|
الناصرة عاصمة فلسطين الثقافية!
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 7020 - 2021 / 9 / 15 - 05:04
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
(هاجمَ طلابٌ متظاهرون، مدرسة غازي الشوا في بيت حانون في غزة، أمطروا المدرسين وإدارة المدرسة بالحجارة يوم 11-9-2021م، لأن المدرسة لم تسمح لطلابها بإفشال اليوم الدراسي، بادعاء المشاركة في المظاهرات لنُصرة الأسرى في شوارعنا)! ما أكثر الذين رأوا شريط فيديو الخبر السابق، وصبوا غضبهم على المدرسين أنفسهم وعلى إدارة المدرسة! وما أكثر الذين اتهموا الآباء بإهمال تربية الأبناء، ولم يربطوا بين هذه الممارسات الخطيرة، وبين أهدافها الحقيقية الخطيرة، وهي تغيير مسار النضال، من نضال ضد المستعمر وهو النضال الصحيح، إلى تخريب لمؤسسة تربوية غير محبوبة، وهي المدرسة! أعادني هذا الخبر إلى ما حدث في زمن الانتفاضات الفلسطينية السابقة، حين حَرفَ أدعياءُ النضال بوصلة النضال الفلسطيني، من نضالٍ ضد الاحتلال، إلى قتالٍ وصراعٍ ضد الأهل! شلَّ قادةُ الأحزاب الفلسطينيون في تلك الفترة حياةَ أهلنا بالإضرابات، منعوا العاملين من كسب قوت يومهم، أشعلوا الإطارات المطاطية السامة أمام بيوتنا وفي شوارعنا، امتثل المقهورون لتعليمات (الملثمين) خوفا من القتل والبطش، وإلصاق التهم بهم، كانت الضحية الرئيسة لتلك الممارسات هي إغلاق المدارس، وتخريب نظام التربية والتعليم، فأفسدوا الأجيال! هكذا اشتبك الفلسطينيون مع بعضهم وأصبحَ نضالُ الفلسطينيين محصورا في مهرجانات تصفية العملاء بعد تعذيبهم في الساحات العامة، بلا محاكمات، واتضح بعد جرائم القتل أن معظم هؤلاء لم يكونوا عملاء، بل كانوا وطنيين شرفاء! ظننتُ بأننا اكتشفنا هذا العيبَ الخطير، وشرعنا في تعديل مسارنا، لكنني اكتشفتُ بأنني كنتُ على خطأ، حين تابعت وسائل الإعلام الرقمية في شهر سبتمبر الحالي 2021م، في قضية هروب أسرى الحرية من، سجن غلبوع، أبشع المعتقلات في العالم، وما أثارته هذه الحادثة من صراع ليس مع المحتلين بل زادت الانقسام بين الفلسطيني والفلسطيني، استُعملت فيه صفاتُ التخوين والتشكيك والعداء، بخاصةٍ عندما سوَّق المحتلون بأن الواشين على الأسرى هم فلسطينيون من سكان مدينة الناصرة! الناصرة، عاصمة الثقافة الفلسطينية، هذه المدينة الفلسطينية التاريخية، موطن القادة الفلسطينيين الأكْفاء، ومصنع إنتاج الثقافات والفنون، وخلية المناضلين، وبوتقة صهر العقائد والأعراق، فهي مهد أجيال عديدة من المثقفين، الكاتبة المبدعة مي زيادة، خليل بيدس، كلثوم عودة، إميل توما، إميل حبيبي، وتوفيق زياد، ومئات آخرون، لذا فإنها ستظل مدينة مستهدفة من الاحتلال، لاغتيال كل تلك المفاهيم، وإحداث شرخ في نسيج المجتمع الفلسطيني المناضل! لم تَكتفِ المؤامرةُ الاحتلالية بالناصرة عاصمة الثقافة، بل نقلوا المعركة إلى رمزٍ فلسطيني آخر، هو بدو فلسطين المناضلون، أبطال الصمود والتحدي، ممن أفشلوا خطة (بيغن برافر) لتهويد النقب، مناضلو قرية العراقيب، وقرية طويل أبو جرول، ممن يتصدون يوميا لجرافات الاحتلال، هؤلاء هم شوكة في حلق المحتل الغاصب، وهم ترسانة فلسطينية للصمود والتحدي! استهدفتْ المؤامرةُ الاحتلالية مرة أخرى بدو النقب الفلسطينيين، اختصرت المؤامرةُ كلَّ مناضلي النقب في كتيبة قصاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي، نسبتْ إليهم مسؤولية إلقاء القبض على إخوتهم الأسرى طالبي الحرية من سجن غلبوع الاحتلالي القهري، ونسينا أن قصَّ الأثرِ في عصر، غوغل إيرث قد انتهى منذ زمنٍ بعيد، فصببا جام غضبنا عليهم، ونعتناهم بأبشع الأوصاف، وشوّهنا، نحن الأهل، نضالهم وألصقنا بهم التهم! نسيَ كثيرون للأسف أن كلَّ أخبارِ أسرى الحرية تصدر من بوقٍ واحدٍ لا غير، وهو مصنع إنتاج الشائعات، وتعميق الانقسام الفلسطيني، تصدر من مطبخ الجيش الإسرائيلي البارع في حرف بوصلة النضال!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعترفوا بزواجه!
-
برنامج البيغاسيوس، قاتل بلا دلائل!
-
خطاب، جو بايدن في مؤتمر المعلمين!
-
لا تغتالوا طفولة أطفالكم!
-
القبر الملوث!
-
لاصق (الكيبا) على صلعة، نفتالي بينت!
-
تعويم الحكومات في إسرائيل
-
جواسيس إسرائيليون!
-
لماذا يغتالون الإعلاميين؟
-
التضليل الإعلامي في إسرائيل!
-
عزدة إلى الحياة من جديد!
-
الاضطهاد والعنصرية في الدولة الديوقراطية!
-
ألتراس نتنياهو الإرهابي!
-
حروب الويكبيديا
-
عصر الفنون الرديئة!
-
نجاح حفيد كاهانا في الانتخابات
-
طبيب الفقرار في بغداد
-
قصص نسائنا في عيد النساء
-
حلب الأزمات
-
أيهما توفيق الحكيم؟!
المزيد.....
-
دراسة: فقدان الشريكة أكثر فتكا بالرجال
-
المغرب: غضب إثر إفراج القضاء الفرنسي عن رئيس شركة متهم بارتك
...
-
اعترافاته ورطته.. الأمير هاري قد يواجه الترحيل من الولايات ا
...
-
دونيتسك: الغرب يدفع أوكرانيا إلى شن هجوم مضاد
-
إقرار أوروبي بعدم نجاعة العقوبات ضد موسكو
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وأصداؤها في
...
-
عاجل | بلينكن: الولايات المتحدة ممتنة للحكومة الرواندية وتشك
...
-
تطور نوعي.. أرمينيا تعلن قرب فتح المعابر البرية مع تركيا لأو
...
-
تطبيع عربي مع الأسد وتصعيد روسي إيراني ضد أميركا بسوريا
-
-ثلاث هجمات على قواعد بسوريا-.. ومسؤول يؤكد -إصابة- جندي أمي
...
المزيد.....
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
-
السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ -
/ محمد عادل زكى
المزيد.....
|