أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توفيق أبو شومر - مساحة السعادة في فلسطين!














المزيد.....

مساحة السعادة في فلسطين!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7027 - 2021 / 9 / 22 - 05:30
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


قال: "لماذا لا تنجح برامج الكاميرا الخفية في فلسطين، حاولتُ عدة مرات لكنني فشلتُ وتوقفتُ عن التصوير، كنتُ في كل مرة أحتاج إلى مَن يحرُسني من ردة فعل الناس في بلدنا، كان عددُ الحلقات الموافق عليها ممن صورتهم قليلا، فما بين عشرين حلقة صورتها، وافق ضيوف خمس حلقات فقط على بثها، ثم أمرني الرافضون بمحو كل الحلقات المسجلة، وإلا سأتعرض للعقوبة، أليس هذا مرضا يستحق أن نتابعه، وأن نجد الطريقة المناسبة لعلاجه؟
حاولتُ مرة في أحد محلات بيع الألبسة أن أخفي شخصا، يقف إلى جوار تماثيل الألبسة، ليتحرك، ويثير خوف الزبائن، وردة فعلهم الطبيعية الصحية ليضحكوا، فحدث العكس تماما، حين أقدم أحدُ هؤلاء الخائفين إلى الإضرار بالمحل كله، لطمَ بعنف الممثل، وأوقعه أرضا، وشتمه بألفاظ نابية، حمدت الله أنه لم يكن مُسلحا، لذا، طلب مني صاحب المحل أن أغادر"!
مَن يُتابع برامج الكاميرا الخفية في كل بلدان العالم، يشاهد ردودَ فعل المُغرَّرِ بهم، فهم سرعان ما يغفرون، ثم يبتسمون، ثم يسعدون، ثم يوافقون على أن تُنشر لقاطتهم في كل وسائل الإعلام، على الرغم من أن أكثر هذه اللقطات تُشير إلى نقائصهم الفطرية المحبَّبة، وإلى رغباتهم الحسية المعتادة، أليس هذا دليلا على أن مساحة السعادة، والسماحة في المجتمعات العالمية أكبر بكثير من مساحتها في فلسطين؟!
ما أكثر لقطات الانفعال السريع والاقتتال، بخاصة في أسواقنا، البائعون مستفزون، والمشترون لا يغفرون، حتى أنهم حين لا يوافقون على البيع والشراء فإنهم لا يتركون المكان بلا نزاع، بل يتهمون بعضهم بعضا، ثم تتطور الاتهامات إلى معارك، لا تفضها إلا الشرطة أو زعماء العشائر والقبائل!
ليس من السهل أن ترى الابتسامات وهي مؤشر على السعادة على وجوه الفلسطينيين، فهم مهمومون، لذلك فإن الثنايا والطيات تغزو وجوههم في سن مبكرة، تذكرت موقفا لي عندما حضرتُ مسرحيةَ الزعيم بالقاهرة في بداية الألفية الثالثة، انشغلتُ طوال المسرحية بالمتفرجين الفرحين المقهقهين في المسرح، كنتُ أنا أقلَّهم ضحكا وانفعالا! حتى وأنا في بلد بعيد عن الأهل والأصدقاء، أرجعتُ السببَ حينئذِ إلى ضائقة الفلسطيني النفسية، والسياسية فنحن شعبٌ محتل، تعرَّض للقمع، والسجن، والنفي، والتشريد، والإفقار، لذا فنحن أقرب إلى الحزن والبكاء من الفرح والسرور، هذا استنتاجٌ تحليلي سريع.
تذكرتُ أنني كتبتُ كثيرا عن هذا الموضوع، وهو موضوعٌ يستحق البحثَ والتحليل، لأنه يشير إلى مرضٍ اجتماعي، سببه بالتأكيد لا يعود فقط إلى ضائقتنا السابقة، بل إن نتائج انتشاره خطيرةٌ على مستقبل نضالنا الوطني المستقبلي، بخاصةٍ على أطفالنا وبنيتهم النفسية، فهي تقتل فيهم عواطفهم الفطرية النبيلة، وتحدُّ من إبداعاتهم، وتدفعهم إلى كُره الوطن والهجرة منه، حاولتُ أن أعثر على أسبابٍ أخرى أدتْ إلى غياب روح التسامح والعفو في مجتمعنا الفلسطيني، فوجدت أن هناك غيابا كبيرا لدور الثقافة والفنون بمختلف أنواعها وبخاصة في برامج التعليم،
إن معظم برامج التعليم الحشوية المُعتَمدة رسميا، جالبةٌ للكآبةَ والحزن، تَغتالُ من الأطفال أحاسيسهم الجميلة، ولا سيما حين تكون المحفوظاتُ المحشوُّة قَسرا منفرةً صعبةَ الفهم، مملوءةً بالتشاؤم والعنف!
كما أن إهمالنا للرياضات البدنية السمحة الجالبة لروح المرح والسعادة سببٌ آخر يُضاف إلى ما سبق! بخاصةٍ في الرياضة الشعبية واسعة الانتشار، وهي رياضة كرة القدم، فقد حولوها من رياضة مُتعة وتسامُح، تجلب السعادة إلى رياضةٍ تُحرِّضُ على الانقسام والتمييز العنصري، وتُسبب التعاسة، أفسدوها بألتراسات المشجعين، ولوبيات المناطق الجغرافية، وحولوها إلى ميليشيات عنصرية، وليست رياضية، تحقن نفوس البشر بالبُغض والكُره!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرة عاصمة فلسطين الثقافية!
- اعترفوا بزواجه!
- برنامج البيغاسيوس، قاتل بلا دلائل!
- خطاب، جو بايدن في مؤتمر المعلمين!
- لا تغتالوا طفولة أطفالكم!
- القبر الملوث!
- لاصق (الكيبا) على صلعة، نفتالي بينت!
- تعويم الحكومات في إسرائيل
- جواسيس إسرائيليون!
- لماذا يغتالون الإعلاميين؟
- التضليل الإعلامي في إسرائيل!
- عزدة إلى الحياة من جديد!
- الاضطهاد والعنصرية في الدولة الديوقراطية!
- ألتراس نتنياهو الإرهابي!
- حروب الويكبيديا
- عصر الفنون الرديئة!
- نجاح حفيد كاهانا في الانتخابات
- طبيب الفقرار في بغداد
- قصص نسائنا في عيد النساء
- حلب الأزمات


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توفيق أبو شومر - مساحة السعادة في فلسطين!