مللتُ من كُلّ شيء...

محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 00:16
المحور: الادب والفن
    

ما همّني إن كانت الشمس ستبتلع الأرض بعد أربعةِ آلاف مليون سنة؟..
ما همّني إن كانت المؤشرات العلمية تقول بأنّ الطاقة أزلية والعراق جحيم ومزبلة؟..
ما همّني إن ألحد غيري أو آمن جاري أو تنقبّت بنت أخي؟..
ما همّني إن كان كوكب اليابان يعتقد بأن الشك بنظرية النشوء والارتقاء إهانة علمية؟..
أسيسعدني ثقب هوكينغ الماروني أم سأتألم من جديد إنّ قبّلت شفّة إلاهتي الفراولية؟..
أسأصفق لبيكون وأوهامه الأربعة أم ألعن الإغريق والعناصر الأربعة؟..
أسأفرح لأبي لأنّه مات أم سأحزن لأمّي إن ماتت؟..
أسأعتذر إن رقصت أمام الملأ عارياً أم سأصافح سارقي وأحضن وريث الجُبناء؟..
أسأنجبُ أطفالاً كي يتعذبوا مثلي أم سأعيشُ وحيداً وأصنعُ كرامتي بيدي؟..
........
أين أنت يا أبا صالح؟.. عُنقي يُنادي سيفك المُلتهب.. أين أنت؟.. دَمي فائر وقلبي يَغلي.. أين أنت؟.. أنصحكَ.. أنصحكَ يا أسطورة الملايين ألّا تظهر.. صدقني، فمن يظهر للمجانين سيكون هو مجنوناً أيضاً.. عِش بالقرب من بحيرات سويسرا وتأمّل البجعات البيضاء وغنّي.. غنّي حياتك كما غنّى أودن وبوسايدون وسيزيف ودراكيولا وكريتوس... بعيداً.. بعيداً عن تفاهة وبلاهة كلِّ بشري وفِلم كُلِّ إله.....
.........
لَم يزل السؤال يراودني دائماً؛ من أنا؟..
وما زال الجوابُ واحدٌ؛ أنا ما هم عليه إلى الأبد.. إلى الأبد..
.......................................
”لأجل مَاذَا تتطلع أنتَ إلى المدينة البعيدة؟..
روحك هي المدينة البعيدة“..
....
فرناندو پيسوا..

#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل