمية، التي أكَّدت على أن إسرائيل ليست فقط لا ديموقراطية، بل هي أبارتهايد، جاء ذلك في بيان المنظمة الدولية للصحافة، هيومن رايتس ووتش، وأيضا في آخر طبعة من ميثاق حزب العمال البريطاني!
هكذا، ترك معاونو، نفتالي بينت له الحرية في اختيار قصص الطفولة، بخاصة بداية قصة الملك ميداس! ثم لقَّنوه أيضا مقتطفا من التلمود ليجذب بها أتباعه، الحارديم: "مَن صانَ حياة بريءٍ، فكأنه صانَ حياةَ الناس جميعا" وظنَّ أنه بهذا المقتطف أسدل الستار على جرائم جيش الاحتلال، وكان آخر هذه الجرائم قبل أن يُلقيَ خطابه ببضع ساعات فقط، اغتيال الشهداء الخمسة في جنين والقدس وبيت لحم، وهم نائمون في بيوتهم!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساحة السعادة في فلسطين!
- الناصرة عاصمة فلسطين الثقافية!
- اعترفوا بزواجه!
- برنامج البيغاسيوس، قاتل بلا دلائل!
- خطاب، جو بايدن في مؤتمر المعلمين!
- لا تغتالوا طفولة أطفالكم!
- القبر الملوث!
- لاصق (الكيبا) على صلعة، نفتالي بينت!
- تعويم الحكومات في إسرائيل
- جواسيس إسرائيليون!
- لماذا يغتالون الإعلاميين؟
- التضليل الإعلامي في إسرائيل!
- عزدة إلى الحياة من جديد!
- الاضطهاد والعنصرية في الدولة الديوقراطية!
- ألتراس نتنياهو الإرهابي!
- حروب الويكبيديا
- عصر الفنون الرديئة!
- نجاح حفيد كاهانا في الانتخابات
- طبيب الفقرار في بغداد
- قصص نسائنا في عيد النساء


المزيد.....




- تغطية خاصة من حفل افتتاح الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان ...
- ناشرون بمعرض الدوحة للكتاب: الأدب وعلوم النفس والتاريخ تتصدر ...
- فنون الزخرفة الإسلامية والخط العربي تزين معرض الدوحة الدولي ...
- محامي ترامب السابق يكشف كواليس شراء صمت الممثلة الإباحية
- المهرجان الدولي للشعر الرضوي باللغة العربية يختتم أعماله
- -مقصلة رقمية-.. حملة عالمية لحظر المشاهير على المنصات الاجتم ...
- معرض الدوحة للكتاب.. أروقة مليئة بالكتب وباقة واسعة من الفعا ...
- -الحياة والحب والإيمان-.. رواية جديدة للكاتب الروسي أوليغ رو ...
- مصر.. أزمة تضرب الوسط الفني بسبب روجينا
- “شو سار عند الدكتور يا لولو”.. استقبل الان تردد قناة وناسة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الملك ميداس، ونفتالي بينت!