أنا لستُ وحشاً...

محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 11:43
المحور: الادب والفن
    

لستُ أرى بشاعة
أنقى
من بشاعتي
ولا سفالة أقذر
من تلك المُرتّبة،
بشكلٍ عفوي،
على الهيئة المثالية..

ليس بوسع أحد أن يعرفني..
فهذا شعر صدري الكثيف
وبطني المدوّرة
وظهري المكسور
ويدي الصلبة
يشهد
على
إنّي لوحدي غابة..

أهرولُ مُسرعاً
نحو المجهول
وألتفتُ مفزوعاً
ممّا خلقتهُ..

أحرّك يدي اليمنى
في الهواء الطلق..
أضع
ساق على ساق
وأكمل الحديث
مع سيجارتي..
مع شيطاني..
مع غبائي..
مَن يعلم؟..

تنام نومة طفل مجنون..
تتسكع مع أصدقائك الغُرباء..
تأكل ثلاث وجبات في اليوم..
تستحم بالماء الدافئ
وتتخلّص من شهوتك بالشامبو..
تستمع إلى الموسيقى.. تهدأ..
ترقص.. تُغنّي.. تعشق.. ترغب..
تقرأ الكتب.. تتثقف.. تُجادل..
ثمّ تأتي بعدها وتقول لي؛ هناك حقيقة..
ثمّة مغزى.. أشعرُ بمعنى يعتريني
وأبدية تملأ فضاء روحي..
أيُّ حقيقة؟..
أيُّ حقيقة وأنت تصرخ من الداخل على إبتساماتك المُزيّفة وكلماتك المغمورة بالدجل؟؟..
أيُّ حقيقة تمتلكها - يا أنا - وأنت خلقتك الأفكار لا الدموع؟.. أيُّ حقيقة؟..

هذا الشعور الذي يمرُّ بغتةً من بؤبؤك الصغير ويُدغدغ قلبك الشبيه بالصخرة الحمراء.. هذا الشعور اللامتناه بالفناء والموت، هو الكذبة العملاقة الوحيدة التي صنعت منّا حقيقة جديرة بالتهكم والسُخرية..

هل أخطأ أخيل حينما قال؛ ”الآلهة يحسدوننا؛ لأنّنا فانون“؟؟..
أم أخطأت أنا عندما قلت بأنّي قتلتُ رّبّي بيدي؟؟..


_________________________________


جزء مني يريد أن ينتحر..
جزء مني يريد أن يسخر من البشر..
جزء مني يريد أن يرفسك ويعذبك..
جزء مني يريد أن يسب ويشتم ويلعن..
جزء مني كاذب..
جزء مني سافل..
جزء مني هو الشيطان..
أجزائي الخسيسة كُلّها
تَعزفُ على أوتار رُّبابة الموت
وتريد
مني
أنا..
أنا،
الخالي
من كلِّ
معنى،
أن أقول لك من أنا؟؟؟.......

____________________________________

”ألا ترى؟، أنا لستُ وحشاً...
أنا فقط أسبق هذا القطيع القذر من المتحضرين“..
................
الجوكر.....

#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل