أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة














المزيد.....

لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7030 - 2021 / 9 / 26 - 17:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تحليل اخباري: لِـم العجلة؟ في التأنّي السلامة
تتباين مواقف التونسيين من طريقة إدارة الرئيس قيس سعيّد للمرحلة وشكل ظهوره، على مستوى اختيار أماكن الزيارات وزمنها وحركات الجسد ومضمون الخطاب والفئة المنتقية لأن تكون في وضع المتقبّل والمصغي الجيّد إلى من صمّم على أن يكون في صورة المعلّم/المؤدّب/المقرّع والناهي والآمروالمتشنّج والمنفعل كلّما تواتر الحديث عن الآخر /العدوّ، وهم كُثر: خصوم سياسيون ورجال أعمال مفسدون يمسكون بمصالح البلاد الأساسية، وأهل إعلام متواطؤن وداعمون للمنظومة الفاسدة...
ولئن رحّب عدد من التونسيين بإزاحة أصحاب الضجيج والعراك ومقتسمي الغنائم والامتيازات والمتطفلين عن عالم السياسية و«أسوأ ما أنجبت تونس» مستشهدين بالأنموذج اللبناني إذ سقطت الحكومة واقيل الوزراء وعاشت الدولة منذ سنوات، على ذلك الوضع «الغريب» فإنّ البعض الآخر رفض هذا الوضع اللاشرعيّ والبعيد كلّ البعد عن مسار ممارسة الفعل السياسي ولازال يطالب بالتعجيل باتخاذ التدابير «القانونية» التي تعيد البلاد إلى الإطار القانوني والشرعية. والمتوقّع أنّ صبر عموم التونسيين سينفدُ إذا ما استمرّ الحال على ما هو عليه وطلب منهم «التعود» و«التكيّف» مع الاستثناء.

ينظر الشقّ الأوّل من التونسيين إلى شخصية الرئيس بارتياح لأنّه يذكرهم بالاستقامة وإيثار الآخر والوقوف إلى جانب المستضعفين إذ تعدّدت زياراته الليلية إلى «الكادحين» و«الغاضبين» من الأوضاع المتردية وغيرهم. غير أنّ هذا التمثّل القائم على استحضار صورة عمر بن الخطاب ليس إلاّ يوتوبيا فلعمر «الفاروق» وجه آخر تكشف عنه السير وكتب التاريخ يناقض تماما صورة عمر العادل والفاروق.. فهل يعي التونسيون تضارب الروايات والبعد السلبيّ والقاتم في شخصيّة عمر؟ وهذا يقودنا إلى استنتاج مفاده أنّ الربط بين الشخصيات التاريخية والشخصيات المعاصرة لاستمالة الشعب الباحث عن القدوة والزعيم العادل لا يمثّل بالضرورة الحلّ الأمثل لإزاحة المنظومة القديمة.

والواقع أنّ عمليات الإزاحة والاستبعاد والإقصاء التي تعيد بناء المتخيّل السياسي وتتعمّد القفز على ركائز التاريخ المعاصر وأساليب ممارسة العمل السياسي و آليات اشتغال الأطر الدستورية تُفسح يوما بعد آخر، مجالا أوسع للاستئثار بالحكم على حساب فاعلين آخرين، ملغية بذلك مبادئ متداولة بين الأمم كالتشاركية، والشفافية، والحقّ في الوصول إلى المعلومة من مصدرها الأوّل والتفاعل بين مختلف الشركاء في الوطن كلّ من موقعه. وتوحي بسيادة منطق الاحتكام إلى الأهواء (الغضب، الحسد، الانتقام...) بدل الركون إلى عقلنة الأحداث والاعتراف بضرورة ممارسة السياسة مع الآخرين واحترام قواعد اللعبة السياسية والأعراف السياسية وأسس المعاملات وغيرها.

وحده المؤدّب الذي يلحّ على اجترار نفس الخطاب القائم على الوعد والوعيد وردع غير المنضبطين وغير الممتثلين والتشهير بهم وتشويه صورتهم أمام الجماهير في أسلوب دعوي/دعائي غايته تبرير الحاجة إلى تأسيس المدينة الفاضلة وأخلقة السياسة ولكنّ نتيجة هذا الخطاب صارت مرئية تُلخّص في الزجّ بالتونسيين في عالم العنف اللفظي والرقمي والمادي والمعنوي وثقافة التشفي والهدم بدل البناء والتجاوزوالاحتكام إلى سلطة القانون.

وحده المؤدب كان يحلم بتأديب الأطفال غير الممتثلين للمبادئ والقيم المعيارية وفي الآن نفسه، يطمح في أن يؤدّب المجتمع برمته ويسوسه وفق رؤيته التهذيبية ولكنّ المفارقة اليوم هي أنّ عددا من التونسيين صاروا يحتذون بطريقة تسيير «سعيد» للبلاد فإذا بهم لا ويُحَاوِلُون أن يكونوا نسخةً منه طِبْقَ الأصل في مستوى الاستقامة وحسن السلوك.. بل عمّت العدوى وتوقّفت المصالح. يكفي أن تدخل بعض المؤسسات والجامعات والوزارات والبلديات لتعاين خطابا جديدا قوامه: لا ترهق نفسك في العمل فالبلاد راكدة والإصلاح متوقّف ولسنا أفضل من الرئيس فلم العجلة نحن على نهج «قيسون» دعها حتى تقع... و«الناس على دين ملوكهم».
أخشى ما نخشاه أن تستشري العدوى وتتعطّل المصالح ويصبح الانتظار والتواكل من العادات المركوزة.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم
- الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»
- تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات
- المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب
- حيوات الأفغانيات مهمّة
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير
- تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد
- السياسة من منظور الأمثال الشعبيّة
- أزمة كوفيد 19 تكشف المستور
- مُدّوا الأيادي واضربوهنّ
- علامات انسداد الأفق
- جيل الغضب المشروع
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة