أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - (لُعبة شريرة)














المزيد.....

(لُعبة شريرة)


محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 6962 - 2021 / 7 / 18 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


”أنا لاشيء..
ولن أكون أي شي..
ولم أكن أريد أن أكون شيئاً“..

...

فرناندو پيسوا..
شاعر برتغالي..

________________________________________

لطالما أعتقدت بأنني في الخارج،
مع هؤلاء الوثنيون من الرعية،
جُثة مدفونة في قعر المثالية..
لَِم الإعتقاد، فأنا الوحيد
الذي لا يأتيه الشـك
في هذا الأمر..
(مع أخواني
الطغاة
الذين ماتوا)..
أنا حيٌّ في داخلي..
حيٌّ في هذه العوالم التي
صنعتها.. وهذا يكفي وعيي لينطفئ
إلى الأبد.. بلا ندم.. بلا تفكير.. بلا كلام منمّق..

يضحكون عليَّ لأنّي
لا أعيش مثلما هم يفعلون..
وأضحك عليهم لأنّي
لا أعرف كيف يسمّون هذه حياةً..
هذه التي يعيشوها
برهبة.. واستعباد.. وقلق..
ببهجة.. وامتنان.. وامتثال مُتقن وعميق..

هكذا تُولد... وحيد..
هكذا تموت... وحيد..
مثلهم..
مثلهم
أولئك الذين يحبّون
الحياة ويخشون الموت..
تعتقد أنّك مُختلف..
أنت لست كذلك..
فالمُختلف
خالد..
وأنت لست كذلك..
أنت تذبل.. تذوب.. وتموت..
مثل كل شيء آخر ليس عنده الإرادة..
الإرادة... في أن يكون
كما يبتغي ويشتهي ويحلم..
أنت لاشيء.. تُولد هكذا..
أنت لاشيء.. تموت هكذا..

مُغرم بالحياة..
مُغرم بالموت..
لا أدري في
أي سماء أنا..
في أي أرض..
أعيش داخل
أوهام البشر..
أنتظر معجزة
تحدث.. رُبما
الرحيل بهدوء..
رُبما التلاشي
تحت ضوء الشمس..
رُبما الإلتقاء
بعيون حبيبتي
عند غابة الأراجيح..

لا أفهم ماذا يعني الحب..
لن تجدينني
حين تحتاجيني
في ذروات الإنهيار..
لا أفهم ماذا يعني الحب..
أنتِ الحب..
أنتِ الـ(لماذا)..
أنتِ الوَجع والغضب..
لا أفهم ماذا يعني الحب..
ليس في وسعي
أن أحيا والحب في أحشائي..
في أضلاعي وأوردتي وأنسجة أعصابي..
لا أفهم ماذا يعني الحب..
لكني أفهم وأعي..
بأنّي لا أقف لشيء..
ولا شيء يقف لأجلي..
لا أفهم ماذا يعني الحب..
لكني أفهم كم أنا
أشكل خطراً على هذه
السيچارة التي أمسكها بأطراف فمي..
لا أفهم ماذا يعني الحب..
لا الناس.. ولا العالم.. ولا أنا..
في النور أنتظر شيئاً لا أعرفه..
في الظلام أحارب نفسي..
بالنهاية ما الذي يعنيه هذا الهراء
بالنسبةِ لي ولحضراتكم؟..
ألسنا عميان يقودنا الوهم؟..
لا أفهم ماذا يعني الحب..
لكني أفهم بأنّني دُمية..
أتعذّب من ذلك ولا
أضجر.. لماذا؟..
لماذا أنا دُمية؟..
اسأل الصخور التي
تصفعها أمواج المحيط العاتية..
أو جيرانك الفلاسفة الوجوديون..
في كِلا الحالتين لن تحصل سوى
على إجابة واحدة.. أنت تعرفها
والربّ لا يكترث لها.. ”الحُب“..
لا أفهم ماذا يعني الحب..
لا أفهم ماذا يعني الحب..

بعد أن طلبت منّي والدتي أن أتخلص
من قُمامة المنزل لأرميها في الخارج
داخل حاوية النُفايات الكبيرة..
سمعت أخي الأكبر - وهو بجانبها -
يُسقط الكثير من الحقيقة من فمه..
- رُبما قد تكون هي الحقيقة العذراء الفريدة
والحكمة الأزلية الوحيدة التي رفست عقلي - ..
”لاحظي يا أمّاه وَلَدكِ..
وكأنّه قد خُلق كي يحمل هذه الزُبالة“..
أصابتني القُشعريرة وقتها..
ولم أنم تلك الليلة الباردة يومذاك..
كنت يافع وجميل وطيب ذو قلبٍ صافٍ..
لا أدري لِمَ تذكرت هذا الموقف بعد
مرور كل هذه السنين.. بعد أن غدوت
نكرة ولا أحملُ زُبالة تجعلني أستفيق
مجدداً.. ودود مجدداً.. وحنون مجدداً..
كي أذهب لأعانق أمي وأخواني بحرارة..
لكن الذي جرى هو أنّني مُت..
مثل نهاية كل الأشياء..
ولن أستفيق مرّة أخرى..
لستُ حزيناً من شيء
ولا يائساً...أنا مؤمن شقي
يكره الله وحســـــــــب..



#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (إلى بودلير)
- (شخبطة سافلة)
- (طوبى لك)
- (نهاية النهاية) أو (تراتيل كونية)
- (يطلقون عليه موتاً، أولئك الأموات)
- النهاية
- مللتُ من أن أشعرُ بالملل..
- يوميات إلٰه مراهق
- مريم والمجنون
- سأشتاقُ لكِ دوماً...
- ترَاويح كافر
- كِلانا...
- التي تُطاردني.. هاتيك الحقيقة.. قد أرتني..
- لا تقرأوني.. فأنا أكتب الكذب..
- القيثارة...
- تُرّهات لامنتمي (لاإكتراثي)..
- فرويد في قبري...
- خُذني...
- آه كم هو مُؤلم...
- حان الآن..


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - (لُعبة شريرة)