أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - فرويد في قبري...















المزيد.....

فرويد في قبري...


محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 6824 - 2021 / 2 / 25 - 18:30
المحور: الادب والفن
    


”ننام الحياة كلها.. إننا أطفال القدر الأبديين“..
.................
فرناندو پيسوا.. لستُ ذا شأن...


-$--$--$--$--$--$--$--$--$--$-############-$--$--$--$--$--$--$--$--$--$--$-


- ما الذي تعبدُه؟..
- ‏لا أعرف..
- ‏حسناً.. ما الذي يُثير اهتمامك إذن؟..
- ‏لا أعرف..
- ‏هل تعرف شيئاً أبداً؟..
- ‏ربما.. لا أعرف..
- ‏من أنت؟..
- ‏أنت تعرف.. أو.. ربما لا أحد يعرف.......

-------------------

لا أدري متى يُصيبني العمى
كي أرى..
كي أرى
لا أعرف ماذا..
ربما ربُّ الفوضى..

أتجول في مقبرة العالم..
أبحثُ فيها عن رائحة المُحيط..
فلا
أجدُ
شيئاً
سوى
كائناً غريب
يتجول في قبري..

ضميري مهزلة..
ضمائركم مزبلة..
أأتي..
أصطفُ بجانبكم..
لتكتمل مجزرة الحفلة..

أنا أضعُ 1% احتمال لوجود ربٍّ،
فقط
لأجل ذلك
الغضب الماسخ
الذي يعتريني دوماً..

-----------------------

أركب التُكتُك عائداً إلى منزلي.. يُحدّثني الغريب عن معاناته.. عن زوجته التي تصرخ وراءه قبل أن يخرج من بيته لأجل البحث عن لقمة عيشه؛ ”لا تنسة الحليب.. الحليب للچهال“.. عن رفاهية المِيليشا السلطوية الحاكمة.. عن أناسٍ هم أدنى منه في الفقر.. عن حظر التجوال الذي سيقطع رأسه ورأس أسرته.. أُتمتم الطريق كلّه.. لا أدري بماذا أُجيبُه.. أتوارى خلف خصلات شعر ”چوچي“ بنت أخي كي أتجنب صوتُ ذلك الألم المألوف الذي ينحتهُ فيَّ هذا الغريب.. ”شسوي يا خوية.. فوگ كل هذا وانگول الحمدلله“.. هكذا ودّعني الغريب.. أترجّل من التُكتُك.. ”الحمدلله على كل حال أخي.. أشكرك حبيبي.. الله وياك.. بالسلامة“ وهكذا ودّعتُه أنا..

ثم ينبري الأحمق الأكبر - الذي ينام في داخلي - متسائلاً؛ من أنت هنا؟..

من أنا هنا؟.. أحقاً تسئل والعالم كلُّه يحترق؟..

يا ربُّ الأرباب..
إن كنت موجوداً كما يدّعي البشر
فلن أرضى
عنك أبداً
حتى
تشنقُ نفسك..
ففي موتك راحتُنا..
وفي موتنا راحتُكَ..

آه كم أزدريك وأكرهُك..
سنلتقي..
سنلتقي
وسأُريك تفاهتُك..
سنلتقي..
سنلتقي
فإستعد يا عار..

--------------------

لا أدري عماذا أكتب..
حتى سيجارتي لا تدري..
لا عقلي ولا بوكوفسكي ولا روحي
- إن كانت لي واحدة - تدري..

أين أضع قدمي؟..

كيف أقنع نفسي الحائرة،
بأنّ هديل حمامة
موج بحر
نغم مطر
ونجم ليل
هي أحلام طفولتي العاهرة؟.. كيف؟..

في فمي سأضع قدمي
وأتجه
نحو قبري..
نحو قبري..

سألِجُ القبر..

ستأتي حبيبتي..
وتتمعن في القبر..
ستدخله..

سننام معاً..
من دون أن أدري..
من دون أن تدري..
سننام معاً..

-------------------

الكل يبتعد عن كل شيء..
وتبقى
أنت
متفرجاً
في النهاية،
كالأحمق،
على كُلِّ شيء..

تفعلها..
تتدحرج على السرير..
تضع رأسك على الوسادة..
تلعن اليوم الذي ولدت فيه..
تنام..
تصحو..
تفعلها مُجدداً..
توقد
سيجارة..
ثم في لحظةٍ ما
تُقرّر بأنّك لست موجود..
انتبه..... إنّها لُعبة الحقيقة..
والحقيقة عبث........................

لدي رغبة شديدة
في إنقاذ البشرية..
لكن...
ثمّة شيء يهمس لي..
”لا تنخدع.. إيّاك..
إيّاك..
فرُبّما الشمس، بجبروتها،
تكون عمياء في النهاية“..
بعيداً عن الأصوات
التي تتصارع،
كالثيران الغاضبة،
في رأسي الدائري..
لكن..
إنقاذ البشرية من ماذا؟..
منّي؟.. ربّما..

يحاول إيروين أن يشرح لفرقته
بأنّ الموت، وهم يقاتلون، لشرفٌ عظيم..
تنبهر الفرقة وتنطلي عليها الخدعة..
إيروين في المقدمة بيد واحدة..
فرقته خلفه..
الخيول تصهل..
الكل يصرخ..
فيُهمهم العملاق زيغي ييغر من بعيد..
”الشرف.. أليس كذلك؟.. همممم“..
يضع الصخرة في كفه..
يُفتّتها إلى أحجارٍ صغيرة..
يعمل حركة لاعبي البَيس بوول..
يُخاطب نفسه، وهو يرمي الأحجار الصغيرة،
قائلاً؛ ”هيا بنا لنحوّل هؤلاء الجنود
إلى قطع لحم شريفة“.....

-------------------

أحياناً، في هدوء الليل،
نسكرُ أنا والشيطان
بقنينة إيمان مُعتّقة
ونتحدّث عن الخِداع..

ننصتُ أنا وإيّاه
إلى تنهيدات البشر العميقة
المملوءة بالمُسكنات الإلهية..

لا نهجع أبداً..
وحين يُريد هو أن يُمدّد
ناره على ساعدي كي ينام..
يسئلني!..
من أنت؟..

أصمت لبُرهة..
اُجيب..

أنا الحقيقة..
أنا الحقيقة
التي لا
وجود لها..
أنا الحقيقة..
أنا الحقيقة
التي علّمتك
كيف تُكذّب..
كيف
تتنفس
الشرّ الأكبر
وتواجه
عيون الأطفال التي تُمثّل الأرض بأسرها..
أنا الحقيقة..
أنا الحقيقة
الوحيدة المُتفرّدة التي لا تُكذّب..
أنا الحقيقة الخالصة
التي لا تعرف شيئاً البتّة..
سوى إنّها كذّابة..
أنا الحقيقة
التي نبذت
كل شيء.. كل شيء..

يتأملني.. تذوب عيناه في عيني..
يقرّب فمه إلى أذني.. يهمسُ..
أمّاه.. أمّاه..
أنا إله.. أنا إله..

نبتسم سويةً.. أخنقه..
يصارعني..
أضغط بقوّة..
يلتقط أنفاسه الأخيرة..
لماذا؟.. لماذا؟..
يموت..

أقهقه عالياً..
لماذا.. لماذا!..
لأنّني يا بُني - ومن دون أيِّ سبب -
هكذا.. هكذا..

أرى الله..
أبصق عليه..
أحطّم القنينة على رأسه..
أزجره؛ ألم تستطع، يا تافه، أن تخلق
إيماناً يُسكِرَني؟.................................

-----------------------

”ستُقدّم للناس
عرضاً قبيحاً
إن أنت أظهرت
لهم خطاياك“..

لكن، يا نيتشه،
رغم القذارة والخسارة،
سأقدّم لهم حقيقة
على
طبق
من عدم..

--------------------

دعيني لا أتكبد عناء الكلمات
التي
تخرجُ
غاضبةً،
من فمي،
كرشّاشٍ متمرّدٍ عنيد..

دعيني أتأملُكِ
على حقيقتُكِ
التي
ما من
بعدها
حقيقة أبداً.. أبداً..

دعيني أسرقُكِ من هذا الإله
الذي
يسكنُ
جمالُكِ
ولا يعترف
بأنّكِ رسولة..
رسولةٌ،
أحلام البشر..
أحلام الشياطين..
أحلام الآلهة،
هي رسالتُكِ الأبدية..

دعيني.. دعيني اقنُعكِ
أن ترمي وردة مقطوفة
وسط الجحيم
كي نُبرهن لدانتي إنّه أحمق
مثل كل الشعراء.. مثل كل الأنبياء..

دعيني..
دعيني
أنام
في
سلام
إلى جانب
شعرُكِ الذي
يسحرُ الليل بسوادهِ..

دعيني..
دعيني
أتعذّب
بنارِ بؤبؤُكِ الملعون
وشاماتُكِ المُحاطة بالجنون..
واصرخي بعظمة؛ يا عبد..
يا مَن عُبوديته ليس لها حد..
أأتيني بقلم نيرودا
وخيال إيلوار
وشجاعة پاريس التي أوقدت
نجوم طروادة
وقتلت آخيل اللامنتمي..
أأتيني بهم على ظَهرِ جَواد الفؤاد
لتركع أمامي
وأُنصّبُكَ سيّدٌ للعِباد.......

--------------------

لن أندم على
ترك ربي..
لن أندم على
ترك أهلي وأصدقائي وناسي..
لن أندم على
ترك عدميَّتي ولامبالاتي..
لن أندم على
ترك تفكيري وإحساسي..
لن أندم على شيء،
أنا الذي لا أندمُ على أيِّ شيء،
سوى ترك دموع حبيبتي تنهمر
من شلّال عيونها الأرجواني..
ترك يديها القطنيتين وحيدة..
ترك ضحكتها حزينة
وعيونها، على قارعة الطريق، دفينة..
هذا الندم الذي
لم يحصل بعد..
هذا الخذلان الذي لم يُرَ بعد،
سأربكُه وأجعل من شرورهِ
أغنيةٌ تُحاكي إلاهة العِناق..
سأمسكُ ببشاعتهِ
وأخلقُ لهُ
شاعرٌ جبّارٌ عملاق..
هذا الندم..
هذا الخذلان..
لن يرى ملامحي بعد الآن..
لا لن يرى شيئاً منّي البتّة
غير صمتي الغامض
الذي تعلّمتُه من، حبيبتي، ساكنةُ الأعماق..



#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خُذني...
- آه كم هو مُؤلم...
- حان الآن..
- صراعٌ مع الأغلال الوهمية
- أنا لستُ وحشاً...
- لُعبة الحيارى
- دُخان النار الأزليّة..
- لأنّنا خالقون..
- الإنسان...
- كيف تُفكّر الفراشة...
- أحياناً...
- الإنسانة والحمامة والطبيب..
- سينما.. كُلّ شيء هنا سينما..
- أنا أفكر.. إذن أنا عدم.. عدم..
- صرخة في وجه عراقي..
- أشُك...
- عود إبليس...
- هل الإنسان بحاجة إلى الدين؟..
- ما وراء المطر....
- تحت شجرة شارع المتنبي الميت


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - فرويد في قبري...