أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - القبر الملوث!














المزيد.....

القبر الملوث!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6944 - 2021 / 6 / 30 - 09:16
المحور: حقوق الانسان
    


هي امرأة يهودية، كانت تعاني من مرض السرطان، اسمها، أماندا إلك، متزوجة من حاخام يهودي، اسمه، ميخال إلك، وهو حاخام يهودي يسكن الاثنان في التلة الفرنسية في القدس.
هما متزوجان منذ خمس سنوات، ولهما ستة أطفال، ماتت الزوجة، أماندا في شهر فبراير 2021م، دُفنت في المقبرة اليهودية وفق الأصول الشرعية.
ذاتَ يومٍ، مدح أحدُ أبناء المرأة المتوفَّاة السيدَ المسيح في إحدى الحصص في مدرسته الدينية، اليشيفا، ما أثار استغراب المدرسِ الحريدي وبقية طلاب الفصل، هذا استدعى إعادة فحص سبب هذا المدح، لأن المُعتاد في مدارس الحارديم المتطرفين هو ذم وشتم رسول المسيحية والإسلام، وليس مدحهما.
قامت مجموعات الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر التابعة للحارديم بالبحث عن سبب مدح السيد المسيح، واكتشفوا المؤامرة (الكبرى) في قصة هذه الأسرة!
وهي أن الحاخام، ميخال، القادم من أمريكا، كان مبشرا للطائفة المسيحانية الصهيونية، الانجليكانية، وهو يدعي أنه حاخام يهودي من سبط، ليفي!
مع العلم أن هذه طائفة، المسيحانية الصهيونية تدعم إسرائيل بملايين الدولارات، ولها سفارة ضخمة في القدس، ولكن هذه الطائفة لا تحظى بالترحيب في الوسط الأصولي الحريدي، لأنها تبشر بالمسيحية، وتنتظر المسيح المخلص، ولا تنتظر الماشيح اليهودي، بعد المعركة الفاصلة في، هرمجدون، في زمن اليوبيل، مع تباين الآراء بين الطائفتين في؛ هل ستكون السيادة النهائية للمسيحية، أم لليهودية؟!
بناءً على التهمة السابقة، فإن زوجته المتوفَّاه، أماندا، كانت أيضا تعمل معه، فهي إذن ليست يهودية نقية! لم تنته القضية باستجواب الحاخام المزيف، وطرده من الطائفة، لأنه أنكر كل الدعاوى السابقة، واكَّد على يهوديته، بل بدأت مأساةٌ جديدة، وهي مأساة (قبر زوجته) المدفونة في مقابر اليهود، يجب إذن، وفق عقيدة الحارديم، إزالة جسد أماندا (الملوث)من وسط القبور اليهودية (النقية)، ودفنها في مقابر غير اليهود!
طالب الحاخام الأكبر لطائفة الإشكنازيم، دافيد لاو، سرعة إزالة بقايا عظام الزوجة من المقبرة، أيَّده الحاخام السفاردي الأكبر، اسحق يوسيف، ابن الحاخام، عوفاديا يوسيف، أما حاخام المدرسة الدينية، شلومو شراغا، طالب بسرعة تنفيذ هذه الإزالة، حتى لا يطال التلوثُ قبورَ اليهود الأنقياء!
رفض الزوج إزالةَ قبر زوجته من المقبرة اليهودية، لأنه ما يزال مُصرا على التمسك بيهوديته، وأنه ليس مبشرا مسيحيا، أمرتُ المحكمة بعدم إزالة القبر!
أفتى حاخامون آخرون، بعد قرار المحكمة المدنية بعدم إزالة القبر، أفتَوْا ببقاء القبر بشرط أن يُعزل عن بقية قبور اليهود الأنقياء، بجدارِ فصلٍ عنصري، حتى لا تُلوث قبورُ اليهودِ النقية بقبر هذه المرأة المتهمة بالمسيحانية!
لم يكتفِ مطاردو الزوجين بذلك، بل شرعوا في فتح ملفات هذا الحاخام المزيَّف، وشرعوا في إيجاد الحلول للمشكلات التالية:
أشرف الحاخام (المزيَّف)على عدة احتفالات دينية، ومنح التراخيص الشرعية لعدة أشخاص، فما مصير هؤلاء؟ هل يجب أن يرجعوا لحاخام آخر غيره، ليُعيدوا الترخيص الشرعي في قضاياهم؟ ما مصير كل الشباب اليهود الذين أشرف الحاخام المزيف على تدشينهم، عند بلوغهم سن التكليف والرشد، البار متسفا)؟
ما موقف الشريعة اليهودية من عمليات الختان التي نفذها هذا الحاخام غير الشرعي، هل يجب إعادة ختانهم من جديد؟!
ملاحظة أخيرة:
(هذه القصة الغريبة، لا تحدث إلا في الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الوسط! مترجمة عن تقريرٍ أعدَّه الصحفي، جيرمي شارون، لصحيفة، جورسلم بوست، يوم 22-6-2021م)



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاصق (الكيبا) على صلعة، نفتالي بينت!
- تعويم الحكومات في إسرائيل
- جواسيس إسرائيليون!
- لماذا يغتالون الإعلاميين؟
- التضليل الإعلامي في إسرائيل!
- عزدة إلى الحياة من جديد!
- الاضطهاد والعنصرية في الدولة الديوقراطية!
- ألتراس نتنياهو الإرهابي!
- حروب الويكبيديا
- عصر الفنون الرديئة!
- نجاح حفيد كاهانا في الانتخابات
- طبيب الفقرار في بغداد
- قصص نسائنا في عيد النساء
- حلب الأزمات
- أيهما توفيق الحكيم؟!
- حكومة الطوارئ الإسرائيلية !
- من أدب عشق الأوطان.
- كلاب تَشمُّ الُّلعاب!
- الكورونا وبعير طرفة!
- الجلجامش الأمريكي!


المزيد.....




- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...
- قرابة 1000 لاجئ سوداني يفرون من مخيم للأمم المتحدة في إثيوبي ...
- جامعة كولومبيا تكشف تفاصيل حول المحتجين المعتقلين بعد اقتحام ...
- منسق الإغاثة الأممي جريفيث: مقتل عمال إغاثة في السودان أمر ل ...
- اعتقال سياسي معارض في جزر القمر لأسباب سياسية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - القبر الملوث!