محمد جبار فهد
الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 13:46
المحور:
الادب والفن
هذه الليلة أشبه بكُلِّ ليلة..
عاهرة صغيرة.. قنينة بيـــرة..
سيچارة لذيذة، والقليل من الدُخانِ
الـمُفكّر بساديّة، يُخلّصونني مِن ما تبقى مِن
براعم إنسانيتي الأخيرة الآيلة إلى الإندثار الأبدي..
لا أحد يَهجُرني أو يهرب منّي..
إمّا يَقتُلَني أو يَقتُلَني.......
حزينٌ على سلّة المُهملات،
تلك التي ترقد بجانبي..
لقد تَعِبت مِن مشاهدتي
وأنا أخاصم غرائزي المُباركة..
- ”أرغب بالخروج...“
- لا تُنادي أحداً..
اِلتهم بشراسة ما تراه.. وأخرُج لِتُحطّم..
- ”والوعي؟“
- اِكسرُه.. أنّه ليس إلّا مَزهرية فارغة..
- ”الحقيقة؟“
- غلّفها بكذبة مُتقنة واِرميها..
- ”حبيبتي؟“
- تخلّى عنها وأبصُق أحاسيسك بأسرها..
- ”أنها حبيبتي، كيف سأفعل ذلك؟“
- وأن يَكُن.. هلّم بالمغادرة..
- ”ماذا عن الله؟“
- شَيطُنه.. أنّه ليس جدير بمعرفتنا..
- ”ومَن نحن؟“
- (يضحك) أنتَ تَعرف.. أنتَ تعرف..
ناولني الكأس.. هيّا.. ماذا تنتظر؟..
- بصحتك..
- بصحتك يا عدوّي العبقري..
(بعد هنيهات) علامَ تنوح وتبكي؟..
- أنا مُرتعب..
- (يتنهّد.. يُظهر زفير مُثير للرهبة)
أنت لا تستحق هذا المقام الأعظم..
(علامات الغضب على وجهه... يَفترسه)..
”آه... لقد خاب ظنّي بك يا حَشرة..
أمّا الآن... فقد حانت ساعة خروجي“..
(يضحك.. يضحك.. يتلاشى الصوت)..
#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟