أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أيهما توفيق الحكيم؟!














المزيد.....

أيهما توفيق الحكيم؟!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 05:39
المحور: كتابات ساخرة
    


ما أزال أذكرُ عندما طُبع كتاب (حماري الحكيم) للأديب الساخر، توفيق الحكيم، في طبعة جديدة، وضعتْ مجلةُ، روز اليوسف صورةَ غلاف الكتاب على إحدى الصفحات، وكانت الصورة، تجمع توفيق الحكيم مع حماره (الحكيم)، طلب محررُ الصحيفةُ من كبار الكُتابِ أن يُعلقوا على الغلاف! قال الشاعر والأديب، كامل الشناوي: "هذا إعلانٌ مدفوعُ الأجرِ لكتاب، حماري الحكيم!" أما عباس محمود العقاد فكتب ساخرا: "يا حمارةَ الحكيم اذهبي إلى حماره"!
أما مصطفى أمين رئيس تحرير الصحيفة قال: "اختبر ذكاءك، أيهما توفيق الحكيم؟!"
لم يقاضِ توفيقُ الحكيم المعلقِينَ الساخرينَ في المحاكم.
كتاب، حماري الحكيم، مليءٌ أيضا بالسُخرية من السياسيين، ومن المنافقين، قرأه جمهورٌ كبير، هم أيضا لم يطلبوه للمحكمة لأنه انتقد السياسيين، جاء على لسان حمار الحكيم:
"نحنُ الحمير، نُفكِّر جميعُنا تفكيرا واحدا، ليس عندنا حمارٌ (مثالي) وآخرُ (ماديٌ)، ليس عندنا زعماء، وقادة، ولا أوثان، ولا أوطان، بل يوجد حميرٌ على أرض الله، شعورُها واحدٌ، وقلبُها واحد"
طرح حمار الحكيم على مُحاوره سؤالا: "ما رأيُك، لو ألَّفْنَا نحن حزبا؟ ننتخب ثلاثين حمارا من الطراز الأول، يُؤلّف منه حزبُ الحمير"!
الحكيم: "أوَ تظنُّ أنَّك أحدثتَ جديدا في السياسة؟ إنني أرشحك. للرئاسة بشرط أن تضع مبادئ الحزب"
الحمار: "هل نسيتَ يومَ أحصيْنا ما نشرتَه أنتَ من أفكار، فوجدنا أنَّ كلَّ آرائكَ السياسية الحصيفة خرجتْ من رأسي أنا، أما آراؤكَ السخيفة خرجت من رأسكَ أنت؟"
الحكيم: "هِس، حتى لا يسمعك أحدٌ"
أعلن الحمار مبادئ الحزب: "نحنُ نشأنا في هذا البلد، نَعِمْنا بخيرهِ وخميره، رعيْنا برسيمَه، ونجيله، من أصحاب الفكر الراجح، ومِن قادة الرأي الناصح، لذا قررتُ أن أُساهمَ في الحركة السياسية بنصيبٍ، قررتُ العمل لمصلحة الغير، وإنكار المصلحة الشخصية، هذا هو المأثور عن جنسنا، جنس الحمير، منذ ظهورنا على الأرض، لم يُعرَف أننا سرقْنَا أكثر مما نستحقُّ بعرق الجبين، ولا نَعِمْنا بالترفِ والدلال، كما تنعم الخيول، حتى أنكم، أيها البشر، تنعتون مَن يعمل بِجِدٍّ (حمار شُغل)"
قال الحكيم: "إذا أردتَ أن تنضمَّ إلى حزبٍ بشريٍّ فما عليك إلا أن تضع كلمة (لا) أمام مبادئك السابقة، كما أن عِناد الحمير، وصلابة رؤوسها لا ينفع مع السياسة!!
لم يقتصر النقد على السياسيين فقط، بل طال المنافقين أيضا عندما طلبَ منهُ حمارُهُ أن يُعلمه النفاق، قال الحكيم: "إنَّ للنفاقِ قيمةً كُبرى في الأسواق العالمية يحرص عليها الناسُ، وأنَّ أجودَ أنواعِ النِّفاقِ موجودٌ في مصرَ، كما يوجد فيها أجود أنواع القطن، (قُطن طويل التيلة)، هناك أيضا نِفاق طويل التيلة، يمتدُّ إلى الفردِ والمجتمع!
إنَّ هناك أفرادا نادَوْا بأفكار حُرَّةٍ، فاتهمهم الناسُ بالإلحاد، فلم يكتفوا بالصمت، بل حملوا في اليوم التالي المسابحَ الكهرمان، وارتَدَوا القمصان والعمائم الخضراء، هناك سياسيون قد خلق الله لكلٍ منهم وجها واحدا، فصنعوا لأنفسهم وجوها عديدة، يستقبلون بها كلَّ حكومةٍ!!
كان النقدُ في ذلك العصر لا يُسببُ الثورة والغضب، واللجوء للشرطة والقضاء، بل يبعث على السرور والابتسام، ويُسهم في إنتاج الإبداع، الإبداع الأدبي الساخر ، لما له من منزلةً راقية في تراثنا الثقافي العربي!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الطوارئ الإسرائيلية !
- من أدب عشق الأوطان.
- كلاب تَشمُّ الُّلعاب!
- الكورونا وبعير طرفة!
- الجلجامش الأمريكي!
- قذائف الكورونا !
- الداعون بهلاك الصين !
- هل ألكورونا فايروس رقمي؟
- المصارع، ترامب!
- قصة البطل البدوي
- صفقة القرن!
- الترامبيَّة
- ظرفاء البخلاء
- اغتيال سليماني
- سفرٌ على حصان
- المخدرات أفضل من المتفجرات!!
- إلى منقبي العقول !!
- نتنياهو في خطابه الأخير
- السلفية السياسية
- برامج التعليم تنشر الجهل !


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أيهما توفيق الحكيم؟!